خاص “لبنان 24”
“لا أفهم صراحةً كيف يمكن أن تساعد هذه الصور في حال وجودها لدينا”. هذه العبارة المقتضبة ،لكن المعبّرة، هي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصور المشار اليها في حديثه هي صور الأقمار الإصطناعية لمرفأ بيروت ومحيطه في الثالث والرابع من آب ٢٠٢٠ أي قبل وبعد الإنفجار الكارثي الذي “قبع” ثلث العاصمة وقتل المئات وجرح الآلاف.
عبارة الرئيس بوتين هذه، إن دلّت على شيء، فعلى التقليل من أهمية هذه الصور في تبديل مشهد التحقيق المتعثّر أصلاً، والمكبّل بأربع وعشرين دعوى قضائية حتى الآن، فما الذي يدفع روسيا الى تزويد لبنان بصور الأقمار الإصطناعية بعد سنة وأربعة أشهر على وقوع الإنفجار؟ وماذا كان يقصد الرئيس الروسي عندما أشار، بتفصيل دقيق في حديث له خلال منتدى فالداي، الى أن” بقاء شحنة الأمونيوم في مرفأ بيروت كان ناتجاً عن عدم تعامل السلطة اللبنانية معها بالإهتمام الذي تفرضه خطورة المادة العالية التركيز”؟ وما معنى عبارته التي وردت بحرفيتها أيضاً في المنتدى نفسه “حسب ما فهمتُ كانوا يريدون بيعها بسعر مربح ولكن حصلت خلافات في شأن تقاسم الأرباح”؟
هل يتعمّد الرئيس الروسي بكلامه هذا الاشارة الى فرضية الإهمال غير القصدي؟ وهل القصة ببساطة هي صفقة تجارية “فيها ربح وخسارة”؟ أما السؤال الأهم فهو لماذا لم تبادر روسيا الى مساعدة لبنان منذ وقوع الإنفجار في تكوين ملف متكامل عن السفينة الروسية “روسوس” حاملة الشحنة والمالك والقبطان والبحارة الروس، وعن إيجار السفينة وبدل أتعاب الطاقم، وجميعهم يدورون في مسار إبحار السفينة من مرفأ باتومي في جورجيا قاصدة الموزمبيك مع شحنة أمونيوم “مكتومة القيد” وبالغة الخطورة على متنها؟
وزير الخارجية عبدالله بو حبيب هو اليوم في الربوع الروسية وعلى جدول برنامج زيارته لقاء سيجمعه غداً الإثنين بنظيره الروسي سيرغي لافروف لمناقشة ملفات مشتركة بين الجانبين الروسي واللبناني، فيها ترابط وتلازم بالعناوين، منها ملف النازحين السوريين والمساعدات الروسية للبنان، فهل يعود الوزير بو حبيب متأبطاً ملف الصور الإصطناعية للأقمار الروسية بعد أن سلًمتها المؤسسة الفضائية الروسية “روس كوسموس” الى وزارة الخارجية الروسية؟ وهل ستغيّر هذه الصور في مشهدية تحقيق قضائي ” مغلول” اليدين؟