ما أعلنه اول من أمس الوزير السابق حسن مراد المرشح عن أحد المقعدين السنيين في دائرة قضاءي البقاع الغربي وراشيا فتح أبواب معركة “كسر عظم” انتخابية، بعدما فشلت جميع مساعي نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي للتوفيق بين تيار المستقبل وحزب الاتحاد وخوضهما الانتخابات بلائحة واحدة ضد قوى التغيير.
سلسلة مواقف أطلقها مراد خلال احتفال حزبي حاشد، لتأدية القسم الحزبي لنحو 150 منتسباً، بحضور فاعليات اجتماعية وسياسية، ومرشحين محتمل أن ينضموا الى لائحة “الغد الافضل”. عن المقعد الماروني شربل مارون (تيار وطني حر)، طارق الداوود عن المقعد الدرزي، وجورج عبود عن المقعد الارثوذكسي مقرب من الوطني الحر، بغياب واضح لمرشح حركة أمل الحاج قبلان قبلان المرجح ترشحه عن المقعد الشيعي، وقد غاب أيضا الفرزلي (المقعد الارثوذكسي) الحليف التاريخي لمراد. هذا المشهد المُبكر على حسم التحالفات يجزم وكأن أمل في البقاع الغربي ذاهبة باتجاه التحالف مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
حرص مراد على استنهاض عاطفة محازبيه، مرة من خلال التأكيد على “الثوابت كضرورة خيار المقاومة والسلاح”، ومرات من خلال العناد والمكابرة، عندما تحدث عن المازوت الإيراني قائلاً “مازوت حنجيب لو من آخر الدنيا واللي مش عاجبه يشرب من المازوت اللي بدو اياه، ايضاً بنزين وغيره حنجيب”.
وفي السياق الداخلي شن مراد هجوماً عنيفاً على السياسة الحريرية من دون ان يسميها محمّلاً إياها المسؤولية عن “الهندسات المالية المتبعة منذ ثلاثين سنة، ليقطع الطريق أمام أي محاولة جديدة لرأب الخلاف والتصدعات، ليستدرك ويعود بالحديث عن التحالفات الانتخابية قائلاً “لا نرضى بتحديد الأحجام من أحد ولا نقبل أن يصادر حق احد”، غامزاً من قناة أن الآلية التي اعتمدها الفرزلي في تقريب وجهات النظر للوصول الى لائحة إئتلافية موحدة كانت مخطئة ولم تقارب الحقيقة، انما اعتمدت أسلوب “بوس الدقون”. وقال اسمعوني منيح الزمن الأول تحوّل، واللي حاول البعض يعمله من 15 سنة اليوم كبيرة عليه وعلى رقبته نحن ولاد الأرض اللي ما تركناها”، ليغمز من قناة “المستقبل”، قائلاً “نحن لسنا مثل الآخرين محبطين مش عارفين شو رح نعمل”، وحسم قائلاً” لن نقبل لأحد أن يملي علينا شروطه نحن أصحاب خط واضح، هدفنا الناس ورح نبقى مع الناس، ومش مظبوط ما في بديل ومش مظبوط ان البديل هو التطرف والارهاب”.
واشارت مصادر حركية لـ”نداء الوطن” الى أن الحاج قبلان قبلان هو مرشحها في البقاع الغربي وأن صيغة التحالف مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي أصبحت شبه منجزة. وأضاف أن “حزب الله” غير ملزم بالتصويت لقبلان، وان الحزب لن يرشح شيعياً على لائحة مراد في حال حسم تحالف امل والمستقبل، وبالتالي ابلغت قيادة الحزب بحسب المصادر نفسها قيادة أمل ان الحزب سيترك للمحازبين والحركيين حرية التصويت لمن يجدونه مناسباً. وأردفت مصادر سورية معنية بالملف اللبناني، أن طارق الداوود موعود من قبل أجهزة امنية سورية أن “حزب الله” سيصوت له بألفي صوت، اضافة الى ألفي صوت للبنانيين من البقاع الغربي مقيمين في سوريا، على اعتبار أن لائحة مراد من دون حركة أمل قادرة على تأمين حاصل ونصف بأبعد تقدير. أما في الضفة الأخرى فيحسم التيار الأزرق ترشح النائب محمد القرعاوي، فيما ما زالت المشاورات جارية لإختيار مرشح عن المقعد السني الثاني، شرط أن يكون حزبياً ومن قضاء راشيا. وتقول مصادر مستقبلية أن التيار بصدد ترشيح حزبي عن المقعد الماروني، وذلك قطعاً للحديث عن أي تحالف بين القوات والمستقبل على اعتبار أن المستقبل قادر أن يؤمن حاصلاً وكسوراً، يحفزه الفوز بالماروني الى جانب المقعد السني. هنا تتفاوت التقديرات بين المستقبل الذي يقدّر أن وضعه التجييري يصل الى حاصلين، انما تحالفه مع الاشتراكي والحركة قد يخسره لأنهما لن يحصلا حاصلاً ونصفاً، مما قد يخسرهما مقعداً واحداً. وهذا رهن توحد قوى الإعتراض المشرذمة، لأن فوز السلطة يكمن في تعدد اللوائح الضعيفة وغير القادرة على تأمين الحاصل وبالتالي تتدنى نسبة الحاصل ما يرفع من حظوظ لوائح السلطة في الفوز.