هل ضربت إسرائيل بنية صواريخ إيران اللازمة لتركيب الرؤوس النووية؟
رأفت حرب-جاده ايران
علّقت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على ما ورد على صفحات “نيو يورك تايمز” الأميركية السبت الماضي، معتبرةً أن كثيراً مما تحدث عنه التقرير عن الحرب الإسرائيلية السرية على برنامج إيران النووي كان معروفاً، لكنها لاحظت أنه كان هناك تفاصيل جديدة تربط بين بعض النقاط بشكل حاسم، مثلاً: إسرائيل تفضل ضرب إيران عندما تغضب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الصحيفة الإسرائيلية ذكّرت بأنه قبل أسابيع فقط، احتفل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بعقد أول اتفاق جديد له مع الحكومة الجديدة في طهران. لكن في 26 أيلول/ سبتمبر، سربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ رئيسي تراجع عن الاتفاق.
ولفتت “جيروزاليم بوست” إلى أنه في نفس اليوم، تعرضت مجموعة شهيد همت الصناعية – وهي جزء من فيلق الحرس الثوري الإيراني ومنظمة الصناعات الجوية المسؤولة عن الصواريخ البالستية الإيرانية التي تعمل بالوقود السائل، بما في ذلك صاروخ شهاب 3 متوسط المدى – لانفجار وحريق.
الصحيفة قالت إنه مع روتين إيران المتمثل في محاولة منع انتشار المعلومات السلبية، لم يكن من الواضح في البداية مدى أهمية الحادث، على الرغم أنه تم الإعلان عن مقتل عنصرين.
مع ذلك، كما تذكر “جيروزاليم بوست”، بحلول 27 أيلول/ سبتمبر، أفادت أسوشييتد برس بأنّ الموقع كان عبارة عن منظمة “جهاد البحث والاكتفاء الذاتي” التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليها عام 2017 بسبب عملها في “البحث عن الصواريخ البالستية وتطويرها”.
وبحسب الصحيفة، في 30 أيلول/ سبتمبر تم الكشف عن تفاصيل إضافية عن الهوية والموقع والتأثير الخطير على قاعدة الصواريخ البالستية السرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأنها متصلة بنفس الصواريخ البالستية التي يمكن استخدامها لتركيب رأس نووي إذا تمكنت إيران من استكمال تخصيب اليورانيوم.
“جيروزاليم بوست” أشارت إلى أنّ انفجارات كثيرة حدثت حول إيران على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية، وقد تم تأكيد ثلاثة حوادث فقط على أنها أعمال تخريبية، مع اتهام إيران للموساد الإسرائيلي بالضلوع فيها، بينما لم تؤدِّ حادثة 26 أيلول/ سبتمبر إلى توجيه اتهامات من جانب إيران. وعلى عكس الحالات السابقة، لم يُتهم مصدر إسرائيل مجهول.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنّه الآن بعدما وصفت المصادر (التي رجحت أن تكون أشخاصاً أميركيين يريدون ردع إسرائيل عما تقوم به) إسرائيل بأنها الجاني، يتضح أنّ تل أبيب اتخذت قراراً بضرب قاعدة الصواريخ البالستية التابعة للحرس الثوري الإيراني بعد أنّ سربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراجع رئيسي عن اتفاقه مع غروسي.
وبحسب “جيروزاليم بوست”، يدلُّ هذا الأمر على نمط سابق عندما أدان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 19 حزيران/ يونيو 2020، إيران لأول مرة منذ ما قبل الاتفاق النووي لعام 2015.
وتابعت الصحيفة: “منذ 25 حزيران/ يونيو 2020 وحتى أوائل آب/ أغسطس 2020، تعرّضت إيران لموجة من عشرات التفجيرات غير المبررة. كان بعضها من بنية تحتية ضعيفة بالفعل أدت إلى تسرب الغاز وحوادث أخرى. لكنّ بعضها، مثل ما حصل في 2 تموز/ يوليو 2020، الذي ضرب نطنز، كان بمثابة تخريب قوي وفعال للبرنامج النووي”.