للفصل بين موقف لبنان الرسمي وموقف حزب الله.. باسيل: سأنتصر!

 أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في حوار هو الأول مع صحيفة “القبس” الكويتية، أن “التيار الوطني الحر يتطلع إلى جعل لبنان خارج كل المحاور، لكي يبقى جسر تلاق، بما يحفظ توازناته الداخلية والخارجية”.

وقال: “مطلبنا هو تحييد لبنان عن الصراعات، لا في اعتماد سياسة النأي بالنفس، لأننا سننأى عن أزمات تطولنا، مثل النزوح السوري، ولا في اعتماد الحياد الذي يخلق التباسا مع العدو الإسرائيلي. التحييد وعدم التدخل في شؤون أي دولة هو ما يحفظ دور لبنان التاريخي. ولا يمكن أن ننأى بأنفسنا عن الصراع في سوريا إذا كان سيفتح الباب أمام دخول إرهابيين أو يلقي علينا عبء النزوح، ولكن يمكن ان نحيد أنفسنا عن الصراع في اليمن”.

وكرر “نريد أفضل العلاقات مع الدول العربية، ومع السعودية تحديدا، وأذكر هنا أن رئيس الجمهورية ميشال عون، وبخلاف المألوف، توجه الى السعودية في أول زيارة له بعد توليه سدة الرئاسة. لكن هنا أطرح تساؤلات: هل ترضى السعودية بـالتحييد؟ أم تطلب منا الذهاب أبعد من ذلك؟ ولماذا يتم الدمج بين موقف (حزب الله) وموقف لبنان الرسمي؟. وتحميلنا كلبنانيين موقف حزب لبناني يفاقم المشكلة، وحين توليت وزارة الخارجية عبّرت مراراً عن معارضتي لمواقف (حزب الله)”.

وشدد باسيل على “الفصل بين موقف لبنان الرسمي وموقف (حزب الله)”، وأضاف: “عدم التمييز بين الحزب و(التيار الوطني الحر) مشكلة أخرى. في الأمر استهداف لنا وتجن، نعم يربطنا تفاهم مع الحزب، ولكننا لا نتفق على مجمل الأمور، السيد حسن نصرالله أعلن مرارا أنه ذهب إلى سوريا وغير سوريا من دون أخذ موافقة أحد، وهذا موضع خلاف معه. ونتفق مع الحزب في حربه ضد العدو الإسرائيلي والإرهاب، ونختلف معه في مواضيع أخرى لا تتوافق مع مصلحة لبنان. وأقول بصراحة، أنا فعلا لا أعرف حجم تدخل الحزب في اليمن، وأعتقد أن في استطاعة إيران التحرك في اليمن بمعزل عن حاجتها إلى (حزب الله)”.

واعتبر أن “تصريحات الوزير جورج قرداحي كانت ذريعة، وسبق أن نطق بها مسؤولون لبنانيون في أعلى سدة المسؤولية من دون أن تصدر مواقف من المملكة تجاههم. وزير خارجية السعودية قال في شكل واضح إن المشكلة أبعد من تصريح قرداحي وتتعلّق بالحالة اللبنانية ككل. وفي رأيي، استقالة قرداحي تسحب هذه الذريعة. في مثال سابق مع الوزير شربل وهبي نصحناه بالاستقالة والاعتذار لنزع فتيل الأزمة، ويمكن لقرداحي أن يتمثل به، ولا نعتبر في ذلك رضوخاً لإملاءات إذا كان يسهم في تحسين العلاقة ويوظف لمصلحة لبنان. وأضيف أن الاستقالة «تكبر الوزير ولا تصغره»، بخاصة وأن قرداحي بحسب معرفتي به مستعد للتضحية من أجل المصلحة الوطنية”.

وأضاف: “يهمني التأكيد أننا نريد أفضل العلاقات مع دول الخليج، والحوار ضروري لبدء هذا المسار. أما رفض الحوار، فيدفع لبنان في اتجاهات لا أحد يريدها. بقوة الدفع قد نجد أنفسنا في محور آخر، بينما نحن نريد أن يبقى التعاون قائما لما فيه مصلحة لبنان والخليج من دون أن يعني ذلك قطع علاقاتنا مع إيران”.

وقال: “أعول على دور يمكن أن تؤديه دولة الكويت التي لم تتدخل يوما في شؤون لبنان الداخلية، هذا ما لمسته منذ دخولي المعترك السياسي، ولا أصدق أن يصدر عن الكويت أي أذى للبنان مهما كانت الظروف، لذا نطلب منها المبادرة، ونعلن استعدادنا للتعاون، لنتجنب الذهاب إلى مكان آخر لا نريده”.

وجزم: “ثمة لبنانيون كثر يعملون لمصلحة دول خارج الإجماع الوطني. لكن الضوء مسلط اليوم على (حزب الله) بسبب قوته وحجمه الإقليميين. (التيار الوطني) مستقل، ولا يتبع أي دولة، وقادرون على لعب دور إيجابي. يحسبوننا على (حزب الله) وهذا غير صحيح، نحن معه في حربه على إسرائيل، لكن الخلافات في السياسة واضحة. وأقولها بصراحة، في الإقليم يتكرس انتصار فريق على آخر، ومع ذلك لا نريد أن ينعكس هذا الانتصار ويجد ترجمته في لبنان”.

الانتخابات النيابية

وفي الشأن الانتخابي قال باسيل: “من يريد تطيير الانتخابات هو من يلعب بالقانون. نحن طعنا بتعديلات القانون، وهذا الطعن لن يؤثر في الانتخابات، لأن المجلس الدستوري يبت به قبل انتهاء المهل كلها. قرروا اجراء الانتخابات في عز العواصف وفي زمن صوم لدى المسيحيين وحرموا فئة من اللبنانيين، هم المنتشرون، من حق دستوري باختيار نواب يمثلونهم”.

وجزم: “الانتخابات ستحصل ووزير الداخلية أكد ذلك بالأمس. الطعن يبت قبل 17 كانون الأول والانتخابات ستحصل في أيار”، مشيرا إلى أن “التراجع واضح لدى كل الأحزاب. بحسب الاستطلاعات ثمة ما بين %40 الى %60 ستعزف عن المشاركة او ستقترع بورقة بيضاء. ونقوم الآن بورشة داخلية ونبحث في أسماء المرشحين والتحالفات. وأؤكد أن التيار سيطلع منتصرا وستخيب آمال المراهنين على تغيير معادلات سياسية”.

واستطرد: “نحن التغييريين، و(بدهن 100 سنة ليلحقونا). نحن حاربنا الاقطاع السياسي والمالي وتحدينا المتجذرين بالفساد في الدولة ودفعنا أثمانا باهظة احداها العقوبات الأميركية. فليتفضل من يدعون التغيير، مدفوعين من جهة ما أو مضللين، وليواكبوننا بمعركة استعادة الاموال المنهوبة”.

وسأل: “أي أكثرية (اليوم في المجلس النيابي)؟ نحن والرئيس نبيه بري مثلا في خانة واحدة؟ او نحن ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟ لا اكثرية في المجلس ولن يكون. لبنان مجموعة مجموعة أقليات تتفق مع بعضها على القطعة”.

ورأى أن “تيار المستقبل أقرب الى (حزب الله) من (التيار الوطني الحر). وتواجهنا كثيرا داخل مجلس الوزراء مع الفريقين. ما مشكلة سعد الحريري اليوم مع السعودية، اليس في اعتباره مقربا من (حزب الله)؟… وكل حزب شارك في حكومات الوحدة الوطنية وارتضى بالبيانات الوزارية شرع سلاح المقاومة. وكل حزب تحالف مع (حزب الله) في انتخابات الـ 2005 شرع سلاح الحزب… والعقوبات في حقي سياسية.. وشطبها لا يكلفني سوى موقف ضد (حزب الله)».

وأكد أنه لن يسكت في موضوع العقوبات وقال: “سأثبت أن العقوبات سياسية، ولو أردت شطبها بالسياسة لما احتاج مني الأمر سوى موقف ضد حزب الله”.

وقال: “كل موقف يصدر عني توظفه أطراف لبنانية في موضوع العقوبات، في ملف ترسيم الحدود أو في الأزمة الخليجية، هذه أوهام لدى البعض. أتتني فرصة ذهبية لأتوج في المعسكر الغربي ورفضت لأنني لا أحيد عن مصلحة لبنان، ولو اضطرني الأمر إلى حمل العقوبات سنوات، ولكن سيأتي اليوم الذي تزال فيه، لأن لا مستند قانونيا لها. وموضوع رفع العقوبات يتعلق بالسياسة الأميركية، لأنه قرار سياسي بالأساس. الجانب الإداري والقانوني فيه له حيز باعتبار الولايات المتحدة دولة قانون، ولكن ليس إلى حد كبير. لذا لم أوكل مكتب محاماة للرد بسبب خوفي من الكلفة الباهظة التي لا أستطيع تأمينها ولا ضمان نتيجتها”.

العلاقة مع القوى السياسية

وأقر بوجود “اختلاف مع الحزب ولكننا ما زلنا نعتبر أن مصلحة لبنان وحمايته من تفسخات كبرى هي في هذا التفاهم. واعترف ان التيار يتحمل شعبيا وزر هذا التفاهم. وربما (حزب الله) أيضا بسبب تحالفه مع الرئيس بري. ولكن كلفة الفتنة اكبر بكثير من الكلفة الانتخابية التي تقع علينا. وطالما ثمة مشروع فتنة سيصمد. ونصيحة لمن يريد فصلنا عن (حزب الله): أوقفوا مشروع الفتنة وخذوا منا مبتغاكم”.

وردا على سؤال قال باسيل: “بغض النظر عن الخلاف السياسي، أحفظ لسعد الحريري مودة، واعتبر أنه لا مصلحة للبنان ولا للطائفة السنية في ابتعاده عن العمل السياسي. على رغم الاختلاف السياسي أقر للحريري بقدرته على الاعتدال وضبط الوضع السني وبخاصة بوجود شخصيات تسعى إلى جر الطائفة الى اماكن متشددة. وهذا يسري على كل الطوائف”.

وعن العلاقة مع القوات اللبنانية قال: “لا أحد قادراً على الغاء الآخر. المشكلة أنهم يشخصنون العلاقة ويرفضون الالتقاء معنا لأنهم يعتقدون أنهم بذلك يعوموننا. هذه خفة سياسية. نختلف ونتنافس ولكن الاتفاق واجب في المبادئ العامة”.

رئاسة الجمهورية

وعن سبب فشل التسوية الرئاسية قال: “لأن امراً خارجياً أتى باستقالة سعد الحريري. قبل يوم من الاستقالة، لم تكن ثمة مشكلة. التسوية كانت قائمة على عنوان واحد هو تمثيل الأقوياء في طوائفهم، ولم تتضمن أي مواقف في ملفات داخلية أو صفقات كما يشاع. تزعزعت التسوية بسبب خلافات على ملفات الاصلاح والفساد. أما في السياسة الخارجية فكنت أنفذ سياسة الحكومة مجتمعة ولم يكن ثمة خلاف ابدا”.

رئاسيا جزم باسيل: “آخر همي موضوع الرئاسة. ما يهمني أن يبقى في لبنان رئيس قوي. كل الحرب اليوم هي لاسقاط معادلة الرئيس القوي والمجيء برئيس صوري يكون (حكما بدون صافرة). الرئيس القوي هو من يمثل اللبنانيين وينبع من إرادة طائفته ويستطيع ممارسة صلاحياته وقادر على إقامة توازن في الدولة. وهذا ما سأظل اقاتل من اجله”.

ولكنه لم يستبعد “أن يلجأوا الى استخدام الأمن أو الإلغاء الجسدي لعرقلة مسار ما. علما أن الانتخابات يجب ألا تخيف أحدا لأنها لن تلغي أي فريق مهما تضاءل حجمه، ولن تعطي الهيمنة لأي فريق مهما كبرت كتلته. والتغيير الذي يوهمون الناس به مضيعة للوقت، فقلب الموازين السياسية لا يحصل إلا بالذهاب نحو نظام سياسي جديد، بتطوير اتفاق الطائف ومعالجة ثغراته. وأنا اليوم أقوى.. أثق بخياراتي وسأنتصر. وفي الواقع أشعر أنني اليوم أقوى من قبل لأنني تحملت كل ذلك. لا أحد قادرا على عزلي طالما أن الناس معي، ولم أفقد قدرتي على المبادرة داخليا وخارجيا وما حصل يبين كم كنت مزعجا للبعض ويؤكد صحة خياراتي. ما حدث هو لعبة داخلية وخارجية منسقة ضدي وأنا مستمر وعندي ملء الثقة بالتيار الوطني وبخياراتي التي عبرت عنها وسأنتصر”.

Exit mobile version