غالباً ما يختار رؤوس عصابات الجريمة المنظّمة توقيت تكثيف عمليات الخطف والسطو والقتل بعناية الخبراء العارفين بالتفاصيل، ودائما ما تكون الايام التي تسبق وترافق وتلي الاعياد التي يحتفل بها لبنان، هي المناسبات التي تنشط فيها هذه العصابات، نظراً لانشغال المواطنين بالتحضير لهذه المناسبات وابرزها عيدا الميلاد ورأس السنة.
وعلى الرغم من الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي والذي اثّر سلباً على كل مؤسسات الدولة اللبنانية، فإن الجيش اللبناني الذي يصحّ فيه القول انه “يواجه باللحم الحي لحماية السلم الاهلي والاستقرار الامني”، وكعادته في كل عام، وحسب مصدر معني، “وضع الخطط اللازمة لمواكبة شهر الاعياد المجيدة عبر اجراءات استباقية وتصاعدية بهدف توفير افضل الظروف من الهدوء والامان للاحتفال بالأعياد بطمأنينة، ومن دون تنغيصها من قبل العصابات التي لا تتورع عن الاعتداء والسرقة والخطف”.
ولذلك؛ يوضح المصدر، “تعامل الجيش اللبناني وعبر مديرية المخابرات بجدّية عالية مع محاولة السطو على احد المصارف والمحال التجارية والاشخاص، وبعدما دخل شخصان ملثمان يرتديان لباساً اسود وقفازات وخوذاً الى احد المصارف في محلة الزلقا وقاما بالاعتداء على الموظفين والزبائن واكملا العملية من خلال السطو على احد المحال في محلة جسر الباشا واطلقا النار ترهيبا وفرّا الى جهة مجهولة، باشرت مديرية المخابرات عملية التتبع والملاحقة، مستفيدة من الكاميرات الموجودة في مكان حادثي السطو والاعتداء، وتلك المتواجدة على الطرقات، ويتم تحليل الفيديوات للوصول الى مرتكبي عمليات السطو المسلح”.
ويتابع المصدر “ان منطقة الضاحية الجنوبية تشهد بشكل شبه يومي عمليات دهم وتوقيف وملاحقة لرؤوس العصابات الخطرة، لا سيما تجار ومروجي المخدرات وسارقي السيارات والدراجات النارية، اذ بناء على المعلومات وعمليات التعقّب، تمكّنت مديرية المخابرات من تحديد موقع احد الرؤوس الخطرة، ونتيجة العمل والمتابعة تبين ان (نصرالله.م) من اصحاب السوابق الخطيرة في عمليات السطو والخطف واطلاق النار لا سيما على القوى الامنية وتجارة وترويج المخدرات مع شريكيه (ع.ج) ولبناني من آل كنجو، ولديهم ثلاث شقق سكنية يتردّدون عليها، الاولى في محلة الاوزاعي اذ سبق وتمّت مداهمتهم ومصادرة مخدرات ومسروقات وتوقيف اشخاص يعملون معهم، والثانية في محلة برج البراجنة، والثالثة في محلة العمروسية حيث حصلت عملية المداهمة ليل امس، وتبين ايضا من المعلومات في حوزة مخابرات الجيش ان العصابة التي يقودها (نصرالله.م) هي من العصابات الشرسة وفي اي عملية او مواجهة يتعمّدون اطلاق الرصاص الحي المباشر على الناس”.
وفي تفاصيل العملية، حسب المصدر، “ان مديرية المخابرات، وبتنسيق بين مكاتبها وفروعها، رصدت بشكل دقيق ومتواصل افراد هذه العصابة والتي هي في الاساس محل ملاحقة دائمة، وسبق ان تم الاشتباك معها وأصيب احد العسكريين اصابة بليغة حيث لازم المستشفى طيلة شهر، وبعدما تم التأكد من ان افراد العصابة دخلوا الى الشقة في الطابق الخامس في المبنى القائم في محلة العمروسية قرب برّادات الحج حسن، نفذت قوة خاصة من مخابرات الجيش عملية مباغتة، اذ عمد احد عناصر القوة الى الطرق على باب الشقة ففتح (نصرالله.م) وعندما شاهد عناصر القوة اغلق الباب بسرعة وإحكام، وتمترس مع شريكه السوري وأحد زبائنه المدعو (ع.ق)، فعمدت القوة الى معالجة القفل عبر تفجير موضعي وتمكّنت من فتح الباب، بحيث حصل تبادل لاطلاق النار مع (نصرالله.م) وشريكه السوري. وعندما أيقنا ان لا مفرّ من الاستسلام عمدا الى القفز من الطابق الخامس، مما ادّى الى وفاتهما على الفور جراء الارتطام بالارض، بينما سلم (ع.ق) نفسه من دون اي مقاومة”.
وكشف المصدر عن ان “مديرية المخابرات، وفي ظل رفع القوى الحزبية الغطاء الكامل عن عصابات الجريمة لا سيما في الضاحية الجنوبية، تقود حملة متواصلة على تجار ومروجي ومتعاطي المخدرات وعلى عصابات السطو والسرقة والجريمة، وان هناك عدداً كبيرا من الرؤوس الكبيرة التي تم توقيفها، وآخرها امس بحيث نفذت عملية ادّت الى توقيف احد كبار تجار ومروجي المخدرات المدعو (ش.ع)، وان هذا الامر مستمر بلا هوادة، خصوصا وانّ نشاط شبكات تجارة وترويج المخدرات في الداخل سجّل ارتفاعاً في الآونة الاخيرة نتيجة الاجراءات المحكمة للأجهزة العسكرية والامنية على الحدود والمرافق والمرافئ البرية والبحرية والجوية”.
وطمأن المصدر الى “ان الاجراءات العسكرية والامنية والتنسيق بين مختلف الاجهزة قائم، وتحديداً في ايام الاعياد المجيدة، لتفويت الفرصة على عصابات الجريمة من تنفيذ عمليات تزرع الخوف في نفوس المواطنين، وهذه الاجراءات المرئية وغير المرئية شاملة لكل الاراضي اللبنانية”.