الأخبار- رجب المدهون
بعد 34 عاماً على تأسيسها، باتت حركة «حماس» جزءاً لا يتجزّأ من محور المقاومة في المنطقة، على رغم التوتّرات التي مرّت بها علاقات الطرفَين، خصوصاً إبّان الأزمة السورية. توتّراتٌ لم تَحُل دون إعادة العلاقات إلى طبيعتها إلى حدّ بعيد، وصولاً إلى عملية تطوير كبيرة في الإمداد والجهد الاستخباري، تجسّدت مفاعيلها خلال معركة «سيف القدس» في أيار الماضي، فيما يجري التحضير لمواجهات متعدّدة الجبهات مع العدو مستقبلاً.
وترجع العلاقات بين الطرفَين إلى أكثر من عقدَين ونصف عقد، عندما تمّ إبعاد قيادة «حماس» إلى مرج الزهور في لبنان، حيث قدّم «حزب الله» والإيرانيون، المساعَدة لقادة الحركة في ظروفهم الصعبة وسط الشتاء القارس. وفي عام 1998، بدأت العلاقات تتّخذ منحًى تصاعدياً، خصوصاً بعدما تولّى الشهيد الحاج قاسم سليماني قيادة «قوّة القدس» في الحرس الثوري الإيراني، إذ شرَع في فتْح قنوات عسكرية مباشرة مع «حماس» في دمشق وبيروت، كجزء من استراتيجية مواجهة العدو الصهيوني. وفي أعقاب خروج قيادة الحركة من الأردن وتوجّهها إلى دمشق، بدأ «شهر العسل» مع السوريين والإيرانيين الذين أمدّوا «حماس» بالمال والسلاح النوعي والمتطوّر، بل وشاركوا في تدريب مهندِسيها الذين قادوا عملية تطوير قدرات المقاومة خلال العقد الأخير. إلّا أنه على إثر اندلاع الأزمة السورية، بدأت مرحلة من الجمود بين الطرفَين، قبل أن تعيد حرب عام 2014 المياه جزئياً إلى مجاريها، في علاقة الحركة بـ«حزب الله» وإيران تحديداً، مقابل تواصل القطيعة مع سوريا. لكنّ الجدير ذكره، هنا، أن إيران أبقت، حتى إبّان القطيعة مع المستوى السياسي «الحمساوي»، على قناة الاتّصال بقيادة «كتائب القسام»، وواصلت تقديم الدعم المالي والعسكري لها. وفي ملفّ علاقة الحركة بدمشق، برزت أخيراً مؤشّرات عدّة إلى أن جبل الجليد بدأ بالذوبان، فيما قد يكون الإعلان عن عودة الأواصر خلال الفترة المقبلة ممكناً، بعد التغلّب على عقبات عدّة لا تزال قائمة.
أدركت حركة «حماس» أن الدعم العسكري والمالي والتقني الإيراني لا يمكن الاستعاضة عنه بأيّ حال من الأحوال، وأنه ليس ثمّة طرف في المنطقة يمكنه أن يدعم الحركة من دون مقابل كما تفعل إيران، وهو ما أدّى إلى تعزيز موقف الجناح العسكري الذي يدفع نحو إعادة هيكلة العلاقة مع طهران وتطويرها. ومثّل عام 2017 علامة فارقة في هذا السياق، حيث انتُخبت قيادة جديدة لـ«حماس» التي ترأّسها إسماعيل هنية، فيما صعد لأوّل مرّة إلى قيادتها في غزة، يحيى السنوار، الذي كان له دور بارز في ترميم صلاتها بـ«محور المقاومة»، والذي يحظى باحترام واسع لدى الإيرانيين. ومع أن «حماس» واجهت، خلال السنوات الماضية، تحدّي الثبات في ذلك المحور، في ظلّ حديث البعض عن أنها قد تعود إلى الابتعاد عنه مع تَغيّر الظروف، إلّا أن اجتماع مكتبها السياسي الأخير في القاهرة حسَم الجدل في هذا الشأن، بتأكيد التصاق قيادة الحركة بالمعسكر الداعم لها في المنطقة، والطابع الاستراتيجي لهذه العلاقة.
وترجع العلاقات بين الطرفَين إلى أكثر من عقدَين ونصف عقد، عندما تمّ إبعاد قيادة «حماس» إلى مرج الزهور في لبنان، حيث قدّم «حزب الله» والإيرانيون، المساعَدة لقادة الحركة في ظروفهم الصعبة وسط الشتاء القارس. وفي عام 1998، بدأت العلاقات تتّخذ منحًى تصاعدياً، خصوصاً بعدما تولّى الشهيد الحاج قاسم سليماني قيادة «قوّة القدس» في الحرس الثوري الإيراني، إذ شرَع في فتْح قنوات عسكرية مباشرة مع «حماس» في دمشق وبيروت، كجزء من استراتيجية مواجهة العدو الصهيوني. وفي أعقاب خروج قيادة الحركة من الأردن وتوجّهها إلى دمشق، بدأ «شهر العسل» مع السوريين والإيرانيين الذين أمدّوا «حماس» بالمال والسلاح النوعي والمتطوّر، بل وشاركوا في تدريب مهندِسيها الذين قادوا عملية تطوير قدرات المقاومة خلال العقد الأخير. إلّا أنه على إثر اندلاع الأزمة السورية، بدأت مرحلة من الجمود بين الطرفَين، قبل أن تعيد حرب عام 2014 المياه جزئياً إلى مجاريها، في علاقة الحركة بـ«حزب الله» وإيران تحديداً، مقابل تواصل القطيعة مع سوريا. لكنّ الجدير ذكره، هنا، أن إيران أبقت، حتى إبّان القطيعة مع المستوى السياسي «الحمساوي»، على قناة الاتّصال بقيادة «كتائب القسام»، وواصلت تقديم الدعم المالي والعسكري لها. وفي ملفّ علاقة الحركة بدمشق، برزت أخيراً مؤشّرات عدّة إلى أن جبل الجليد بدأ بالذوبان، فيما قد يكون الإعلان عن عودة الأواصر خلال الفترة المقبلة ممكناً، بعد التغلّب على عقبات عدّة لا تزال قائمة.
أدركت حركة «حماس» أن الدعم العسكري والمالي والتقني الإيراني لا يمكن الاستعاضة عنه بأيّ حال من الأحوال، وأنه ليس ثمّة طرف في المنطقة يمكنه أن يدعم الحركة من دون مقابل كما تفعل إيران، وهو ما أدّى إلى تعزيز موقف الجناح العسكري الذي يدفع نحو إعادة هيكلة العلاقة مع طهران وتطويرها. ومثّل عام 2017 علامة فارقة في هذا السياق، حيث انتُخبت قيادة جديدة لـ«حماس» التي ترأّسها إسماعيل هنية، فيما صعد لأوّل مرّة إلى قيادتها في غزة، يحيى السنوار، الذي كان له دور بارز في ترميم صلاتها بـ«محور المقاومة»، والذي يحظى باحترام واسع لدى الإيرانيين. ومع أن «حماس» واجهت، خلال السنوات الماضية، تحدّي الثبات في ذلك المحور، في ظلّ حديث البعض عن أنها قد تعود إلى الابتعاد عنه مع تَغيّر الظروف، إلّا أن اجتماع مكتبها السياسي الأخير في القاهرة حسَم الجدل في هذا الشأن، بتأكيد التصاق قيادة الحركة بالمعسكر الداعم لها في المنطقة، والطابع الاستراتيجي لهذه العلاقة.