بعد التوترات في “الاقليم”: هل يعود لبنان ساحة لتبادل الرسائل؟

علي منتش-لبنان24

بالرغم من كل الكباش الحاصل في اكثر من اقليم في المنطقة، والذي يأخذ بعضه طابعا عسكريا او امنيا، الا ان المسار العام هو مسار التسوية الذي يبدأ من الاتفاق الاميركي-الايراني المحسوم بحسب معظم الخبراء والمتابعين.

ولعل عملية التوتير او اشتعال بعض الجبهات لا تخرج من كونها رفعا للسقف التفاوضي بين الدول وتحسينا للشروط قبل الاتفاق،وهذا ربما يحصل في اليمن والعراق، كما انه احد اسباب معركة المضائق التي عادت وتجددت قبل اسابيع.

لكن، وبالتوازي مع هذا السياق، تبرز اسرائيل المتضررة من اي تسوية مقبلة، خصوصا في ظل التوازنات العسكرية والاستراتيجية المكرسة حاليا، وبالتالي فإن اي تسوية مع ايران تحديدا ستؤدي الى تعزيز دورها الاقليمي وزيادة حجم الموارد التي تصرف على حلفائها..

القلق الاسرائيلي لم ينعكس، في الاشهر الماضية حراكا عسكريا او عملانيا واضحا، اذ ان الحكومة الاسرائيلية كانت راغبة في تحسين علاقتها مع الاميركيين وتحديدا مع الادارة الديمقراطية بعد التوترات التي كانت موجودة في عهد بنيامين نتنياهو.

غير ان الفوضى الامنية والعسكرية في المنطقة والتي حصلت نتيجة تأخر الاتفاق بين واشنطن وطهران اتاحت لاسرائيل هامشا اوسع للتحرك العسكري، وهذا ما بدأ يظهر بشكل واضح من خلال تكثيف عملياتها الجوية في سوريا والتي كانت قد تراجعت في الاشهر الماضية.

تريد تل ابيب استغلال مرور التسوية الاميركية- الايرانية بمطبات جدية، والمراكمة على التناقضات في المنطقة بهدف زيادة حجم التباينات ليصبح الاتفاق مستحيلا، او المراهنة على تدحرج معركة من هنا او هناك الى حرب لا يمكن لملمة تداعياتها.

هكذا بدأت تطرح بعض الشكوك حول نية اسرائيل توجيه ضربة لحزب الله في لبنان، فبغض النظر عن تهديدات بعض مسؤوليها، لم يكن التحذير البريطاني للرعايا البريطانيين من المجيء الى لبنان بعيدا عن مثل هذه التحليلات بل على العكس من ذلك كان داعما لها نظرا للمناطق التي حذر من التوجه اليها منها الحدود اللبنانية السورية والحدود اللبنانية الجنوبية .

كما ان التصريحات الاميركية ضد طهران، والتي تكاثرت في الساعات الاخيرة تأخذ طابعا مطمئنا لاسرائيل بأن لا تقارب مع الايرانيين وبالتالي لا داعي للذهاب نحو خيارات جذرية قد تشعل المنطقة…

Exit mobile version