جوسلين نصر -لبنان24
عادت أرقام الاصابات بفيروس كورونا إلى الارتفاع من جديد في لبنان، فالأسبوع الفائت ارتفعت الإصابات بشكل لافت ولامست الأعداد الألف إصابة يوميا ما أثار الخوف من ان يكون البلد على أبواب موجة ثالثة من الفيروس.
وفي الأرقام، تراوح معدل الإصابات في الأيام الأخيرة ما بين 400 الى 900 حالة يومياً الا انه أمس الإثنين أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 231 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 652966 ، كما تم تسجيل 6 حالات وفاة.
واللافت ان نسبة الفحوصات الإيجابية بقيت مستقرة بين 5 -5.3 % خلال شهر تشرين الأول، أما في الأيام الأولى من شهر تشرين الثاني الحالي فقد ارتفعت من 5.4 % الى 6.6 %.
عداد كورونا التصاعدي لا يشغل بال اللبنانيين فقط، فالقارة الأوروبية عادت لتتصدر المشهد الوبائي في العالم، مما دفع بعض الحكومات فيها إلى البحث في إعادة فرض إجراءات الإغلاق.
وتمثل أوروبا “بؤرة” جديدة لوباء كورونا، إذ سجلت أكثر من نصف الإصابات في متوسط 7 أيام ، وأعلنت منظمة الصحة العالمية ان نحو ثلثي الإصابات الجديدة أي نحو 1.9 مليون إصابة موجودة في أوروبا، حيث شهدت عدة دول موجات رابعة أو خامسة.
أسباب ارتفاع عداد كورونا في لبنان
بالعودة إلى لبنان، رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري قال لـ “لبنان24” إنه “منذ فترة لدينا نسبة معينة من الإصابات تتراوح ما بين الـ 500 والألف وهي تعتبر نسبة عالية”، وأشار إلى ان “لبنان يعيش مرحلة الانتقال المجتمعي وهي المرحلة الثالثة التي تعتبر عالية بعد نجاحنا في الماضي بالوصول إلى المرحلة الأولى”.
واعتبر البزري ان “عودة عداد كورونا للارتفاع مرده غياب الإجراءات الاحترازية وقرار بعض اللبنانيين عدم أخذ اللقاح والتفلت الحاصل حاليا،لأن بعض الملقحين اعتقدوا ان لديهم مناعة ولن يصابوا بالفيروس ما أدى إلى هذا العدد الكبير من الإصابات، بالإضافة إلى فتح المدارس وعودة العام الدراسي في ظل عدم إلتزام بعض المدارس بالإجراءات وعدم قدرة الإدارات الرسمية خصوصا على تطبيقها.”
وتابع البزري: “نحن حاليا على أبواب الشتاء ونشهد حاليا موسم انفلونزا وأصبحنا نرتاد الأماكن المغلقة لذا يجب التنبه جيدا لهذا الموضوع”.
نسبة تطعيم منخفضة
ولفت البزري إلى ان “نسبة التطعيم في لبنان وصلت إلى نحو 40%”، و”هناك مناطق في لبنان نسبة التلقيح فيها منخفضة جدا، ففي العاصمة بيروت وجبل لبنان وفي بعض المدن نسبة “التمنيع” عالية في حين ان نسبة التلقيح منخفضة جدا في المناطق البعيدة والنائية وهذا أمر خطير”.
وشدد على ان “الجرعة الثالثة مهمة جدا ومفيدة وتقوي المناعة وتقدم حماية إضافية”، مذكرا بأن “خطة التلقيح في لبنان بدأت في شباط الماضي أي هناك من حصل على الجرعة الثانية من اللقاح منذ أكثر من 8 أشهر وعليه الآن الا يتردد بأخذ الجرعة الثالثة. ”
سيناريو العام الماضي
ومع اقتراب فترة الأعياد ونهاية السنة هل من خوف من تكرار سيناريو العام الماضي الكارثي؟ يجيب البزري: “العام الماضي شهدنا موجة كبيرة واستطعنا ان نستوعبها رغم كل الخسائر التي حصلت فالقطاع الصحي كان لا يزال بحالة مقبولة اما اليوم فالقطاع في لبنان بأسوأ حالاته ولن نتمكن حاليا من استيعاب موجة مماثلة لأنه لم يعد لدينا القدرة من كادر طبي وتجهيزات وأدوية”.
واعتبر انه “في موسم الأعياد نحن بحاجة لتنشيط الدورة الاقتصادية لذا يجب خلق توازن ما بين الدورة الاقتصادية والسياحية والمعيشية والمناعة ضد كورونا “.
ورأى البزري ان “ما من ضرورة للجوء إلى إغلاق كلي او جزئي لأنه أصبح هناك نسبة مناعة عالية عند اللبنانيين ومعظم الإصابات أصبحت خفيفة”، مشددا على ان “الحل الوحيد هو رفع وتيرة التلقيح لاسيما عند الفئة التي لم تحصل على الجرعة الأولى ودعوة من تم ارسال رسالة له لتلقي الجرعة الثالثة التسجيل سريعا واتباع الإجراءات الوقائية اللازمة”.
أوروبا أكثر مناطق العالم تضرراً
كورونا عاد بشراسة إلى أوروبا التي يفترض أنها من أكثر مناطق العالم نجاحاً في حملات التطعيم ضد المرض، فهولندا باتت أول دولة تفرض إغلاقاً جزئياً منذ الصيف، وفي المانيا أغلقت المطاعم في برلين بوجه من لم يتلقوا اللقاح، فيما تُسابق فرنسا الزمن لتكثيف حملة الجرعات المعززة، وهكذا أضحت أوروبا مركز الجائحة من جديد، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
وأظهرت تقارير أن ثمة 10 بلدان هي بلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وتشيكيا وإستونيا واليونان والمجر وهولندا وبولندا وسلوفينيا، يشكل فيها المشهد الوبائي مصدراً للقلق الشديد، وأن 13 أخرى هي النمسا والدنمارك وفنلندا وألمانيا وأيسلندا وايرلندا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ والنروج ورومانيا وسلوفاكيا يستدعي الوضع الوبائي فيها القلق.
أما سبب عودة هذه الأرقام المقلقة فيرجح الخبراء أن السبب هو مزيج من انخفاض نسب التطعيم في الدول، وتراجع المناعة بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح باكرا، والتراخي في الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي بعدما خففت العديد من الحكومات القيود خلال الصيف.
فيروس كورونا الذي تسبب حتى الآن بوفاة أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم لم ينتهِ بعد وعلى اللبنانيين التنبه والتقيد بالإجراءات الوقائية ولاسيما قبل أسابيع قليلة من موسم الأعياد كي يتجنبوا تكرار سيناريو العام الماضي وتجرع الكأس المرة من جديد.