“انتفاضة السكاكين” في القدس والضفة هل تعود!
“استراتيجية السكاكين” التي عبّر عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اثناء الانتفاضة الثانية في فلسطين بين الأعوام 2000 و2005 وعرّفها بأن “شاب لديه سكين على جنبه وعندما يصل الى قرب محتّل من المحتلين فليطعنه وليحكم الطعنة وليُقتل بعد ذلك”، بما لا يُشعر كيان الاحتلال بأيةِ لحظة أمان له في كافة الأراضي الفلسطينية.
وقد مارسها الفلسطينيون ضد جنود الاحتلال منذ ذلك الوقت، واستمرت رغم إقدام الاحتلال على قتل أو اعتقال المنفذين. وبالأمس، الشاب عمر أبو عصب، لم يتجاوز الـ 16 عاماً يطعن جنديين إسرائيليين – مدججين بالسلاح – في البلدة القديمة في القدس المحتلّة، ويستشهد برصاص الاحتلال بعدها، مخلفاً استنفاراً أمنياً عالياً في صفوف جيش الاحتلال ووحداته، وصفعة جديدة للكيان. وقد سبقه في عمليات مماثلة شابين في الـ 17 من العمر هما زهدي الطويل وباسل شوامرة الذين نفذّا عملية طعن أسفرت عن إصابة خمسة مستوطنين في أيلول الماضي ليكونا من أصغر منفذي هذه الاستراتيجية.
وفي أهمية توقيت العملية فإنها تأتي في ظل أكبر عملية تهويد يمارسه الاحتلال على الأحياء في القدس خاصة حي الشيخ جراح، وفي ظل هجمات استيطانية واسعة لم تبلغ هذا الحدّ، بما يؤكد أنها “الرّد الطبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة” بحسب ما عبّرت حركة الجهاد الإسلامي، كما أن العملية ” تأكيد جديد لتواصل ثورة شعب الفلسطيني” وفق ما وصفتها حركة حماس.
وفي السنوات الماضية وخاصة بين عامي 2015 و2016 شهدت مناطق القدس والضفة الغربية المحتلّة تصاعداً واسعاً لأعمال الطعن للجنود الإسرائيليين حتى عُرفت تلك الفترة “بانتفاضة السكاكين” حيث بلغ عدد العمليات الفردية التي نفذها الفلسطينيون أكثر من 79، وخلالها اجبر الاحتلال على استدعاء أكثر من 13 كتيبة من وحداته، كما كانت قد تلقت شرطة الاحتلال أكثر 25 ألف اتصال طوارئ من مستوطنين خوفًا من عمليات الفلسطينيين، والتي كان منها:
_ في 3 تشرين الأول عام 2015 شاب يطعن مستوطنًا في باب الأسباط ببلدة القدس القديمة، ثم يستولي على سلاح كان معه، ويطلق النار في كل الاتجاهات، ما أدى لإصابة أربعة آخرين، قبل أن تستقر الحصيلة على قتيلين وثلاثة مصابين بجروح متفاوتة، وتعتبر العملية شرارة انطلاق ما عرف بالانتفاضة.
_ في تشرين الثاني عام 2015 إصابة أربعة جنود إسرائيليين بعمليات طعن متفرقة في مستوطنتي “ريشون لتسيون” و”نتانيا” قرب “تل أبيب”.، كما قُتلت مستوطِنة في عملية طعن جنوب بيت لحم.
كما رافقت تلك الفترة العديد من المواجهات مع ووحدات جيش الاحتلال، استخدم فيها الفلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة بالإضافة الى تنفيذ العديد من عمليات الدهس التي أدت لمقتل العشرات من الجنود الإسرائيليين.
الكاتب: الخنادق