قام رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي منذ أيام، بزيارة لمعرض أحدث المنجزات على صعيد الصناعة الفضائية في إيران. وتخللت هذه الزيارة انعقاد أول اجتماع للمجلس الأعلى للفضاء برئاسة السيد رئيسي، والذي لم ينعقد منذ 10 سنوات.
وقد صرح السيد رئيسي بأن صناعة الفضاء تعتبر اليوم أحد المحركات الاقتصادية، مؤكداً بأنها ستكون في المستقبل القريب جزءًا من البنية التحتية للحكومة في مختلف المجالات (التجارة، الاقتصاد والأمن).
فمن خلال الخدمات الفضائية، يمكن للشركات المعرفية والصناعية والتجارية والزراعية والسياحية التطور والنمو، من خلال التغلب على مشاكل المناخ، وندرة المياه وعشرات المجالات الأخرى.
وشدد السيد رئيسي على أن من أهم الأهداف، هو تحقيق مطلب قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بالوصول إلى مدار 36 ألف كيلومتر.
وتخللت زيارة السيد الرئيسي، الكشف عن العديد من مشاريع الفضاء المستقبلية في البلاد، التي تبين مدى التقدم الإيراني في هذا المجال، خصوصاً بما يتعلق بصنع محركات دفع صاروخي متطورة، مخصصة لنقل الاقمار اصطناعية، إضافة للكشف عن قمر اصطناعي مخصص للتصوير، وإماطة اللثام عن مجسم للقاعدة الفضائية الجديدة في البلد، تظهر فيها خزانات وقود مبردة، الأمر الذي يدل على حصول إنجاز وتطور إيراني، من خلال تصنيع نوع وقود جديد للصواريخ.
فهذه الخزانات مخصصة لتخزين نوع خاص من الوقود، يحتاج إلى ان يتم تخزينه في درجة حرارة منخفضة للغاية، كي يبقى في حالة سائلة. كما هي الحال مع أنواع وقود أخرى مثل النيتروجين السائل، الهيليوم السائل، الميثان السائل، الهيدروجين السائل، الغاز الطبيعي المسال. وعادو ما تتراوح درجة حرارة هذه المواد، التي تبقى في ظروف سائلة، ما بين ناقص 150 إلى ناقص 273 درجة مئوية. وتتميز هذه الأنواع من الوقود، بأنه بعد أن يتم نقلها إلى محرك الدفع الخاص بها وتفعيل هذا النظام، ستتحول بسرعة إلى حالة غازية وتخلق طاقة عالية للغاية. ما سيمكن لاحقاً من أن تصل صواريخ إيران الفضائية، الى مدارات بارتفاع شاهق (36 ألف كم) من أجل وضع الأقمار الاصطناعية.
أقمار اصطناعية متطورة
وأظهرت بعض الصور قمر اصطناعي يشبه قمر استطلاع SAR، الذي يعد من أهم الأنواع لامتلاكه رادارات تعتمد على إرسال موجات نحو الأرض، واستقبالها مرة أخرى، بهدف الحصول على صورة دقيقة للسطح المطلوب، دون أن يعترضها أي عائق جغرافي مثل الأشجار، ما يتيح لها كشف التغييرات الجغرافية في بقعة محددة. ويستخدم هذا النوع من الأقمار في المجالات المدنية والعسكرية على حد سواء، لا سيما في مجالات الزراعة ورصد الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والفيضانات والانهيارات الأرضية، ومراقبة تساقط الثلوج وكشف طبقاتها المختلفة.
أما في المجال العسكري، فتُستخدم الصور عبر هذه الأقمار لتوفير خرائط دقيقة تساعد في عمليات مثل توجيه صواريخ الكروز والطائرات بدون طيار، لمهاجمة الأهداف الأرضية.
القاعدة الفضائية الجديدة “تشابهار”
كما أظهرت صور زيارة السيد الرئيسي، مجسم لموقع إطلاق فضائي بجوار الخط الساحلي، وهو ما يشير بوضوح إلى القاعدة قيد الإنشاء والانتهاء في تشابهار.
ولهذه القاعدة موقع استراتيجي بسبب العديد من الصفات:
1)هي أقرب نقطة من البر الرئيسي لإيران إلى خط الاستواء، ووفقًا لموقع المدارات الأرضية المختلفة، كلما اقتربت نقطة الانطلاق نحو الفضاء من خط الاستواء، كلما ستكون المسافة أقصر للوصول إلى المدارات كلها، بأقل مدة زمنية للاختراق وبأقل قوة دفع.
وهذا ما تعتمده العديد من الدول مثل الولايات المتحدة الامريكية في قاعدتها بفلوريدا، وفرنسا في قاعدتها للإطلاق الموجودة في منطقة البحر الكاريبي.
الكاتب: غرفة التحرير