–ملاك درويش
–وكالة نيوز
من قلب المجتمعات العربية، مجتمعات القول البليغ كلامًا والفقير فعلًا أكتب..
علّنا نخرج من دوامة الكلام إلى عالم الفعل والتطبيق الذي نهلّل يوميًا له!
ما فائدة الكلام بالتغيير إذا لم نعمل للتغيير؟ وما فائدة تقديم نماذج ناجحة إذا لم ننفذ ما خُطَّ في هذه النماذج؟ وما فائدة إنتقاد المجتمع والأفراد وأنت بعيد عن توعيتهم وتقديم المعارف لهم لا المعلومات المعلبة برسائل مدروسة؟ والكثير من ال ما….؟!
الغرب دائمًا هو النموذج الناجح في نظهرهم ولكن هل تعمّقت يومًا برؤية هذا الغرب وما وراء نجاحه؟ ألم ترى كيف يطبق هذا الغرب قيمك المنصوصة في مختلف الأديان والكتب الأخلاقية؟ هل نظرت يومًا في محتوى الوسائل الإعلامية الغربية وما تقدمه لجمهورها من برامج فيها من التوعية والثقافة الكثير! وقاربت محتوى البرامج التلفزيونية في عالمنا العربي، يعجز الفرد عن الولوج في هذا المحتوى السطحي الذي دائمًا يسعى بطريقة أو بأخرى إلى تسخيف وتسطيح المشاهد.. لماذا برأيك؟ لأننا ننجذب إلى مثل هكذا مواضيع..
حبذا لو أن المفكرين من وطننا كانوا مؤثرين بدلًا من الانتقاد الفقير والفقير جدًا بدون فعل.
لم يقدم لنا أحد من الباحثين شيئًا، بل دأبوا على إهمال هذا المجتمع الواقعي الذي نعيش فيه، واهتموا بتكوين مجتمع خيالي يسعد الإنسان وينظم أحواله وأعماله كما يزعمون لكن بالكلام فقط!
لأن طبيعة الانسان لا تتغير بواسطة المواعظ والكلام المجرّد، فالإصلاح الاجتماعي أمرًا ليس سهلًا تطبيقه يحتاج لمنهجية علمية مدروسة أثرها بعيد عن المحدودية والتعليب.
فمن الظلم أن تعاقب الناس على عقائدهم التي لُقِّنوا بها في نشأتهم الاجتماعية، بدلًا من توسيع إطارهم الفكري المغلف بموروثات بيئيّة حدودها المنطق القديم الذي هو بعيد كل البعد عن منطق المعرفة النامية.
إن وعي الشعب مرتبط بنضج الرأي العام، فالرأي العام الذي يتبلور من فكر مقيد ناتج عن السذج من المفكرين سيبقى رهينة للكسل والتسليم بالقدر والتلذذ بالأحلام!
فلنجتهد في سبيل توعية أنفسنا وليكون العنوان الدائم لدينا هو الوعي بمختلف أدواته الإعلامية والثقافية والاجتماعية والسياسية..
ولتكن خدمتك لمجتمعك بعيدة عن نيل الجزاء وحب الظهور والمكانة لأن هذا واجبك كباحث ومثقف أنار عقله أن ينير أبناء وطنه بالفعل لا بالقول فقط..
“ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله..وأخ الجهالة بالشقاوة نعيم“.