إعداد: وحدة الدراسات و التقارير”3″
مازالت الاستخبارات الإيرانية تنفق أموال طائلة وتخصص ميزانيات هائلة للتغلغل داخل دول أوروبا. ويقوم وكلاء وأذرع إيران داخل العواصم الأوروبية بالإشراف على العديد من المقرات والمراكز والجمعيات والمساجد في أوروبا. وتهدف تلك الأنشطة إلى نشر إيديولوجية متطرفة تعمل على تمويل الإرهاب وتجنيد الجواسيس والعملاء.
أنهت محكمة الاستئناف البلجيكية، في مدينة انتورب يوم 18 نوفمبر 2021 ، جلسات النظر في قضية الإيرانيين الثلاثة الذين طعنوا في أحكام السجن التي صدرت بحقهم في فبراير 2021من قبل المحكمة الجنائية الدولية. الإيرانيون الثلاثة متهمون بالمشاركة في مخطط القتل مع سبق الإصرار في مخطط إرهابي، والانتماء إلى تنظيم إرهابي. المتهمون هم: أمير سعدوني (41 سنة) وقد حكمت عليه المحكمة الجنائية بالسجن 15 عاما، وزوجتُه نسيمة نعامي (36 سنة) محكوم عليها بالسجن 18 عاما، وميهرداد عارفاني (58 سنة) محكوم عليه بالسجن 17 عاما.
ميزانية إيران التجسسية فى أوروبا
ينفق النظام الإيراني، منذ (30) عام وحتى الأن، ميزانيات هائلة للتغلغل في أوروبا بإشراف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذي يدير عدداً كبيراً من المقرات تحت غطاء “المراكز الثقافية”، وكذلك العديد من المراكز الإسلامية والمساجد في أوروبا لنشر إيديولوجية ولاية الفقيه ودعم التيارات الأصولية وكسب قاعدة شعبية لتبرير سياسات النظام الإيراني الخارجية. الإستخبارات الألمانية تكشف أنشطة إيران السرية والخطيرة على أراضيها
تنفق إيران ميزانيات هائلة على النفوذ في مختلف دول أوروبا تحت غطاء الأنشطة الثقافية، مستغلةً حرية النشاط والحركة والانفتاح في دول الاتحاد الأوروبي حيث تتولى “جامعة المصطفى العالمية” الإيرانية مهمة تصدير الإيدولوجية الإيرانية إلى إلى خارج البلاد. وشهدت ميزانية المؤسسات الدينية خلال موازنة العام الإيراني 2019 زيادة بنسبة ( 10%)، أي ما يفوق، (550 ) مليون دولار. كما أن ميزانية الحوزات الدينية زادت بنسبة (26% ) خلال فترة ولاية الرئيس حسن روحاني، كما تخصص ميزانية بقدر (23) مليون دولار ، جزء منها من أجل الدعاية الثورية ودعم المراكز المتطرفة و الميلشيات الموالية لإيران في المنطقة والعالم. وفقاً لـ “العربية” في 22 يناير 2019.
حذَّر تقرير، صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وفقا لـ”اندبندنت عربية” في 13 يونيو 2019 بعنوان “الحرب الناعمة للولايات المتحدة مع إيران”، مما سمّاه الاهتمام الضئيل للغاية، الذي توليه الولايات المتحدة تجاه ما وصفه بقوة إيران الناعمة، التي تنخرط فيها طهران بقوة للتأثير معلوماتياً وأيديولوجياً في عموم الناس، وجمهور المتلقين حول العالم، استنادا إلى ما أعلنه رئيس جهاز الاستخبارات الإيرانية السابق حيدر مصلحي حين قال “لسنا في حرب مباشرة مع العدو، لكننا منخرطون في معارك معلوماتية وفكرية عنيفة مع العدو”.
تغلغل الإستخبارات الإيرانية فى بريطانيا
يعد “المعهد الإسلامي في لندن” تحت إدارة “جامعة المصطفى”. أهم مراكز النفوذ الإيراني في بريطانيا ،بالإضافة لـ”المركز الإسلامي في إنجلترا” الذي تأسس عام 2008 وهو المركز الإيراني الأكثر نشاطاً في بريطانيا. وينسق المركز أنشطة المساجد والمراكز الإسلامية الأخرى في جميع أنحاء أوروبا، ويرأسه رجل الدين الإيراني “محمد علي شمالي” وهو ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في إنجلترا. وفقاً لـ “العربية” في 22 يناير 2019.
ولدى إيران عدة مراكز إسلامية أخرى في بريطانيا، مثل
“المركز الإسلامي في نيوكاسل”
“المركز الإسلامي في برمنغهام” ومركزا آخر في غلاسكو.
أدانت هيئة تنظيم الجمعيات الخيرية البريطانية في إنجلترا التابع بفشل مجلس أمنائه بإتباع القانون البريطاني وتنفيذه، حيث قام المركز بتنظيم وقفة في 3 يناير 2020 استجابة لمقتل قاسم سليماني في العراق وفقاً لـ “العربية” في 20 يونيو 2020. و شكل ذلك خطرا لأن المركز الإسلامي استضاف متحدثين قاموا بمخالفة قانون الإرهاب البريطاني عن طريق تمجيد قاسم سليماني والدعوة بطلب الدعم له، بالإضافة أن المركز نشر بيان عزاء لقاسم سليماني على الموقع الرسمي الخاص به اليوم التالي للوقفة. وأنه من غير المقبول أن تكون هناك أي جمعية خيرية على ارتباط بالإرهاب. إيران ـ كيف نجحت بالتغلغل داخل المراكز الدينية في بريطانيا ؟
الإستخبارات الإيرانية والجمعيات الإسلامية في فرنسا
أوقفت الشرطة الفرنسية وفقاً لـ “الحرة” في 16 سبتمبر 2020( 4) مسؤولين من جمعية الزهراء الشيعية بفرنسا للاشتباه في استمرارهم في ممارسة نشاط في هذا الموقع رغم حل هذه الجمعية للمسلمين الشيعةبسبب الدعم الذي يقدمه المشرفون عليها لجماعات “إرهابية”، ولحركات تروج لأفكار معادية لمبادئ فرنسا. حيث واصلوا على ما يبدو “نشاطات مثل خطب ولقاءات دعوية” في الموقع أو على شبكات التواصل الاجتماعي.
سيطرة الإستخبارات الإيرانية على المساجد والمراكز فى ألمانيا
ومثال ذلك “الجمعية الإسلامية للتجمعات الشيعية في ألمانيا”، وهي منظمة تعمل كـواجهة حيث أنشأها ويسيطر عليها النظام الإيراني، وهي تغطي نشاطات عدد كبير من المساجد والمراكز الإسلامية الشيعية في ألمانيا. ويحافظ المسئولون الألمان على علاقة عالية المستوى مع هذه الجمعية، مما يظهر النفوذ القوي للنظام الإيراني في ألمانيا بهدف متابعة جدول أعمال متطرف في قلب أوروبا، بحسب “العربية” في 22 يناير 2019 .
وأوضح أن المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ ويعد أهم تمثيل لإيران في ألمانيا، أنشأ شبكة وطنية من الاتصالات داخل العديد من المساجد والجمعيات الشيعية الإسلامية، ويمارس تأثيرًا كبيرًا عليها، ويسيطر عليها بالكامل.
كشف تقرير صادر عن جهاز المخابرات في بريمن شمال ألمانيا لـ “العربية” في 19 يوليو 2020، أن مركز “المصطفى” أحد المراكز الاجتماعية متورط في دعم الميليشيات اللبنانية ماليا، عبر جمع أموال تحت غطاء اجتماعي وإرسالها إلى لبنان.حيث يجمع الأموال ويحولها إلى حزب الله، فنحو (30 ) مسجداً ومركزاً ثقافياً في ألمانيا تربطهم صلات بميليشيات حزب الله اللبناني.
تحرّكات شبكة جوامع الإمام علي والمراكز الثقافية
توضح تقارير الاستخباراتية أن جمعيات المساجد تعزز أيديولوجية حزب الله وإيران فيما يتعلق بكل من الدين والسياسة، بهدف تجنيد المزيد من المؤيدين ومحاولة تنظيم أيديولوجية حزب الله بشكل عام وفقاً لـ “العربية” في 6 سبتمبر 2020 . تتبّع الدّول الأوروبية العمليات الإيرانية داخل القارة العجوز، ومن ضمنها تحرّكات شبكة جوامع الإمام علي والمراكز الثقافية التي يُعوَّل عليها ربما لتجنيد العملاء والجواسيس في مجتمعات المنفى، فقد باءت كلّها بالفشل ولم تصل إلى الهدف المنشود، بحسب دبلوماسي وفقا لـ”اندبندنت عربية” في 24 نوفمبر 2019.
وركّز تقرير “منتدى الإيرانيين الأميركيين” على شبكات المراكز الإيرانية في ألمانيا وبريطانيا التي تتولى عملية تنسيق أنشطتها “منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية” (ICRO) التي تأسست في كانون الثاني/يناير 1995، من قبل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية.
المصدر: ECCI