في ظل المتغيرات الاستراتيجية التي حصلت بعد معركة “سيف القدس” وخاضتها الفصائل الفلسطينية في أيار الماضي، وخاصة ما أكدّت عليه مناطق الـ 48 المحتلّة من وعي سياسي وتضامن واسع مع المقاومة في غزّة والحملات الشعبية التي استمرت طيلة الـ 11 يوماً من المعركة، أدرك الاحتلال ان الفلسطينيين في هذه المناطق سيكونون في واجهة التصدّي في أي عدوان جديد يُفكر بشنّه على قطاع غزّة.
وأمام هذا التحوّل والوحدة في الجبهات الفلسطينية، يعاني الكيان الإسرائيلي من التعامل مع هذه المناطق التي ستشكله له “عقبة لمرور جيشه وعتديه”، وفي مقابلة على الاعلام العبري لرئيس شعبة التكنولوجيا واللوجستيك في جيش الاحتلال، اللواء إسحاق تُرجمان يشير الى انه “في الحرب المقبلة لن تمر قوافل الجيش الإسرائيلي في “وادي عارة” ضمن أراضي الـ 48، وهذا قرار من عِبر عملية حارس الأسوار”.
النص المترجم:
إنّ ما يقلقني كثيراً هو الحركة على الطرقات المركزية وتأثير أعمال العنف على الأمن الداخلي وعلى حركة قوافل الجيش الاسرائيلي. وأضاف أنّ هذا المعطى ذو تأثيرٍ مهم، كونه يُعيق قدرة حشد قوات الجيش الإسرائيلي، وهذا يعني أنّ جزء من الطرقات التي خُطط في السابق لسلوكها، لن يستخدمها الجيش الإسرائيلي.
إنّ “وادي عارة” هو خط حركة من غير الصحيح الاعتماد عليه. هذا لا يساوي إنفاق الموارد، ويجب إنفاق الكثير في عديد القوات ولدينا طرقات بديلة خططنا لها في الحرب. يجب أن نلتزم بالأوقات، التظاهرات العنيفة على هذا الطريق ليس ازدحاماً يمكن تنظيمه، بل حدث معقد أكثر، لذلك نحن نستعد لسيناريوهات مختلفة.
نحن لسنا خائفين من السير على طرقات معينة في إسرائيل، إنما الانشغال والتعامل مع “وادي عارة” لا يساوي هذا. في وقت الحرب، الجيش الإسرائيلي سيفعل ما هو صحيح من أجل احضار القوات إلى ساحة الحرب في أسرع ما يمكن، ولدينا ما يكفي من البدائل. لكن كجزء من العِبر المستخلصة من عملية حارس الأسوار، شكّلنا مجموعات حماية، مهمتها العمل على حماية القوافل. هم جنود مسلحون وقد تم اعدادهم لهذه المهمة، وسيكونون مزودين بوسائل لتفريق المظاهرات.
قلق جنود إسرائيليين من دخول منطقة من الـ”48″
وبدورها تشير تقارير لجهات من داخل “المؤسسة العسكرية” الى ان في الجيش الإسرائيلي يدعون أن الأمر يتعلق بإدارة واستعدادات ذكية يتم إجراؤها وفقاً للاحتياجات العملياتية، وأنّ قرار الجيش الإسرائيلي بعدم السير في وادي عارة أثناء الحرب واستخدام طرق أخرى هو “قرار عقلاني”، لأنّ الاعتبار العملاني هو الأساس، وهو قبل كل شيء جلب القوات إلى الحدود الشمالية في أسرع وقت ممكن، وأنّ القرار جزء من الدروس المستفادة من عملية حارس الأسوار، ويتم تدريب الجنود على مهام حماية القوافل.
وخلال مناورة عسكريّة جرت يوم الأربعاء الماضي، في منطقة وادي عارة ومدينة أم الفحم، أبدى جنود احتياط خشية من إجراء المناورة في تلك المنطقة، لكن في الجيش الإسرائيلي قرّروا إجراء المناورة رغم ذلك، حيث دخلت ناقلات جند مدرّعة وآليات أخرى إلى مدينة أمّ الفحم العربية، وذلك بعد نصف سنة من عملية “حارس الأسوار” والمواجهات الّتي حصلت بين السكان والقوات الإسرائيلية.
والمناورة جرت مِن قِبل قيادة الجبهة الشمالية، والفرقة 146، لتنسيق قتال ضد حزب الله في جنوب لبنان، في أم الفحم ووادي عارة، لأنّ المشاهد فيهما مشابهة للمُدُن جنوب لبنان، سواء لناحية الاكتظاظ أو الأزقّة الضيّقة.
وجزء كبير جداً من آلاف المقاتلين الذين جُندوا من الاحتياط بقوا خارج أم الفحم، ومن دخل في نهاية الأمر بشكل أساس هم القادة مع ناقلات الجند وهامرات. وأنّ مَن دخل هُم قادة فحسب من رتبة قائد سريّة وأعلى. وبالتوصيف العسكريّ تسمّى هذه المناورة “مناورة هيكل عظمي”.
الكاتب: غرفة التحرير