محمد علوش- الديار
لا يترك مسؤولو التيار الوطني الحرّ مناسبة إلا وهاجموا فيها حزب الله، من تعطيل الحكومة، وصولاً لاتهامه بالتدخل بعمل القضاء وعدم رغبته بكشف الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت، فبات الحزب يمرّ على لسان التياريين أكثر من حزب القوات اللبنانية، الغريم الأزلي للتيار في الشارع المسيحي.
تعتبر مصادر مسؤولة في التيار الوطني الحر أن ما يُقال عن حزب الله من قبل مسؤولي التيار يمكن وضعه في خانة الانتقاد لا الهجوم، فالحزب الذي لا علاقة له بملف انفجار المرفأ ولا علاقة لأي مسؤول فيه بالأشخاص المطلوبين للتحقيق اختار التصدي لهذا الملف بطريقة غير مفهومة جعلته يعطّل الحكومة التي انتظرها اللبنانيون لأشهر طويلة لكي تمكنهم من معالجة مشكلات أساسية يمر بها البلد.
وترى المصادر أن هذه الحكومة كانت بارقة أمل يعوّل عليها رئيس الجمهورية بعد التجارب الحكومية الفاشلة التي رافقت ســعد الحريري وحسان دياب، ولا يجوز تعطيلها بهذه الطريقة، لذلك لا بد من أن يوجّه اللوم الى الحزب الذي لم يدعم التيار بالملــفات الداخلية إطلاقاً، والكل يعلم حجم العتب الموجود على حزب الله في هذا السياق.
لم يعد هناك معنى لحليف كان يُسمى حليفاً استراتيجياً، لذلك خفّض رئيس الجمهورية ميشال عون مستوى العلاقات مع الحزب من خلال تسميته بـ «الصديق»، لا «الحليف»، وهذا الموقف تقرأه مصادر نيابية مطلعة في فريق 8 آذار، على أنه رسالة للداخل والخارج، فهي موجهة الى الاميركيين والفرنسيين والدول العربية التي لطالما ربطت عون وتياره بحزب الله، مشيرة الى أن الرسالة تقول بأن التيار الوطني الحر يختلف مع حزب الله على إدارة الدولة وملفاتها، وحول الرؤية المرسومة للتحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وبالتالي ليس صحيحاً أن الحزب والتيار فريقاً واحداً، وموجهة الى الداخل وتحديداً الشارع المسيحي على أبواب الانتخابات النيابية، إذ وجد التيار ان جمهوره لم يعد قادراً على تقبل موقف حزب الله سواء من العلاقة بين التيار وحركة أمل ورئيسها نبيه بري الذي يحمله الجمهور العوني مسؤولية كل شيء سيء، أو من الموقف من القاضي طارق البيطار والتحقيقات بانفجار المرفأ.
لا تُخفي المصادر النيابية أن حزب الله لديه الكثير من النقاط الخلافية مع التيار، ولديه العتب الكبير أيضاً على مواقف التيار من ملفات أساسية، على رأسها ملف التحقيقات بانفجار المرفأ، فالتيار رغم انتقاده الاستنسابية التي يعمل بها البيطار، إلا أنه يرفض التعاون لإيجاد الحلول لهذه المعضلة، مشيرة الى أن الفارق بين الحزب والتيار هو أن الأول لا ينتقد التيار علناً بينما لا يترك الثاني مناسبة الا ويقوم بذلك.
بالنسبة الى المصادر يتفهّم حزب الله مواقف التيار الوطني الحر في كثير من الأحيان، فالتيار يتحضر لخوض انتخابات قاسية، ستكون أصعب من تلك التي خاضها منفرداً عام 2005، ويهمّ حزب الله أن يحقق التيار انتصاراً بالشارع المسيحي لأخذ الاكثرية النيابية، أو على الأقل لمنع الفريق الآخر من نيل الأكثرية لوحده، لذلك تعتبر قيادة حزب الله أن لا مشكلة بانتقادها إذا كان الامر يحقق للتيار شعبية مسيحية ضرورية لخوض الاستحقاق الانتخابي.
رغم كل ما يجري، تؤكد المصادر أن حزب الله لا يفكر إطلاقاً بفك التحالف مع التيار الوطني الحر، بل على العكس سيحاول خلال الانتخابات تقديم الدعم الكامل في كل دائرة يتواجد فيها الحزب، ولكن يبقى السؤال هنا هل يذهب التيار بعيداً بفكّ الارتباط؟