لن يحمل هذا الأسبوع جديداً على الساحة المحلية، فلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حاضراً، ولا رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يتحضر الى زيارة قطر نهاية الشهر الجاري، وبالتالي تمّ تأجيل البتّ بالملفّات، الى مطلع الشهر الأخير من السنة الحالية، دون أن يعني ذلك أن المفاوضات لن تستمر خلف الستارة.
يحمل الشهر المقبل استحقاقين مهمّين على الصعيد اللبناني، ففي الأسبوع الأول من كانون الأول يحطّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المملكة العربية السعودية تمهيداً لجولة خليجية، سيكون لبنان جزءاً من ملفاتها، ولكن بحسب مصادر سياسية متابعة ، فإن ماكرون بحاجة الى ورقة لبنانية يحملها معه لكي يتطرّق للعلاقات السعودية اللبنانية.
وتُشير المصادر إلى أن ماكرون يشعر بأن عليه حمل استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي الى السعودية قبل أي حديث معها بالشأن اللبناني، مشددة على أن هذه الإستقالة ستكون بمثابة الورقة التي يحتاجها ماكرون، خاصة بعد أن أوضح السعودي أنه يرفض التطرّق للشأن اللبناني قبل حصول هذه الإستقالة.
لن يتمكن ماكرون ولا غيره من تقديم ضمانات بشأن تداعيات الاستقالة، وبالتالي يريد السعوديون من اللبنانيين «المقامرة» في هذه المسألة، وهو ما لا يزال عالقاً حتى اليوم، علماً بحسب المصادر، أن بقاء قرداحي أيضاً لن يكون خياراً متاحاً، كون الوزراء السنّة كانوا قد عبّروا صراحة عن رغبتهم باستقالة وزير الاعلام، حتى أن بعضهم يقول بمجالس خاصة أن الإستقالة تأخرت كثيراً.
وترى المصادر أن استقالة قرداحي قد تكون متاحة إن طلبها الرئيس الفرنسي، الذي كان له الدور الكبير في ولادة الحكومة، معتبرة أن الفرنسيين الذين دعموا بقاء ميقاتي على رأس الحكومة رغم الأزمة مع الخليج، قرأوا إشارات سلبية في كلامه الأخير عن «الطلاق»، لذلك سيحاول ماكرون التدخل بفعالية أكبر هذه المرة، رغم أن التفاؤل ليس سيد الموقف.
وتعتبر المصادر أن الفريق الداعم لقرداحي بات منفتحاً أكثر على خيار الاستقالة، لأنه اقتنع أن الحكومة لا يمكن أن تستمرّ دونها، ولكن كل ذلك لا يمكن أن يتحقق دون التقدم بالملف الآخر الأساسي الذي هو الملف القضائي، خاصة بعد الإشارات السلبية التي صدرت عن رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود الذي بات طرفاً بالصراع.
أما الاستحقاق الثاني المهم، فيتمثل بزيارة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى بيروت، والتي يفترض ان تكون في الثلث الأخير من الشهر قبل أو بعد عيد الميلاد بساعات، وهذه الزيارة التي تأتي بعد دعوة رسمي قدمها ميقاتي الى المسؤول الأممي في غلاسكو، يُفترض أن تدل على حرص الأمم المتحدة على صمود لبنان ومنع سقوطه.
وترى المصادر أن زيارة غوتيريش ليست بأهمية الزيارة الفرنسية الى الخليج، ولكنها دون أدنى شكّ ترسم بعض المؤشرات، علماً أن الرجل سيزور القوات الدولية العاملة في لبنان، كما البطريرك الراعي، حيث يُفترض ان يشكل الحياد طبق الحوار الرئيسي.