تبرز في إطار الجمعيات غير الحكومية NGO’s أيضاً، مؤسسة أديان التي تأسست في 6 آب من العام 2006، أي في خضم الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز-آب من ذلك العام. ومن خلال اسمها وتاريخ تأسيسها، وما تسعى إليه من أهداف، أو من خلال الجهات التي تتلقى منها الدعم المادي، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، نستطيع رسم علامات استفهام كثيرة حول حقيقة ما تخفيه هذه المؤسسة من أدوار، يكون في صلبها الأساسي ضرب المجتمع المقاوم في منطقتنا. فلبنان ليس البلد الوحيد المستهدف من قبلها، بل سوريا والعراق والفلسطينيين في الشتات أيضاً.
كما أن اللافت في دورها، أنه لا يقتصر على العمل الاجتماعي فقط، بل إن “أديان” سعت وما زالت تسعى لفرض أجندة خاصة بها، على وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، حيث تمكّنت من التسلّل إلى ورش تطوير السياسات التربوية، من أجل فرض منظومتها القيمية. كما أنها تركز في عمليات استقطابها على الفئة الشبابية بشكل خاص، وتحت هذا الإطار نجد عندها التركيز على البيئة الإسلامية الشيعية تحديداً. إضافة لسعيها الدائم نحو تأطير الشباب ضمن أيديولوجية سياسية تتناسب مع ما يرغب به معسكر دول التطبيع التابع لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم كثرة النقاط التي يمكننا الإضاءة عليها، في نشاط هذه المؤسسة المريب. إلا أن التركيز سينصب على موضوعين أساسين: جهات التمويل الدولية الداعمة لهذه المؤسسة، والتي من خلالها سنستطيع معرفة أدوار هذه المؤسسة.
أبرز الجهات الممولة
1)السفارة الأمريكية في بيروت.
2)MEPI: برنامج دعم جمعيات الـ NGO’s في منطقتنا (غرب آسيا وشمال أفريقيا)، والتي تركز على برامج الاستقطاب الشبابية من خلال مشاريع اعداد “قادة المستقبل”.
3)الاتحاد من أجل المتوسط الذي يضم كيان الاحتلال الإسرائيلي كعضو فيه.
4)الإتحاد الأوروبي.
5)السفارة البريطانية.
6)السفارة الكندية.
7) القنصلية البريطانية.
8) die sternsingerأي منظمة رعاية الطفل التابعة للكنيسة الكاثوليكية الألمانية.
9)wilton park: منتدى تابع لوزارة الخارجية البريطانية لمبادرات الحوار.
10)CFI وهي الشركة التابعة لمجموعة France Médias Monde ، وهدفها “تعزيز تطوير وسائل الإعلام في إفريقيا والعالم العربي وجنوب شرق آسيا”.
11)السفارة الهولندية.
أبرز الأدوار
_ رعاية سلسلة نشاطات دينية مشتركة إسلامية مسيحية، والتركيز على الشخصيات ذات القيمة المعنوية لدى الطوائف والمذاهب المختلفة. وهذا الامر بصورته العامة هو أمر مطلوب، لكن التركيز عليه في كل الأنشطة لا يعكس حقيقة الواقع في لبنان. فجوهر الانقسامات في هذا البلد، ليست طائفية أو مذهبية بل سياسية بحتة.
_ الترويج لفكرة التسامح الديني وتقبل الآخر مهما كانت هويته الدينية والثقافية مختلفة، ومن خلالها القفز الى ضرورة تقبل الصهيونية واليهودية (رغم أن اليهود قبل احتلال فلسطين كانوا موجودين تاريخياً في الدول العربية دون أن يتعرضوا لأي اضطهاد). ومحاولة الترويج لفكرة السلام معهم، وهذا ما يختلف مع جوهر القضية الفلسطينية، التي ليست سوى قضية احتلال ارض وليست رفضاَ للتعايش الطائفي.
_ ومن خلال ما تقدم الترويج للتطبيع مع كيان الاحتلال ضمن قيم تقبل الاديان والثقافات الاخرى والسلام وغيرها من الشعارات، إضافة لمناهضة أي حركة مقاومة ونضال مسلح.
الكاتب: الخنادق