“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني
لا يحتاج الصراع السياسي والأمني العلني والواضح بين حركتي “فتح” و”حماس” إنطلاقاً من الداخل الفلسطيني وصولاً إلى لبنان، إلى من يُعرّف عنه أو يُعيد قراءة تفاصيل المواجهات الدامية التي خاضها الطرفان ضد بعضهما البعض، إذ أن هناك محطّات كثيرة كشفت عن عمق هذا الخلاف سواء العقائدي أو التنظيمي وحتّى السياسي والإتهامات المُتبادلة بينهما والتي وصلت إلى حدّ “الخيانة” وتحديداً في الشقّ المتعلّق بالصراع مع إسرائيل. وهذا وحده كفيلٌ بالكشف عن أسباب الإستهدافات الأمنيّة المُستمرّة بين الطرفين سواء السريّة أو العلنيّة.
لا تزال مفاعيل عملية إطلاق الرصاص على موكب تشييع حمزة شاهين أحد كوادر حركة “حماس”، والذي كان سقط خلال انفجار مخزن الأسلحة التابع ل”حماس” في مُخيّم البرج الشمالي في صور، تُرخي بتداعياتها السلبيّة ليس على أمن المخيّم المذكور فحسب، بل على بقيّة المخيمات في لبنان من الشمال إلى بيروت فالجنوب، مما يؤشّر بأن الأمور لم تهدأ بعد بإنتظار أن يتم تسليم مُطلقي النار، حيث المُتّهم الأبرز حركة “فتح” ، وذلك بحسب ما تؤكده مصادر فلسطينية من داخل مخيّم البرج الشمالي.
مصادر في حركة “فتح”، تُصرّ على ما سبق وأعلنته “الحركة”، بأن مُطلق النار على جنازة شاهين وهو المدعو طلال العبد قاسم، لا ينتمي لا من قريب ولا من بعيد إلى “فتح” وحتى أنه سبق وأن مُنع من حضور اجتماعات لها وأيضاً من المساهمة في بعض الأنشطة الاجتماعية والتنظيمية، مؤكدةً استعدادها للعمل والتعاون مع جميع القوى الفلسطينية في مخيمات لبنان والأجهزة الأمنية اللبنانية، من أجل الكشف حول تفاصيل الحادثة وكشف مُنفذي عملية إطلاق الرصاص خصوصاً وأن ما حصل، يتعارض مع مبادئ “فتح” وحتّى “الأخوان في بقية الفصائل يُدركون هذا الامر جيداً”.
وتُضيف مصادر “فتح”: نحن منذ بداية الحادث أعلنا استعدادنا للتعاون للكشف عن ملابسات ما حصل، وقد وضعنا أنفسنا في خدمة أي تحقيق يؤدي إلى الحقيقة وليس التشفّي منّا. ولغاية الأن نقول، أنه في حال أثبتت التحقيقات الجارية بأن مُطلقي النار هم من “الحركة”، فإننا على استعداد لتسليمه فوراً للأجهزة اللبنانية.
من جهته ينفي أمير “الحركة الإسلامية المجاهدة” في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال الخطّاب، في حديث ل”ليبانون ديبايت” فرضية وجود عناصر مندسّة قامت بهذا العمل، مُشدداً على اتهامه حركة “فتح” بالوقوف وراء افتعال الإشتباك وإطلاق الرصاص على موكب تشييع أحد كوادر “حماس”.
وأوضح الخطّاب أن جميع الفصائل الفلسطينية اتفقت على تسليم المتهمين وتهدئة الأوضاع في جميع المخيمات منعاً لامتدادها إلى أكثر من مكان، وفي هذه الحالة فقط يُمكن أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي، وإلاّ قد تخرج الأمور عن السيطرة، علماً أن الفصائل الإسلامية تواصل جهودها من أجل تجنيب المخيمات أي تداعيات عكسية، لكن إذا لم يتم تسليم المرتكبين فلا يمكن معرفة كيف ستجري الأمور خلال اليومين المُقبلين.
أمّا بالنسبة إلى حركة “حماس”، فتُحمّل مصادرها “الأمن الوطني” الفلسطيني التابع لحركة “فتح”، مسؤولية إطلاق النار على الجنازة، لا بل أبعد من ذلك، يُحمّل المسؤول الإعلامي رأفت مُرّة عبر “ليبانون ديبايت” الأمن الوطني، مسؤولية كل عمليات الإغتيال والإعتداءات التي تُرتكب ضد “حماس” من “رام الله” إلى لبنان، مُشدداً على أن ما يُحكى حول وجود “طابور خامس” أو مُندّسين، هو أمرٌ مرفوض، إذ أن من أطلقوا النيران لا يُمكن إلاّ أن يكونوا جماعةً مُنظمة تؤتمر من قيادة مُحددة ومعروفة.