بدأت أصوات تتعالى مطالبة باستقالة الرئيس ميقاتي وتحميله مسؤولية ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء وان ميقاتي عاجز عن جمع مجلس الوزراء في جلسات متتالية وانه لم يستطع إيجاد حل للخلاف بين السلطة التنفيذية والتشريعية من جهة والسلطة القضائية من جهة أخرى لا بل ان الازمة تتفاقم في ظل هذا الخلاف العنيف.

وقد انتقد النائب عن المقعد السني في بيروت فؤاد مخزومي أسلوب الرئيس ميقاتي في الحكم وان هذا الأسلوب هو أسلوب فاشل في رئاسة الحكومة كما صدرت على وسائل التواصل الاجتماعي تصاريح لنواب ومواطنين ينتقدون فيه ميقاتي مطالبين باستقالته.

مراجع نيابية عليا وسياسية هامة ذكرت ان لا بديل عن الرئيس نجيب ميقاتي وانه في حال استقالته فلن تتشكل حكومة هذه المرة بسهولة مما سيعطل اجراء انتخابات نيابية وهي مفصل هام للحياة الديموقراطية في لبنان. كما ان الانتخابات النيابية هي من أولويات الدول الأوروبية التي قد تقاطع لبنان ما لم تحصل الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية كما جاء في البيان الأوروبي رسميا على لسان المنسق العام لاتحاد الدول الأوروبية.

وتضيف هذه المصادر ان ميقاتي بالصبر الذي يتحلى به استطاع بناء علاقة جيدة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتفاهم على كيفية إدارة الازمة في لبنان ودور فرنسا مع الدول الأوروبية بمساعدة لبنان بكل طاقاتها.

واضافت المصادر ان ميقاتي حاز على ثقة ماكرون الذي دعا ميقاتي الى الغداء بعد جلسة عمل. كما قام الرئيس الفرنسي بزيارة السعودية ومن هناك اتصل بالرئيس ميقاتي اثناء اجتماعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ثم اعطى الهاتف لولي العهد السعودي الذي تكلم مع ميقاتي وهذا هو اول اتصال سعودي- لبناني على مستوى رفيع بعد ان سحبت السعودية ومجلس التعاون الخليجي سفراءهم من لبنان وطلبوا من السفراء اللبنانيين مغادرة بلدانهم. وقد كان الجو جيدا اثناء اتصال ولي العهد السعودي مع ميقاتي الذي من المنتظر في وقت لاحق ليس قريب جدا بالأيام انما بالأسابيع ان يزور ميقاتي المملكة العربية السعودية وبعدها في زيارات متتالية للكويت ودولة الامارات والبحرين.

يقول المراقبون ان نشاط ميقاتي وصبره على الأمور سيوصل لبنان الى الحل للخروج من الازمة والقيام بعملية التعافي الاقتصادي طبعا عبر التفاهم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري والتنسيق جيد جدا بين ميقاتي وعون وبري.

فرنسا ستتابع نشاطها وجهودها لتأمين زيارة لميقاتي للسعودية وامام ميقاتي في السعودية سلسلة مطالب من الرياض أهمها ان المملكة السعودية لا تساعد لبنان قبل حصول الإصلاحات فيه وهذا الطلب جاء بالتفاهم ما بين الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي لان ماكرون لم يعد يثق بوعود القوى السياسية في لبنان بعدما وعدته هذه القوى بتشكيل حكومة مهمة وقامت بإجهاضها فاعتذر الرئيس المكلف مصطفى اديب واعتذر الرئيس المكلف سعد الحريري الى ان تم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي ولم يعد في الساحة احد مرشح لتأليف الحكومة اذا استقال ميقاتي.

كما ان السعودية اعتبرت ان استقالة الوزير قرداحي إشارة إيجابية من لبنان لكن لديها مطالب تتعلق بحزب الله وسيكون على الرئيس ميقاتي صعوبة في إيجاد او تنفيذ سياسة النأي بالنفس لأن سياسة حزب الله مرتبطة بالساحة اللبنانية ولها حساباتها الإقليمية والعربية.

عون يرفض العروض الروسية والصينية

هذا وكانت عرضت روسيا على وزير الخارجية اللبناني الوزير عبد الله أبو حبيب مشاركتها واستعدادها لبناء البنية التحتية في لبنان من المرفأ الى الكهرباء الى السدود كذلك التنقيب عن الغاز والنفط في الساحل اللبناني.

وقد نقل الوزير عبد الله أبو حبيب الرغبة الروسية الى الرئيس عون والرئيس بري والرئيس ميقاتي الا ان الرئيس عون يرفض إعطاء روسيا مشاريع في لبنان، كذلك يرفض إعطاء الجمهورية الصينية الشعبية اية مشاريع في لبنان ويقول ان ذلك سيؤثر سلبا على العلاقة اللبنانية الأميركية وان واشنطن قد تأخذ موقفا سلبيا حيال لبنان وربما لا تعود تقدم اية مساعدة للبنان سواء سياسية او مادية من خلال نفوذها في البنك الدولي ونفوذها في صندوق النقد الدولي.

وقد صرح سابقاً في مقابلة تلفزيونية الوزير السابق وئام وهاب انه نقل الى الرئيس عون رغبة روسيا بالمشاركة في بناء لبنان واجابه الرئيس ميشال عون «شو منعمل مع الاميركان»؟ ولم ينف حينها القصر الجمهوري كلام وهاب ومعنى ذلك ان الخبر صحيح حول موقف رئيس الجمهورية ميشال عون من المشاركة الروسية او الصينية في المشاريع اللبنانية لإعادة اعماره.

تجدر الإشارة الى ان روسيا تقدم الغاز لدول أوروبا تقريبا كلها ومنها دول مشتركة بحلف الناتو العسكري الذي ترأسه الولايات المتحدة ولا تعترض الولايات المتحدة على الغاز الروسي الذي يغذي أوروبا وخاصة المانيا الحليف الكبير للولايات المتحدة.

كما ان إسرائيل الدولة الصهيونية والحليفة للولايات المتحدة قامت بتلزيم بناء مرفأ حيفا لشركة صينية ولم تعترض الولايات المتحدة على هذا الامر بأي شكل سلبي وسيصبح مرفأ حيفا في فلسطين المحتلة اهم مرفأ على ساحل البحر المتوسط.

الفائدة من التعاون مع شركات روسية – صينية انها تنفذ المشاريع على طريقة الـ BOT أي ان لبنان لا يدفع شيئاً بل يتقاضى جزءاً من أرباح المشاريع كما تتقاضى الشركات الروسية والصينية جزءا من الأرباح وبعد سنوات يصبح المشروع ملك الدولة اللبنانية وهذا ما يحتاجه لبنان الذي ليس لديه سيولة من العملات الأجنبية لتنفيذ المشاريع.

كما ان فرنسا عرضت إعادة اعمار مرفأ بيروت أيضا بالـ BOT ولم تلق جوابا من رئيس الجمهورية كجواب مبدئي. وقد مضى على تدمير المرفأ اكثر من سنة و 4 اشهر ولبنان بحاجة ماسة لإعادة اعمار مرفأ بيروت. فما هو السبب في ضياع الوقت وعدم البدء بإعمار مرفأ بيروت منذ 6 أشهر وأكثر؟

بيطار يصعّد واللواء عثمان يرفض

بعد ان بدأ المحقق العدلي القاضي طارق بيطار مهامه بعد سقوط كف يده عن ملف التحقيق بانفجار المرفأ، عاد بيطار وقام بتصعيد كبير عندما ارسل مذكرة ثانية الى النيابة العامة التمييزية بتوقيف الوزير السابق والنائب الحالي علي حسن خليل فورا وفي المقابل ترسل النيابة العامة التمييزية طلب تنفيذ مذكرة التوقيف الى مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي يرفض تنفيذ مذكرة التوقيف الاتية من المحقق العدلي بيطار ويقول «انها غير قانونية وانا ارفض تنفيذها» في حين يعتبر المحقق بيطار ان من واجبات مدير عام الامن الداخلي الخضوع لقرارات السلطة القضائية وتنفيذ مذكراتها. ولم تستطع النيابة العامة التمييزية الزام اللواء عثمان بتنفيذ مذكرة التوقيف التي ان حصلت ستخلق فتنة كبرى في لبنان لان النائب علي حسن خليل هو المساعد السياسي للرئيس نبيه بري وعضو في حركة امل وتوقيف الخليل يعني ضرب هيبة الرئيس نبيه بري وضرب نفوذ جمهور حركة امل الكبير. كما ان قوى الامن الداخلي غير قادرة على الاصطدام بحركة امل وجمهورها الكبير والقوي وإذا تلقى جمهور حركة امل إشارة من الرئيس نبيه بري فان هذا الجمهور وحركة امل سيجتاح مركز توقيف الخليل ويرد بعنف على قوى الامن الداخلي وتحصل فتنة كبيرة في البلاد وتسقط القوانين. كما ان هذا الجمهور قد يجتاح قصر العدل ويعطل السلطة القضائية كليا لان القضية ليست مذكرة توقيف، بل توجيه ضربة لحركة امل التي هي أفواج المقاومة اللبنانية وتحمل تراث الامام المغيب موسى الصدر.