مخطئ من يظن بأن العلاقات السورية مع الدول العربية والأجنبية، قد انقطعت بالكامل خلال الحرب عليها منذ العام 2011. قزيارة الوزير الاماراتي عبدالله بن زايد الأخيرة لم تكن سوى إعادة وصل سياسي علني للعلاقات فخلال هذه المدة، دائماً ما كان يكشف عن جهة أمنية سورية تتولى مسؤولية التواصل الأمني والاستخباراتي والسياسي، بين العاصمة دمشق والكثير من دول المنطقة وحتى الأوروبية. إنه اللواء علي المملوك “أبو أيهم”، الذي استطاع خلال كل هذه السنوات، أداء دور مهم يدمج المهام الامنية الداخلية بالخارجية.
فما هي أهم محطات مسيرة اللواء مملوك، وكيف استطاع من تأدية هذه المهام بنجاح، مكنه نيل ثقة الرئيس بشار الأسد الكبيرة؟
_ هو نائب الرئيس الأسد للشؤون الأمنية منذ الـ 9 من تموز العام 2019.
_ من مواليد العام 1946 في منطقة البحصة بالعاصمة دمشق، ويعود أصله لمدينة “هاتاي” في لواء الاسكندرون.
_ يعد أحد أبرز القادة الأمنيين، ويحظى بثقة كبيرة من الرئيس الاسد الذي عيّنه رئيسا لمكتب الأمن الوطني خلفا للشهيد اللواء هشام بختيار، الذي استشهد في تفجير مقر خلية الأزمة بدمشق في تموز العام 2012. يومها تسلم المنصب برتبة وزير، فكان يشرف على كل الأجهزة الأمنية، ويتبع مباشرة للرئيس الأسد.
_ تولى قبلها منصب مدير أمن الدولة (رئاسة جهاز المخابرات العامة سابقاً)، كما عمل اللواء المملوك في هذه الفترة على تطوير الإدارة في هذا الجهاز، وتزويده بأساليب جديدة للمراقبة. كما أوكلت إليه مهمة التنسيق مع أجهزة الاستخبارات العالمية بما فيها الامريكية والأوربية والعربية والايرانية. وخلال فترة توليه لهذا المنصب، التقى في العام 2010 مع دبلوماسيين أميركيين، وناقش معهم تكثيف التعاون بين البلدين، في مجال مكافحة المجموعات الإرهابية.
_ يُقال بأنه كان أحد الضباط المؤسسين للمخابرات الجوية (أقوى جهاز استخبارات في البلد) في السبعينيات. وقد تولى رئاسة فرع التحقيق فيها وتدرج في مناصبها حتى تسلم إدارتها ما بين الأعوام 2003-2005.
_ فرض عليه كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية.
_ كشفت وسائل الإعلام مرات عديدة عن دور له في تولي صلة الوصل بين بلاده وأجهزة المخابرات في البلدان العربية والأجنبية، للتنسيق في بعض المواضيع المشتركة، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الجماعات الإرهابية وتنظيم داعش الوهابي الإرهابي، وأبرز هذه الدول: السلطة الفلسطينية، الأردن، الامارات، السعودية، سلطنة عمان، مصر، روسيا، إيطاليا…
_ مثل الرئيس الأسد في كثير من اللقاءات الدبلوماسية المصيرية، مثل اللقاء الذي حصل في 13 كانون الثاني من العام 2020. حين أُوفد إلى روسيا، لعقد لقاء ثلاثي ما بين سوريا وروسيا وتركيا، حيث التقى هناك برئيسَ جهاز الاستخبارات التركي “هاكان فيدان”، برفقة عدد من المسؤولين الروس. ولم يكن إيفاد اللواء المملوك إلى هذا اللقاء مستغرَباً، فهو يعتبر مهندسَ الدولة السورية لجميع الاتفاقات السياسية، إذ كان المسؤول عن إبرام الاتفاق الروسي – التركي – الإيراني حول الملف السوري في العام 2017.
الكاتب: الخنادق