انتظر لبنان موعد تجدد المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، آملاً أن ينعكس ذلك مناخاً إيجابياً عليه. غداً، يُفترض أن تعقد الجلسة في فيينا، والتي سيكون لها تأثيرات وانعكاسات على الوضع في المنطقة.
على هامش التفاوض النووي سيكون هناك تفاوض حول النفوذ الإيراني في المنطقة. وهذا أصبح واقعاً ثابتاً، يمكن الاستدلال عليه بالكثير من المعطيات والمؤشرات، كالتفاوض سعياً للوصول إلى تسوية في اليمن، والبحث عن مخرج للأزمة العراقية وتشكيل الحكومة، بالإضافة إلى ترتيب الوضع في سوريا. أما لبنان، فينتظر كيفية انعكاس كل هذه التطورات على الوضع فيه، في ظل استمرار التعقيد القائم وعدم تحقيق أي خرق في جدار الأزمة القضائية والسياسية.
الخط المتعرّج
بالتزامن مع تجديد المفاوضات، سيتحرك مجدداً المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، الذي من المفترض أن يصل إلى لبنان في الأيام المقبلة، ويقدّم العرض النهائي الذي توصل إليه، بعد لقاءاته سابقاً مع مسؤولين لبنانيين ومسؤولين إسرائيليين. لبنان منفتح على الحلّ وإنجاز التسوية، وفق ما تؤكد مصادر المسؤولين الرسميين. وهو لن يتنازل عن حقوقه أي عن مساحة 860 كلم مربع، وسيفاوض على ما هو أكثر من ذلك. وفيما هوكشتاين يتمسك بمنح لبنان مساحة 860 كلم، لن يتخلى لبنان عن حقل قانا الذي يبدأ على سطح البحر من الخط 23 أي عند حدود الـ860 كلم، ويمتد في عمق البحر جنوباً فتصبح المساحة أكبر. ويريد لبنان الحصول على هذا الحقل، فيما هناك حتى الآن ممانعة إسرائيلية و”تفهّم” أميركي للموقف الإسرائيلي. ولأن لبنان يمتلك ورقة التفاوض على حقل كاريش، والذي إذا أرادت تل أبيب أن تحتفظ به فلا بد لها من التنازل عن حقل قانا. وبذلك يكون لبنان قد حقق أكثر من 860 كلم مربع. هذا يوضح أكثر مبدأ “الخط المتعرج” الذي سيكون المخرج لتلك التسوية.
إعادة تموضع حزب الله
بعد ذلك سيتم الانتقال إلى نقطتين أساسيتين. الأولى، إرساء الاستقرار والعمل على البدء بالتنقيب، وسط مشروع أميركي واضح لتكليف شركة جديدة، قد تكون قائمة على شراكة عربية أميركية، بدلاً من كونسوريتوم الشركات الثلاثة نوفاتيك الروسية، آيني الإيطالية، وتوتال الفرنسية.
أما النقطة الثانية فهي البحث في المسارات السياسية والعسكرية لحزب الله. وهذه لا بد لها أن تتزامن مع المفاوضات الإقليمية والدولية، وهذه المفاوضات سيكون لها وقع لبناني وآخر سوري. ويحدث هذا، في ظل المعلومات التي تشير إلى مفاوضات تجري حول إجراء حزب الله والقوات الإيرانية لعملية إعادة تموضع في سوريا. مفاوضات تقودها موسكو بين طهران وتل أبيب بشكل غير مباشر للتفاهم على إعادة التموضع العسكري، خصوصاً في الجنوب السوري. وحسب ما تقول المعلومات، فإن ذلك لا يتعلق بانسحاب كامل من الجنوب السوري كما كان الوضع سابقاً، أي وفق مطالبة إسرائيل بانسحاب إيران وحلفائها إلى عمق 80 كلم. إنما يمكن بقاء بعض القوات الإيرانية والاحتفاظ بالنفوذ، ولكن بعد تفكيك الأسلحة الكاسرة للتوازن والصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة. فيما تبقى القوات الأميركية في شرق سوريا.
ومن بين الملفات التي يتم التفاوض حولها، هو إجراء حزب الله لانسحابات من بعض المناطق السورية، وتفكيك أسلحته الدقيقة هناك أيضاً. وحسب ما تقول المصادر، فإن الحزب قد بدأ بمثل هذه العمليات في المرحلة الماضية، وعمل على نقل قطعات عسكرية تابعة له وأسلحة، من الجنوب السوري إلى منطقة البقاع. وذلك، بهدف تخفيف التوتر ومنع التصعيد، وفي سياق مبادرة تقوم بها موسكو لتخفيف الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف لإيران والحزب.