من ثلاثة اتجاهات، يتواصل الضغط على «تيار المردة» ورئيسه النائب السابق سليمان فرنجية كما ترى اوساط مقربة من فرنجية. ففي مطلع ايلول 2020 بدأ الضغط من الاتجاه الاول عبر وضع وزير الأشغال والنقل السابق يوسف فنيانوس على لائحة «العقوبات الاميركية السوداء»، واتهمت واشنطن فنيانوس بالانخراط في الفساد وتقديم الدعم المادي لحزب الله. اما الاتجاه الثاني، فهو ملاحقة فنيانوس منذ عام ايضاً بالتقصير في ملف انفجار مرفأ بيروت هو وغازي زعيتر ومن دون ملاحقة، اي وزير اشغال آخر او رئيس حكومة سابق، امام المحقق العدلي طارق البيطار وفي استنسابية قضائية يراها تيار المردة مجحفة وظالمة بحق. اما الاتجاه الثالث فهو من السعودية عبر المطالبة باستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، رغم ان العلاقة تاريخية بين ملوك آل سعود والرئيس سليمان فرنجية وبقيت العلاقة بين العائلة المالكة وفرنجية الحفيد مستمرة حتى تاريخ اعلان السعودية مطلع تشرين الثاني سحب السفير السعودي وليد البخاري من لبنان والطلب من سفير لبنان في السعودية المغادرة.
وتقول الاوساط ان فرنجية ومنذ اللحظة الاولى وخلال زيارته بكركي كان واضحاً في التأكيد ان المشكلة السعودية مفتعلة مع لبنان وتصريحات قرداحي اتت قبل توليه الوزارة وهي تصريحات طبيعية ومن ضمن الادلاء بالرأي ولا يجب ان تكون ردة الفعل عليها مضخمة الى هذه الدرجة. كما ترك فرنجية الباب مفتوحاً امام خيارات قرداحي نفسه، وترك له حرية القرار في الاستقالة او البقاء وبالتالي يرفض فرنجية ان يضحي بوزير لم يخطىء او بأي قيادي او حزبي لديه . وهو يعتبر العمل السياسي اخلاق ومبادىء والمصلحة ليست اكبر من الكرامة مهما كانت التداعيات.
وتؤكد الاوساط، ان حتى الساعة الوزير قرداحي لن يستقيل وهو يطلب ضمانات اذا كانت استقالته تحل المشكلة، وكي لا تكون استقالته فاتحة لمطالب سعودية وضغوطات حكومية جديدة. وتشير الاوساط الى ان رغم كل هذه الضغوطات، لا يزال فرنجية «صامداً» رغم انه يشعر انه محاصر ومطوق، لانه ثابت على تحالفه مع حزب الله وسوريا ولانه المرشح الرئاسي والذي يمتلك حظوظ جيدة حسابياً «على الورق» وحتى ميدانياً من خلال تحالف ثابت مع حزب الله والرئيس نبيه بري.
ويؤكد فرنجية انه مرشح دائم وطبيعي وواقعي لرئاسة الجمهورية، ولكن هناك الكثير من العوامل التي تتداخل لترجيح كفة اي مرشح على آخر، بالاضافة الى الظروف الداخلية والاقليمية والدولية. وحتى تشرين الاول 2022 هناك الكثير من المتغيرات قد تطرأ لذا من الصعب الجزم بمسار الاستحقاق الرئاسي.
وتقول الاوساط ان كل ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية مرتبط بـ»الحمى الرئاسية». وحتى الحسابات للانتخابات النيابية تدور حول الاستحقاق الرئاسي في الكواليس قبل ان تتحول الى معركة كسر عظم واضحة، مع «التيار الوطني الحر» او «القوات» رغم عدم وضوح الصورة بعد. ووسط تساؤل كبير لدى فرنجية: هل تحصل الانتخابات من اساسها؟
وتكشف الاوساط انه حتى الساعة لا حسم للتحالفات والترشيحات، رغم ان هناك امور تتردد في اوساط المحازبين و»غروبات» مواقع التواصل، وتؤكد ترشيح النائب السابق كريم الراسي في عكار والنائب فايز غصن في الكورة والنائب طوني فرنجية في زغرتا والنائب فريد هيكل الخازن في كسروان.
في المقابل، تؤكد اوساط قيادية بارزة في «التيار الوطني الحر» ان فرنجية رفع السقف عالياً ضد «التيار»، وحدد خصومه بشكل واضح، وعلى رأسهم رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، ولم يبق على «خط الرجعة»، رغم ان في السياسة كل شيء ممكن. وتكشف الاوساط ان اي تحالفات انتخابية وسياسية جديدة تدرس في وقتها، وحتى الساعة لم يناقش «التيار» اموراً مماثلة بإنتظار حسم المرشحين وامر العملية الانتخابية ككل.
رئاسياً، تجدد الاوساط تمسكها بمقولة ان بوجود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقبل حلول موعد الاستحقاق الرئاسي في 31 تشرين الاول 2022 وبعد انتهاء الولاية، من المعيب القول ان لدى «التيار» مرشح رئاسي. ولكن في المقابل من حق باسيل او اي شخصية مارونية اخرى، ان يكون لها طموح رئاسي وسياسي، والامر متعلق بالظروف وبالتطورات.
كما تكشف الاوساط ان لا العقوبات الاميركية ولا الهجومات الخليجية اوالداخلية ستثني باسيل عن اي خطوة يراها مناسبة لانقاذ الوطن، ولاستمرار المشروع السياسي للعماد عون ولـ»التيار الوطني الحر».
وفي مقلب «القوات اللبنانية»، يؤكد عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب وهبي قاطيشا لـ»الديار»، ان لا تحالفات انتخابية في المبدأ مع «التيار» و»المردة» لكوننا مختلفين استراتيجياً وسياسياً، وكل فريق منهما له تحالفات وولاءات، خارج قناعاتنا وثوابتنا السيادية.
ورغم ذلك لا يفضل قاطيشا ان يجزم بنهائية التحالفات، ويؤكد ان من الممكن ان تتحالف «القوات» مع السياديين والمستقلين. ويشدد على ان الانتخابات النيابية حاصلة بنسبة اكثر من 95 في المئة، ووفق اجراءات الحكومة يبدو انها ستحصل قبل صيام شهر رمضان.
وعن الاستحقاق الرئاسي يؤكد قاطيشا ان الدكتور سمير جعجع مرشح طبيعي، ولكن ليس في وجه احد لا فرنجية ولا باسيل، وايضاً كل «موراني» في «القوات» مرشح. ولكن عندما يحين موعد الاستحقاق تجتمع «القوات» وتقرر مرشحها. وبالتالي هناك عام بعد على موعد الاستحقاق الرئاسي ولوقتها لكل حادث حديث.