على وقع انسحابات الامارات من الحديدة، وتصريحات حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي بأنها مستمرة في تعزيز الجبهات خاصة تلك التي تتصل بمأرب ومديرية الوادي، التي قلبتها السعودية إلى مقر للميليشيات السلفية وعناصر تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، يواصل الجيش واللجان الشعبية تقدمهم على غير جبهة، حيث سجلوا في الساعات الأخيرة الماضية تقدماً نحو نقطة البلق.
وعلى الرغم من المؤازرة الجوية لطائرات التحالف التي تدعم بشكل مستمر الحركات العسكرية لقوات هادي، إلا ان انها لم تنجح رغم كثافتها في تغيير شيء يذكر على أرض الميدان، خاصة عند البوابة الجنوبية لمأرب، حيث عمدت قوات صنعاء إلى تجاوز كل المناطق والمساحات المفتوحة إضافة للتضاريس الوعرة التي تعرف بها تلك الجبهات، ونجحت في نقل المعركة إلى الضاحية جنوبي مدينة مأرب.
هذا التقدم والذي اعتمد على تكتيك عسكري ينسجم مع طبيعة المعركة التي تتسم بالوعورة، أفشل بشكل مباشر كل الخطط العسكرية التي كانت تعتمد عليها ميليشيات الإصلاح، والتي وضعت كل ثقلها العسكري في المواقع المشرفة والمتصلة في البلق الشرقي والأوسط في منطقة الفلج.
اشتباكات عنيفة شهدتها أيضاً المناطق المحيطة بالبلق الأوسط والتي تطل على نقطة الفلج الأمنية، وعلى الضفة الجنوبية لسد مأرب الذي يقع غرب المدينة، بالتوازي مع غارات عنيفة بلغت حوالي 25 غارة، استهدفت مديريتي الجوبة وصرواح في مأرب شمالي شرق البلاد.
وبالتوازي مع سيطرة الجيش واللجان الشعبية على منطقتي عرق مي وشقّة مي، واللتين تقعا ما بعد منطقة الفليحة، على حدود خط التماس بين مديريتي وادي عبيدة والجوبة جنوب مأرب، استطاعت قوات صنعاء إحباط عدة محاولات تسلل لقوات التحالف في المناطق جنوبي مديرية حيس التي تقع جنوب منطقة الحديدة، حيث أجبرتها على التراجع وأفشلت العملية.
وفي السياق، فقد قامت قيادة التحالف باستدعاء رئيس هيئة أركان قوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي صغير بن عزيز والمدعوم اماراتياً، إلى الرياض، حيث أفادت مصادر مقربة من حكومة ما يسمى “بالشرعية” ان الرياض تسعى لتسليمه إدارة المعارك، بعد استبعاد وزير الدفاع محمد المقدشي، إضافة لعدد من القيادات التي برزت أسماؤها طيلة السنوات الماضية، مثل علي محسن الأحمر. كما تحاول السعودية في مساعٍ لمنع سقوط مأرب في يد قوات صنعاء، إعادة استقدام القوات الموالية للإمارات إلى المدينة، والذين خرجوا بعد سلسلة خلافات نشبت بينهم وبين قوات حزب “الإصلاح” المدعوم سعودياً.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
الكاتب: غرفة التحرير