الأخبار
الشهيد فادي أبو شخيدم، أب في الـ 42 من العمر، هو شيخ وخطيب ومدرس للغة العربية ومادة الدين الإسلامي في مدرسة الرشيدية في مخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة، قرر صبيحة هذا اليوم الماطر، أن يأم بالناس للصلاة على طريقة «أحلا أستاذ بالدنيا»، كما وصفه تلميذه مصطفى زعترة باكياً عقب استشهاده. لبس عباءته واعتمر قلنسوته، ممتشقاً سلاحه ليقدّم آخر درس له في هذه الدنيا، وليكون المعلم الذي يستحق أن يقوم له طلابه ويفونه «التبجيلا» فهو الذي أنشأ وعلم وربّى أنفساً وعقولاً، وكاد كما يقول بيت الشعر، أن يكون رسولاً.
“أحلى أستاذ، أحلى بني آدم في الدنيا الله يرحم روحك”
الطالب مصطفى زعترة يتحدث باكيا عن مُعلمه الشـ.ـهيد الشيخ فادي أبو اشخيدم. pic.twitter.com/E1zkG0ym5m
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) November 21, 2021
وبالقرب من منطقة باب السلسلة في أزقة البلدة القديمة في القدس، رفع المعلم سلاح الفقراء والمظلومين، وهناك أطلق ناره فقتل إسرائيلياً وأصاب ثلاثة آخرين، بينهم الحاخام أهرون بن طوبا، الذي وصفت حالته بـ«الخطيرة ولكن مستقرة».
#صورة للسلاح المستخدم من قبل منفذ عملية إطلاق النار في باب السلسلة بالقدس، وهو سلاح من كارلو صناعة محلية. pic.twitter.com/sNZLyQ0azA
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) November 21, 2021
وإثر العملية أوعز رئيس وزراء العدو، نفتالي بينيت، بتعزيز قوات الشرطة العاملة في محيط القدس المحتلة بغية إحباط عمليات مسلحة أخرى، وتخوفاً من أن تشكل العملية إلهاماً لآخرين.
أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار ــ ليف، فصرّح أن الشهيد أبو شخيدم «ينتمي لحركة حماس ـــ الجناح السياسي»، موضحاً أنه «خطط لتنفيذ عمليته منذ فترة، إذ سافرت زوجته إلى الخارج قبل ثلاثة أيام».
وفي أعقاب العملية، أغلقت قوات العدو جميع أبواب المسجد الأقصى، قبل فتحها لاحقاً. في المقابل، أظهرت مقاطع فيديو استنفار قوات العدو عند باب السلسلة وسط سماع دوي إطلاق نار؛ حيث لوحظ عدد من الجنود يشهرون أسلحتهم، خارجين من باب السلسلة، قبل أن يطاردوا الشهيد، وتُسمع أصوات إطلاق نار.
في غضون ذلك، علّقت شرطة العدو اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم من جهة باب المغاربة، علماً أن الاشتباك المسلح حدث في الوقت الذي اقتحم فيه عشرات المستوطنين الأقصى؛ حيث وفرت شرطة العدو الحماية لهم لتخليصهم وإخراجهم من باب المغاربة، بدلاً من الخروج من باب السلسلة الذي يخرجون منه عادة بعد الاقتحامات.
وفي تفاصيل العملية، قالت «كان 13» الإسرائيلية إن «أبو شخيدم جاء باتجاه البلدة القديمة، وقام بإطلاق النار بالقرب من باب السلسلة باتجاه المستوطن، الذي أعلن عن مقتله. ثم تحصن في أحد الأزقة وخرج للتحقق من قتل المستوطن، وواصل سيره وأطلق النار على مستوطن آخر الذي أصيب بجروح خطيرة، واشتبك مع قوة من حرس الحدود وأصاب 2 منهم حتى قامت الأخيرة بإطلاق النار عليه»، ما أدّى إلى استشهاده.
وأفادت معلومات بأن قوات الاحتلال اعتقلت أيضاً نجل أبو شخيدم، الطفل عبدالله، الذي يبلغ أعوام، واقتادته للتحقيق في مركز المسكوبية.
ردود الفعل
قال الناطق باسم حركة «حماس»، عبد اللطيف القانوع، إن «عملية القدس تمثل ثورة الشعب الفلسطيني المستمرة، وشرعية مقاومته المتصاعدة ضد جرائم الاحتلال واقتحاماته للمسجد الأقصى». وأضاف، في بيان، أن «العملية البطولية عند باب السلسلة صباح اليوم، تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة في مدينة القدس المحتلة وأحيائها».
أما حركة «الجهاد الإسلامي»، فقالت، في بيان، إنها «تبارك العملية الفدائية البطولية التي وقعت صباح اليوم في القدس المحتلة». وأضافت أن «هذه العملية هي رد طبيعي على تصاعد إرهاب المستوطنين وجنود الاحتلال، وإمعان حكومة الاحتلال في عدوانها وسياسات الهدم والتهجير التي تطال أهلنا في القدس».
وحملت الاحتلال كامل المسؤولية عن سياساته، وأشارت إلى أنه «واهم من يظن أن الشعب الفلسطيني سيستلم أمام سياسات الاحتلال وقوة الإرهاب الذي يمارسه». واعتبرت أن العملية تدلل على «قوة وحيوية المقاومة وتمسك الشعب الفلسطيني بها كنهج قادر على ردع الاحتلال وكسر عنجهيته».