ملف الاستخبارات الإيرانية في أوروبا ـ استغلال المراكز الإسلامية والجمعيات الثقافية

إعداد وحدة الدراسات والتقارير ECCI

الاستخبارات الإيرانية في ألمانيا ـ استغلال المراكز الإسلامية والجمعيات الثقافية1

تمتلك الاستخبارات الإيرانية داخل أوروبا لاسيما ألمانيا والنمسا شبكة معقدة من العملاء والجواسيس. وتتنامي أنشطة الاستخبارات الايرانية داخل ألمانيا عبر الجمعيات الثقافية والمنظمات الإسلامية. وكانت قد صفت الاستخبارات الألمانية السفارة الإيرانية ببرلين بأنها مركزا لعمليات “فيلق القدس” الإيراني لقيادة عمليات التجسس على الأراضي الألمانية. كما كشفت الأجهزة الألمانية مخططات لهجمات إرهابية تستهدف معارضيين للنظام الإيراني باستخدام المتفجرات والمواد السامة.

استغلال المراكز الإسلامية والجمعيات الثقافية
كشفت وثائق لمكتب حماية الدستور في 16 يوليو 2021 في هامبورغ عن صلة بين المركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) والنظام الإيراني. وأن المركز تمّ تقييمه بكونه أحد “أذرع إيران في أوروبا”. يعمل المركز الإسلامي في هامبورغ، وسط ألمانيا، كذراع طولى للنظام في طهران، ويُستغل على نطاق واسع في أنشطة تجسس ونشر تطرف، ويصل الأمر إلى تهديد واستهداف المعارضين الإيرانيين من داخل جدرانه، ما يحرك مطالبات سياسية بحظره نهائيا.

وصرح ” ماركو هازه ” المتحدث عن مكتب الاستخبارات الداخلية التابع للولاية، بأن ولاية هامبورغ تتوفر لديها مستندات ووثائق توّثق تبعية المركز للنظام الإيراني، ومن تمّ فإن “ادعاءات المركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) بأنه مؤسسة دينية صرفة، هي ادعاءات لا تتمتع بمصداقية”. وأضاف “ماركو هازه” أن مكتب حماية الدستور يتوفر على دلائل تفيد أيضا بأن “محمد هادي مفتح” الرئيس الحالي للمركز الإسلامي الشيعي، له صلة مباشرة مع مكتب آية الله خمينائي في إيران، إضافة إلى وجود مؤشرات على “صلة بين المركز وبين حزب الله اللبناني المصنّف كجماعة إرهابية في ألمانيا”.

قدم حزبا الاشتراكي الديمقراطي والخضر في ولاية “هامبروغ” الألمانية في 2 يوليو 2021 مشروع قانون إلى البرلمان المحلي لغلق مراكز دينية تابعة للنظام الإيراني هناك، في خطوة يتوقع أن تصبح أكثر نطاقا على مستوى ألمانيا كلها. وتتعلق إأسباب تقديم الطلب بشبهات “الاستخدام المعادي” لهذه المراكز من طرف إيران، فهي نواة صلبة لإدارة أعمال الدعاية في ألمانيا وكامل أوروبا.

مساعي للحصول على معلومات لإنتاج أسلحة دمار شامل
أفاد تقرير للاستخبارات الألمانية في 21 أبريل 2021 أن إيران سعت إلى إنتاج أسلحة دمار شامل وأن هذه الجهود تواصلت حتى عام 2020، وهي جهود من المرجح أن تكون مستمرة. حيث تعمل إيران على توسيع “ترسانتها من الأسلحة من خلال إنتاج أو تحديث أسلحة ذات قدرات نووية. وسعت إيران إلى إقامة اتصالات تجارية مع الشركات الألمانية العاملة في مجال التكنولوجيا الفائقة”. وأفاد التقرير أن إيران تشن أنشطة تجسس معقدة في ألمانيا ويخلص التقرير إلى أن أجهزة المخابرات الإيرانية تشارك أيضًا في “مراقبة ومحاربة جماعات المعارضة، داخليًا وخارجيًا”، مما يُظهر أن القيادة الإيرانية تواصل إعطاء الأولوية لمراقبة معارضي النظام الذين يعيشون خارج البلاد. حظر حزب الله في ألمانيا.. النتائج و التداعيات

اعتقلت السلطات الألمانية ألماني من أصل إيراني في 15 سبتمبر 2021، لتورطه في تصدير معدات لاستخدامها في برامج إيران النووية والصاروخية. حيث تلقى طلبات في عامي 2018 و2019 لشراء معدات مختبرات. ونقل جهازي مطياف بسعر (166) ألف يورو لإيران في يناير 2020، ونقل جهازين آخرين بسعر (388) ألف يورو بعد ذلك بستة أشهر. ولم يقدم المشتبه فيه طلباً للحصول على رخصة تصدير خاصة، كان يتعين عليه استخراجها لنقل مثل هذه المعدات إلى جهة مدرجة على القائمة السوداء التي وضعها الاتحاد الأوروبي.

عمليات تجسس موسعة
كشف تقرير بعنوان ” جديد خلية إيران الإرهابية بأوروبا.. مسؤول مقرب لخامنئي بمهمة استطلاع” في 24 يناير 2021 أن “محمد رضا زائري” وهو مسئول مقرب من مكتب المرشد الإيراني “علي خامنئي” قد سافر زائري إلى النمسا في شهر يونيو 2017 والتقى هناك بأسد الله أسدي الذي كان يعمل بمنصب السكرتير الثالث بالسفارة الإيرانية في فيينا، أي قبل عام کامل من مخطط تفجير المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للمقاومة‌ الإيرانية). وأظهرت الوثائق حصلت عليها أن أسدي استأجر سيارة برفقة‌ محمد رضا زائري في فیینا، للذهاب إلى باریس، بهدف جولة استطلاع میداني وتحديد موقع قاعة فیلبنت في‌ ضاحیة باریس الشمالیة‌ بالقرب من مطار شارل دیغول. الإستخبارات الألمانية..شبكات إيرانية داخل المساجد والجمعيات ـ مركز هامبورغ (IZH)

يقول “جواد دابيران” المتحدث باسم “مجلس المقاومة الإيراني” في 23 يناير 2021 أن أسدي عقد (144) اجتماعاً في ألمانيا من أصل (298) أدخل تفاصيلها في الدفتر الذي عثر عليه في سيارته، بأن ألمانيا هي مركز النشاطات الاستخباراتية الإيرانية. ويضيف: “(40 %) من إجمالي لقاءات أسدي مع شبكة وكلائه عقدت في ألمانيا، وهذا يعني أمرين: الأول أن جزءاً كبيراً من شبكة العملاء موجود في ألمانيا، والثاني أن ألمانيا هي ملعب نشاط المخابرات الإيرانية لأغراض إرهابية”. ويشير دابيران إلى وجود “خلايا إرهابية إيرانية نائمة ومجموعة جواسيس منتشرين في أوروبا تديرهم السفارات الإيرانية، ويحصلون على أجورهم التي غالباً ما تدفع بشكل نقدي”.

أعلنت الاستخبارات الداخلية الألمانية في 9 يوليو 2020 أن “عمليات تجسس تقوم بها إيران في البلاد، وأن عناصر فيلق القدس فاعلون. وأن هناك أنشطة متزايدة لإيران في ألمانيا فيما يتعلق باستخدام البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات الألمانية”. وزادت قدرة إيران على شن هجمات إلكترونية كثيرا في السنوات الماضية، و أن الغرض من تلك الهجمات هو التحايل على العقوبات المفروضة على إيران. وباتت الجهات الفاعلة السيبرانية الإيرانية تحاول الوصول بشكل دائم إلى معلومات حساسة.

أوصت وزارة الخارجية الألمانية بشدة مواطنيها الذين يحملون أيضاً الجنسية الإيرانية في 23 نوفمبر 2020 بعدم زيارة إيران، خشية تعرضهم للتوقيف “بدون سبب مفهوم” وتابعت الوزارة. نوصي بشدة مواطنينا الذين يحملون أيضاً الجنسية الإيرانية بالامتناع عن السفر غير الضروري”، مضيفةً “أن رفض الدخول (إلى إيران) والخروج منها يتمان على خلفية أسباب غير معروفة”.وأوضحت الخارجية الألمانية أن السلطات الإيرانية لا تأخذ في الاعتبار امتلاك الشخص لجنسية ثانية غير الجنسية الإيرانية، محذرةً أنه في حال التوقيف، تكون إمكانية الحصول على دعم قنصلي “محدودة جداً، بل معدومة”.

ترى الأجهزة الاستخبارية الألمانية أن الاستخبارات الإيرانية تسعى “دائما إلى التوصل إلى مصادر بشرية مطلعة، تغطي الاحتياجات المعلوماتية للنظام الإيراني” في المجال العسكري. ففي 20 يناير 2020 مثل موظف للجيش الألماني عمل كمترجم ومستشار جغرافي سابق بالجيش الألماني كان يتجسس لصالح المخابرات الإيرانية أمام محكمة في مدينة “كوبلنس” غرب ألمانيا. وأكدت المحكمة المحكمة العليا في كوبلنز بوسط إنه يشتبه بأن الرجل ارتكب “خيانة في قضية تتسم بخطورة وانتهاك للأسرار المهنية في 18 حالة”.

الاستخبارات الإيرانية في فرنسا وهولندا ـ المراكز الدينية وأنشطة التجسس
لاتختلف إستراتيجية الاستخبارات الإيرانية في فرنسا وهولندا عن باقي الدول الأوروبية، فمازالت تعتمد إيران على القوة الناعمة لتوسيع نفوذها داخل القارة العجوز. وذلك عبر توسيع عملية تعليم اللغة الفارسية في جميع أنحاء أوروبا واستغلال المساجد والخطب الدينية. وملاحقة معارضي النظام الإيراني، بالإضافة إلى توسيع قاعدة الاستقطاب والتجنيد وعمليات التمويل غير المشروع وتنامي الانشطة التجسسية.

أبرز المراكز الشيعية في فرنسا
مركز الزهراء
الجمعية الإسلامية الفرنسية-اللبنانية Franco Lebanese Islamic Association: مقرها تولوز
مركز زينب: مقره تولوز
الاتحاد الشيعي الفرنسي (Fédération Chiite de France): ومقره غراند سينت محافظة با دو كاليه
كلية المعارف الإسلامية: تابعة لجامعة المصطفى العالمية
جمعية الغدير
خلص تقريرمركز “ألما” للأبحاث في 11 يونيو2021 إن منظمات قريبة او موالية الى ايران . وأضاف التقرير أن إيران تهدف إلى إنشاء “بنية تحتية مدنية وعسكرية موحدة” كقاعدة محتملة في أوروبا. ويبدو أن هذه الأنشطة جميعها تتم تحت مظلة منظمة “أهل البيت”. وتم تأسيس “أهل البيت” على يد الزعيم الإيراني، علي خامنئي، عام 1990. وتنشط المنظمة عن طريق الجمعيات التابعة لها حول العالم بشكل عام، وفي أوروبا على وجه الخصوص.

أوقفت الأجهزة الأمنية الفرنسية في 19 سبتمبر 2020 (4) مسؤولين سابقين في “مركز الزهراء فرنسا” للاشتباه في استمرار ممارسة أنشطتهم كإلقاء خطب ولقاءات دعوية في الموقع أو على شبكات التواصل الاجتماعي بالرغم من حل هذه الجمعية. وأدان ” كريستوف كاستانير” وزير الداخلية الفرنسي السابق أنشطتها مؤكدا أنها “تضفي شرعية بانتظام على الجهاد المسلح”. وكان قد استهدف مقر الزهراء وكشفت عمليات التفتيش الإداري عن أسلحة نارية تمت حيازتها بطريقة غير مشروعة. الإستخبارت الإيرانية ـ تقييم إلى الأنشطة الإيرانية في أوروبا

ملاحقة المعارضة الإيرانية في هولندا وفرنسا
أعلن وزير الخارجية الهولندي “ستيف بلوك” في 18 فبراير 2021 ، أن إيران متورطة باغتيال ناشطين إيرانيين على الأراضي الهولندية في مدينتي لاهاي والميرة. وكانت الحكومة الهولندية قد أعلنت في عام 2020، تعرض المعارض الإيراني، صادق زارزا، في هولندا أيضا إلى محاولة اغتيال، لكنه نجا بعد إصابته بجروح خطيرة. وفي أواخر عام 2018 وقفت إيران وراء اغتيال اثنين من المواطنين الهولنديين من أصل إيراني في هولندا في السنوات الأخيرة، وأحدهما القيادي الأهوازي أحمد مولى، مؤسس “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، والثاني المعارض الإيراني محمد رضا صمدي كلاهي، المقرب من منظمة “مجاهدي خلق”.

أكد “كريستوف مارشان” ممثل الدفاع عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 22 أكتوبر 2020 أن هناك أدلة مكتوبة تثبت تورط الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي وحكومته في الجريمة التي استهدفت اغتيال آلاف المعارضين في مؤتمر حاشد بفرنسا. وشغل أسد الله أسدي منصب المستشار الثالث في السفارة الإيرانية في فيينا. ويقول مسؤولون فرنسيون إنه كان المسؤول عن عمليات المخابرات في جنوب أوروبا، ويتصرف بناءً على أوامر من طهران.

اتهمت فرنسا وزارة الاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء المؤامرة وطردت دبلوماسيا من أراضيها. وكانت قد أحبطت الاستخبارات الفرنسة والبلجيكية الألمانية في عملية أمنية مشتركة هجوما مخططا له كان يستهدف منظمة مجاهدي خلق في فرنسا عام 2018. وتم القبض حينها على اثنين وبحوزتهما (500) جرام من مادة (تي آيه تي بي)، وهي مادة متفجرة وكذلك آلية لتفجيرها.

وافقت إيران على إطلاق سراح الباحث الفرنسي “رولان مارشال” المحتجز منذ يونيو 2019 ، في صفقة تبادل سجناء لمهندس إيراني مطلوب لدى الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالعقوبات. وأفرجت فرنسا على موقعها في 20 مارس 2020 عن “جلال روح الله نجاد” ، وهو مهندس إيراني مطلوب من قبل السلطات الأمريكية بتهم تتعلق بالعقوبات. وكانت قد وافقت محكمة فرنسية على تسليم “روح الله نجاد” للولايات المتحدة لمواجهة اتهامات بمحاولة استيراد تكنولوجيا أمريكية بشكل غير قانوني لأغراض عسكرية نيابة عن شركة إيرانية قال مسؤولون أمريكيون إنها مرتبطة بالحرس الثوري. الإستخبارات الإيرانية .. ماذا تبحث في ألمانيا ؟

أنشطة تجسس إلكترونية في هولندا
اكتشف السلطات الهولندية في 18 فبراير 2021 بالقرب من مدينة هارلم الهولندية “سيرفر القيادة والتحكم” تستخدمه الاستخبارات اللإيرانية للتجسس على المعارضين السياسيين. وأكد “ريك ديلهاس أن الخادم اكتشف بعد تلقي معلومات من رجل إيراني يعيش في هولندا، والذي تلقى ملفاً من منشق إيراني من خلال تطبيق الدردشة ” Telegram”.

وجرى التحقيق في الملف بواسطة “BitDefender” ويبدو أن إيران تحاول اختراق أجهزة الكومبيوتر والهواتف في مدنها وفي بلدان مثل هولندا وألمانيا والسويد والهند. ورُبط البرنامج سابقاً بالنظام الإيراني بواسطة خبراء أمنيين.، حيث يُستخدم من قبل موزعي البرامج الضارة للتحكم في أجهزة الكومبيوتر، بهدف سرقة المعلومات على سبيل المثال. ويقول خبراء الأمن السيبراني في شركة “BitDefender” الرومانية، إن السيرفر الموجود في هولندا يتولى مهام “الأوامر والمراقبة” من أجل تسهيل السيطرة عن بعد على الحواسب والهواتف التي أصيبت بالبرمجيات الضارة المؤذية.

كشف تقرير أعدته مؤسسة “سايبر ريزن” المختصة في الأمن السيبراني في 6 أكتوبر2021، أن إيران تستهدف شركات عديدة في أنحاء العالم، عبر حملة تجسس موجهة بالخصوص إلى شركات، ودول، ولا سيما في الشرق الأوسط، وهذه الحملة لا تستهدف إسرائيل فقط، وفق الصحيفة، حيث أن أهدافها متنوعة بين شركات الطيران والاتصالات العالمية، والدول، بغرض سرقة معلومات حساسة من أهداف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك في الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا. وأكدت أستاذة جامعية أسترالية من المملكة المتحدة في 6 أكتوبر 2021 ، والتي أفرج عنها بعدما أمضت سنتين في سجن إيراني بتهمة التجسس، إن طهران حاولت أن تجندها كجاسوسة في مقابل الإفراج عنها.

شبكات تجسس إيرانية في أوروبا ـ إستهداف المعارضة وسرقة التكنلوجيا
كشفت اجهزة الإستخبارات الأوروبية، عن عدد من شبكات التجسس الإيرانية وعملاء يعملون لصالح المخابرات الإيرانية واخرى الى فيلق القدس داخل أوربا، كانت تسعى لتنفيذ عمليات إغتيال وعمليات إرهابية، من خلال جواسيس يحملون جنسيات أخرى، لكن السنوات الاخيرة تم الكشف عن تورط دبلوماسين إيرانيين بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، وهذا مايثير الكثير من التسائولات حول قدرات المخابرات الإيرانية داخل أوروبا.

الشرطة الألمانية كشفت خلال عام 2018 عن “كنز”من الوثائق التي استولت عليها الشرطة الألمانية تكشف مدى تمكن جواسيس طهران من التسلل إلى أوروبا. الوثائق تم العثور عليها في سيارة مستأجرة من قبل أسد الله أسدي ، رئيس محطة المخابرات الإيرانية في أوروبا ومقره ـ فينا .

قضية العميل أسد الله اسدي
حُكم على أسد الله خلال عام 2021 بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة التخطيط لهجوم تفجيري فاشل في باريس في عام 2018. كشفت الوثائق عن شبكة معقدة من عملاء النظام الإيراني تمتد عبر ما لا يقل عن 22 مدينة أوروبية، إلى جانب خطط لهجمات إرهابية باستخدام المتفجرات والمواد الحمضية والسامة المسببة للأمراض.بالإضافة إلى ذلك ، استعاد المحققون ثروة من الوثائق التي تكشف عن أعمال شبكة التجسس ، بما في ذلك إيصالات سداد النفقات ، وسجلات رواتب التجسس الشهرية والفصلية ، وتفاصيل أجهزة الكمبيوتر التي تم إصدارها للوكلاء.

عشرت الشرطة الألمانية، أيضًا على ستة هواتف محمولة – تم استخدام أربعة منها للاتصال بالجواسيس واثنان لإجراء حجوزات السفر – جهاز كمبيوتر محمول ومحركات أقراص صلبة خارجية وعصا USB تحتوي على كتيبات تدريب استخباراتية وجهازي تتبع ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأكثر من 30 ألف يورو (26 ألف جنيه إسترليني). ) نقدا. اكتشفت الشرطة أيضًا تعليمات مكتوبة بخط اليد حول التعامل مع قنبلة وشحنها وتسليحها.

اكتشف الأدعاء الألماني،أن نشاطات أسدي، شملت حوالي 11 دولة بما في ذلك فرنسا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر وبلجيكا وهولندا وإيطاليا ، ولكن هناك أيضًا 144 ملاحظة حول مواقع في ألمانيا. تشير إحدى الملاحظات التي وردة في سجلات العميل الإيراني أسدي، إلى مدخل مركز هامبورغ الإسلامي ومدينة كولونيا وبون وميونيخ وهايدلبرغ وغيرها من المناطق السياحية مثل القلاع والأبراج ومصاعد الجندول والفنادق والمقاهي ومراكز التسوق.

قال جواد دابيران ، نائب مدير مكتب تمثيل المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية في ألمانيا في 22 يناير 2021 ، في حديث له الى وسائل الإعلام : “على وجه التحديد تم عقد 144 من 289 لقاء مع أسدي وعملائه في ألمانيا. هذا يعني : يقع جزء كبير من شبكة النظام الإيراني في ألمانيا ، وألمانيا هي مسرح للأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني .”

وعشية إدانة الأسدي ، تم الكشف عن مؤامرة أخرى لوزارة الداخلية ضد المعارضة الإيرانية في ألمانيا. حاول النظام إقناع الإيرانيين المقيمين في ألمانيا بالتجسس على مكتب المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية في ألمانيا.

عميل إيراني داخل الجيش الألماني
كشفت الإستخبارات الألمانية عن مترجم من الجيش الألماني، يعمل لصالح الإستخبارات الإيرانية ، وأبلغت الإستخبارات الألمانية ، إستخبارات الجيش عن وجود جاسوس يعمل بصفة مترجم. أمرت محكمة ألمانية مطلع عام 2018، باحتجاز المواطن الأفغاني عبد الحميد س. بتهمة التجسس لصالح إيران بعد اعتقاله في شقته في بون. وذكرت صحيفة دير شبيجل أن المشتبه به البالغ من العمر 50 عامًا عمل مترجمًا وخبيرًا ثقافيًا في جهاز مكافحة التجسس التابع للجيش الألماني – الجيش الألماني – وقد قدم معلومات سرية إلى إيران لسنوات. ” وقال كورنيليوس أديبهر المحلل في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية لرويترز “من الواضح أن إيران دولة ذات نوايا معادية وتتجسس علينا.” على الرغم من اهتمام أوروبا بالحفاظ على الاتفاق النووي لعام 2015 ، فهذه ليست علاقة بين الأصدقاء أو الحلفاء واضاف انه يتوقع المزيد من الجواسيس الذين يعملون لصالح المخابرات الإيرانية داخل ألمانيا.

وسبق ان حكمت محكمة في برلين في عام 2017 على حيدر سيد م ، وهو مواطن باكستاني في الثلاثينيات من عمره ، بالسجن لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر لعمله لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

قائد سابق للشرطة السويدية ، عميل للمخابرات الإيرانية
ذكرت الصحف السويدية ، Aftonbladet و Expressen ، أنه تم القبض على قائد سابق للشرطة الأمنية السويدية بتهمة التجسس لصالح النظام الإيراني بين عامي 2011 و 2015. وإن الجاسوس كان يدعى “بيمان كيا ، 40 عامًا” حصل على الجنسية السويدية وعمل مديرًا في شرطة الأمن السويدية (SPO) ومحللًا في منظمة عسكرية سويدية أثناء تجسسه لصالح طهران.

وقالت دائرة الأمن السويدية ،إن المعتقل متهم بالتجسس بعد حصولها على الشواهد والأدلة الجنائية. يأتي اعتقاله بعد شهر من اعتقال زوجين إيرانيين حصلوا على وضع اللاجئ في السويد من خلال تقديم هوية أفغانية مزورة كانوا عملاء وزارة المخابرات والأمن الإيرانية.

أقر علي فلاحيان ، الرئيس السابق لوزارة الداخلية ، خلال شهر يوليو 2017 في مقابلة كيف يعمل وكلاء النظام تحت العديد من الأغطية في أوروبا، ذكر خلالها بان الوزارة تحتاج غطاء لأعمالها في جمع المعلومات داخل الدولة وخارجها.

التقييم
تعتقد الاستخبارات الألمانية أن إيران من أكثر الدول نشاطا في عمليات التجسس ضد ألمانيا إلى جانب الصين وروسيا وتركيا. فدائما ما تبحث الاستخبارات الإيرانية في ألمانيا عن معلومات لتطوير انشطتها النووية. كذلك استهداف البنى التحتية فى ألمانيا للحصول على معلومات وبيانات تتعلق بالأمن والسياسة والخارجية. وتتزايد المخاوف الألمانية من أن يبدأ الجواسيس والعملاء بالتحرك واستهداف أماكن كانوا يراقبونها.

تتعقب إيران معارضيها على الأراضي الألمانية. وتوضح الهجمات الإيرانية بشكل عام على معارضيها استراتيجية إيران في القضاء على المعارضة الإيرانية في أوروبا. وهذه الأنواع من الهجمات موجودة منذ أوائل الثمانينيات ويبدو أن هناك إجماعًا واسعًا داخل الاستخبارات الإيرانية على ضرورة القضاء على المعارضين مثل مجاهدي خلق.

تعد الجمعيات والمراكز الإسلامية أحد أذرع إيران داخل أوروبا لاسيما في ألمانيا والنمسا. وتعمل على تمويل الإرهاب وتجنيد الجواسيس والعملاء. وهناك صلات وثيقة وتاريخية يكشفها التعاون بين الاستخبارات الإيرنية مع تلك الجمعيات والمراكز.

توسعت إيران في قدراتها الهجومية الإلكترونية وباتت تمثل خطراً داهما على الشركات والمؤسسات االبحثية الألمانية.تمتلك طهران شبكة واسعة من العملاء والجواسيس في ألمانيا يديرها مسؤولون ودبلوماسيون إيرانيون يمررون المعلومات والبيانات إلى أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

لم تتوقف أنشطة الاستخبارات الإيرانية عند الشركات والمؤسسات البحثية الألمانية واستغلال الجمعيات والمراكز الثقافية بل امتد الأمر إلى اختراق الجيش الألماني والحصول على معلومات حساسة تشمل بيانات عن أماكن تمركز القوات الألمانية في أفغانستان.

**

مازالت العديد من الدول الأوروبية تتعامل مع طهران كشريك موثوق به بالرغم من سياسات طهران العدائية تجاه أوروبا وهذا ما يعتبر تناقضًا في التعامل الأوروبي مع إيران. وتنشط أجهزة الاستخبارات الإيرانية تحت غطاء الجمعيات الثقافية والمراكز الإسلامية في أوروبا لاسيما في فرنسا لتنفيذ أنشطة تجسسية بالتنسيق مع أذرعها النتشرة في جميع انحاء أوروبا.

عززت الاستخبارات الإيرانية بشكل كبير أنشطة القرصنة في هولندا، سواء من أجل جمع المعلومات عن المنشقين أو المعارضين. واأثبتت الأدلة أن طهران وراء تحركات أخرى مشتبه بها ضد معارضين من بينها حادثا قتل في هولندا في 2015 و2017.

تمثل أنشطة الاستخبارات الإيرانية في هولندا وفرنسا نموذجًا للاستقطاب والتجنيد وتوظيف المراكز الدينية والجمعيات كذراع لنشر الإيديولوجية المتتشددة في أوروبا. وتنتهج إيران سياسة “احتجاز الرهائن” تجاه الدول الأوروبية وباتت تشكل تلك السياسات ورقة ضغط لملفات عدة أبرزها لتحقيق مكاسب في مفاوضات الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

باتت الأجهزة الاستخبارية الهولندية والفرنسية على يقيين بإن الجمعيات التابعة لإيران تضفى طابع الشرعية على تمجيد كيانات وأشخاص تورطوا بالإرهاب يهدف لإنشاء “بنية تحتية مدنية وعسكرية موحدة” كقاعدة محتملة في أوروبا.

**

ـ أن تصريحات رئيس مخابرات النظام السابق علي فلاحيان تثبت أن النظام يستخدم غطاء دبلوماسيًا وصحفيين ورجال أعمال ومحللين للعمل الاستخباراتي واضاف ان المخابرات بحاجة لغطاء لجمع المعلومات داخل وخارج إيران ، يذكر ان هذا العمل يعتبر من انواع التجسس التقليدي للمخابرات، لكن ذلك بدون شك يضر كثيرا في مصداقية إيران وعلاقاتها الدبلوملسية، عندما تتحول السفارات والقنصليات الى مقرات لانشطة فيلق القدس والمخابرات الإيرانية. . واعترف فلاحيان بالقول :”بأننا نعمل تحت غطاء وظائف تجارية وصحفيين ونعمل تحت جميع أنواع الأغطية”.

ـ تعتمد المخابرات الإيرانية، في الغالب عملاء من جنسية غير الإيرانية من أجل الابتعاد عن الشبهات، لكن تورط دبلوماسيين إيرانيين في السنوات الاخير بالتجسس مباشرة، يعني ان إيران ، تحديدا الإستخبارات، تعاني من نقص بمصادر المعلومات والعملاء داخل أوروبا، وربما يعود ذلك في اعقاب “يقظة” أوروبا ضد شبكات التجسس الإيرانية.

ـ إيران اصبحت رائدة برعاية الإرهاب وتسيطر بشكل مباشر على الجماعات المرتبطة بها مثل حزب الله و حماس، لكن على الرغم من كل هذا ، لا تزال أوروبا تتعامل مع إيران كشريك موثوق به وتضخ المليارات في هذا النظام وهذا ما يعتبر تناقضاُ في سياسات أوروبا مع حقيقة مايجري على الأرض .

ماتحتاجه أووربا هو عدم الفصل مابين مابين مساعيها في مكافحة شبكات التجسس الإيراني للحصول على المعلومات والتكنلوجيا وإستهداف المعارضة الإيرانية، وبين مفاوضاتها في فينا حول الملف النووي. كذلك عدم الاستهانة بقدرات المخابرات الايرانية “اطلاعات” وفيلق القدس، طالما هناك أموال تسخر لاغراض التجسس.

 

Exit mobile version