تكرار الأكاذيب العسكرية الأمريكية عشية المفاوضات…

المصدر: مرصد طه الإخباري

 

تواصل إدارة بايدن إصرارها على استمرار سياسة التهديد والضغوط، رغم اختبار إرادة إيران في مقاومة أي إكراه أو إسراف في الطلبات.

تواصل آلة الحرب النفسية الأمريكية شنّ هجماتها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبلغت مؤخراً ذروتها لاختبار سيناريوهات مختلفة تُرغم طهران على الاستسلام لطلباتها المتزايدة، في الوقت الذي لاتفصلنا فيه سوى بضعة ايام عن انعقاد جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 4 + 1 (في 29 نوفمبر).

وعقب زيارة أجراها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، مؤخراً إلى طهران، جاءت بعد عدة ملاحظات سياسية وغير قانونية ضد إيران، التقى خلالها كل من رئيس منظمة الطاقة الذرية ووزير الخارجية الايرانيين، حاولت أمريكا انتهاز هذه الفرصة لخلق أجواء نفسية جديدة ضد الجمهورية الاسلامية لتكثيف الضغوط عليها.

وبعد عودته من طهران، تحدّث غروسي في فيينا يوم الأربعاء 24 نوفمبر، بقراءة بناءة ودقيقة ومهنية للمحادثات مع المسؤولين الإيرانيين حول بعض القضايا العالقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمستغرب في الامر أن هذا التصريح الذي لا يخلو من الغموض كان كفيلاً بجعل وسائل الإعلام الغربية تعتقد أن محادثاته في طهران لم تُفضي الى نتيجة.

رُسمت هذه الصورة في الغرب عن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي استمرت يومًا واحدًا إلى طهران، في وقت لم يتبقى فيه سوى بضعة أيام فقط لبدء جولة جديدة من المحادثات في فيينا، وبهدف وضع المفاوضين الإيرانيين تحت طائلة الضغط النفسي وشبح التهديد العسكري الامريكي الذي بات مؤخراً يخيّم بشكل كبير على المفاوضات في حال فشلت.

في هذا الصدد؛ قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، في تحليل له حول هذا الموضوع: لن تنجح محادثات فيينا بسبب النتائج السلبية لزيارة غروسي، في الوقت نفسه، قال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد إرهابيي القيادة المركزية الأمريكية: في حال الفشل ستكون قواتنا جاهزة للخيار العسكري.

في غضون ذلك؛ قال “روبرت مالي” مبعوث البيت الأبيض الخاص لإيران، والذي حاول دائمًا أن يكون أكثر تساهلاً، في بيان شديد الخطورة: لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي إذا اقتربت إيران من صنع قنبلة ذرية.

النقطة المهمة، هي أن ما يسميه الأمريكيون “نجاح المفاوضات” ليس سوى استسلام إيران المطلق لإسرافهم وطلباتهم المتغطرسة، وان كانوا يتوقعون خنوع إيران للضغوط الغربية فلم تكن منذ البداية لتدفع الكثير مقابل مقاومتها..

من ناحية أخرى؛ لا يزال الأمريكيون يحاولون تأكيد تفوقهم وإخافة إيران من أن وضعهم، على الأقل في غرب آسيا، مضطرب للغاية لدرجة أنه في هذا الوقت القصير فقط سافر وزير الدفاع لويد أوستن وماكينزي، رئيس القيادة المركزية الامريكية، إلى المنطقة عدّة مرات في محاولة منهم لتهدئة جنودهم وقواتهم المضطربة فيها.

من جانب آخر، في الواقع أراد روبرت مالي من خلال زيارته إلى المنطقة، طمأنة المرتزقة الأمريكيين في الاقليم بشأن استمرار الدعم السياسي والعسكري الذي يقدمه البيت الأبيض.

ما يمكن تأكيده، هو أن الوضع المحفوف بالمخاطر والمتزلزل الذي تمرّ به أمريكا في غرب آسيا لا يسمح لها على الإطلاق ان توجه التهديدات لإيران ومحور المقاومة، ومسؤولو البيت الأبيض، وهم يعرفون ذلك، يحاولون فقط تعزيز أهدافهم من خلال تكرار الخدع العسكرية الجوفاء واستخدام الحرب النفسية لاقناع ايران بالاستسلام.

عشية المحادثات التي ستسلّط الضوء على رفع العقوبات الجائرة، أوضحت إيران بشكل جليّ مواقفها المبدئية للأطراف المتفاوضة، وفي المحادثات التي أجريت قبل المحادثات مع الأطراف الأوروبية، الصين وروسيا، شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة للوصول الى اتفاق يُفضي لرفع العقوبات غير القانونية.

لكن على مايبدو أن إدارة بايدن لا تنفك تواصل سياسة التهديد والضغوط، رغم اختبار إرادة إيران في مقاومة أي إكراه أو إسراف في الطلبات.

إذا كان هذا السلوك الأمريكي يستخدم بطريقة ما تكتيكات الحرب النفسية عشية المفاوضات، فإنه بطبيعة الحال لن يُفض للنتيجة التي تنشدها واشنطن.

ولكن إذا استخدمت امريكا هذه الأساليب لتبرير أفعالها غير القانونية بالانسحاب من الاتفاق النووي، وانتهاك القرار رقم 2231 ورفضها الوفاء بالتزاماتها، واتباع نهج الهروب إلى الأمام، فعليها أن تعلم أن هذه التصريحات والأفعال والتخبطات لا يمكن ان تنقذها من الاستجواب والمحاسبة بشأن خرقها اتفاق دولي مدعوم بقرار من الأمم المتحدة.

Exit mobile version