مؤتمرات فقاعية وتقارير خادعة

مجلة تحليلات العصر الدولية

لا عجب ان تنشط العديد من الجهات هذه الأيام في تنظيم مؤتمرات في مجال اختصاصها، مؤتمرات لزوم تعظيم ما تسجله هذه الجهات في تقارير إنجازات نهاية العام.
وكأن أولوياتنا تبدلت، ومعايير قياس الإنجاز تحولت من قياس الأثر في الواقع وفي المجتمع وعلى الأرض، إلى حجم التقارير والأرقام المرفوعة للجهات الاشرافية الراعية.

أتحدى كل دوائر التخطيط والرقابة في كل مكان في واقعنا إذا كانت برامج عملها تتضمن قياس أثر المؤتمرات التي تنظمها الجهات المختلفة التي تعمل تحت لوائها هذه الأيام، سواء تحت عناوين سياسية او قانونية أو تربوية او غيرها من العناوين، فضلا عن قياس أثر عمل هذه الجهات على الأرض في أي فترة من العام.

مع بالغ الأسف مع أن جلنا يعلم حقيقة هذه الفعاليات الفقاعية، لالتقاط الصور، وتسجيل إنجازات وهمية، ورفع التقارير والحصول على موازنات تفتقر إليها مجالات عمل حقيقية ومؤثرة، مجالات عمل كفيلة بالمساهمة في تغيير وتحسين صورة المشهد، والمساهمة في بناء الجيل أو مواجهة تحديات الحصار والافقار، إلا أن خشية الكثيرين من المجاهرة بنقد هذه الظواهر التي باتت تشكل أحد مظاهر الضعف والانهيار التي باتت تعترينا، تنذر بتجويفنا وتجريف وعينا الجمعي، فنجد أننا بتنا نستند على حائط من القش في مواجهة العواصف والأنواء.

 

Exit mobile version