نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تقريراً تحت عنوان: “الملف النووي الإيراني: هل يعد فشل مفاوضات فيينا إيذانا بقرع طبول الحرب؟”، وجاء فيه:
حذر كتاب في صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية من تداعيات فشل الجولة السابعة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 4+1 (فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين + ألمانيا).
وناقش معلقون احتمالات تأجج الصراع الأميركي الإيراني وإمكانية نشوب حرب على خلفية تعطل الاتفاق النووي، بينما حذر أخرون من دخول إسرائيل على خط المواجهة.
وانتهت المفاوضات يوم الجمعة 3 كانون الأول من دون تحقيق أي نتائج واضحة، بعد محاولات لإحياء الاتفاق المبرم في 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني والذي أتاح رفع العديد من العقوبات المفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية.
وانهار الاتفاق عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه وأعاد فرض عقوبات على إيران.
سياسة حافة الهاوية
وتوقع فاروق يوسف في صحيفة العرب اللندنية أن “تمد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحبل لنظام الملالي… ما بين فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية أو شن حرب مباشرة”، مشيراً إلى أنه “سيكون من الصعب إحياء الاتفاق النووي القديم”.
ورأى الكاتب أن “ما هو مؤكد أن إيران تدرك أن التوصل إلى تسوية مع المفاوض الغربي أمر هو في غاية الصعوبة”.
وأشار ماهر ضياء محيي الدين في صحيفة الزمان العراقية إلى أن “الدوافع التي تقف وراء سعي الولايات المتحدة إلى استخدام الملف النووي من أجل تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية بالدرجة الأولى، وكورقة رابحة تضغط بها على حلفاء إيران ، في ظل الحرب المشتعلة معهم والتيِ أصبحت تهدد الكل لكي تبقى فاتورة الحرب تدفع من قبل دول الخليج مع فوائدها المتراكمة”.
واستطرد الكاتب: “كل المؤشرات تشير إلى أن الملف الإيراني في اخر أنفاسه، ومسألة تغير بعض فقرات أو تعديلها مجرد لعبة أمريكا ، لأن قضية إلغائه هي الهدف الحقيقي لها ، لكن ثمة معوقات تعيق هذا الأمر ، ولعل في مقدمتها الموقف الأوربي الرافض لذلك… ولكن الموقفين الروسي والصيني أشد صلابة ورفضًا ، لأن القضية تتعدى الملف النووي ، وكل طرف بينهما يريد توجيه ضربة موجعة لأخر ، سواء من خلال هذا الملف أو ملفات اخرى”.
وحذر الكاتب من أنه حال إلغاء الاتفاق النووي “سيصبح المشهد أكثر تعقيدا مما سبق ، وآثاره السلبية ستكون على الجميع ، وخصوصا حلفاء إيران ، لأنهم يدركون جيدا إن أمريكا لن تقف عند هذا الحد ، بل سيعطيها المجال نحو ملفات أخرى ، تحاول استخدامها ضد الجمهورية الإيرانية الإسلامية”.
تهديد “واقعي وحقيقي”
في السياق ذاته، حذر عبد الله بن بجاد العتيبي في الشرق الأوسط اللندنية من أن “هذا التراخي الغربي يأذن بسباق تسلحٍ نووي في المنطقة والعالم، وهو تراخٍ يهدد مستقبل البشرية بأسرها، والدول التي يستهدفها التهديد لن تقف مكتوفة الأيدي بأي حالٍ من الأحوال… وبغض النظر عن الخلافات الداخلية في أميركا تجاه التعامل مع إيران، فإن حصافة الرأي تثبت أن لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام الإيراني، وهذا ما تعرفه الدول العربية جيداً”.
وأضاف الكاتب: “إسرائيل تعي جيداً هذا الخطر الإيراني المحدق، وهي صارمة في وعيها وموقفها تجاهه، وهي دولة قوية ودولة نووية وعلاقاتها مع الدول الغربية وثيقة، والدول الغربية لا تصنع شيئاً تجاه النظام الإيراني، وبالتالي فالمخاوف قائمة، والتهديد واقعي وحقيقي”.
وفي صحيفة الوطن البحرينية، كتب سعد راشد: “الحديث عن وجود معركة قد يكون سابق لأوانه، ولكن لدي وجهة نظر مختلفة عن أغلب المحللين، وهذا ما أراه في الساحة، فأميركا تحتاج لخوض حرب لتحريك مصانعها العسكرية التي أرهقتها أزمة كورونا وليكسب جو بايدن بعض التأييد من قبل الحزب الجمهوري الذي يسيطر على هذه المصانع”.
وأضاف الكاتب: “إن ما يهمنا من ذلك، هو مستوى العمل المشترك بين دول الخليج العربي في مواجهة إيران في حال انطلاق أي رصاصة طائشة قد تشعل فتيل الحرب، ومن الواضح أن إسرائيل ستتزعم خطوات إعلان الحرب على إيران والذي أكدته وسائل إعلام إسرائيلية عن زيادة مستوى التسليح لمواجهة الخطر الإيراني وزيادة الطلب من مصانع الأسلحة بمبالغ تتجاوز المليار دولار وأكثر”.