إن التدقيق في الأرقام المسجلة، يُظهر أن التسجيل في الدول العربية وآسيا هو الاكثر تميزاً بين كل القارات عن العام 2018، إن أن نسبة الزيادة هذا العام تصل الى حوالي 86 بالمئة، فعدد المسجلين تخطى الـ 32 ألف مغترب، في حين كان عام 2018، فقط 12611، مع العلم أن هذه الزيادة سترتفع حتماً.
كذلك هناك زيادة لافتة في أعداد المسجلين في أفريقيا وهنا يبرز دور الثنائي الشيعي، وحركة أمل تحديداً، فالرقم بهذا الاستحقاق تخطى 11800، بينما كان في العام 2018 مقتصراً على 6412، وبالتالي تُقدر الزيادة حتى اليوم بـ 65 بالمئة، بينما في أوروبا هناك تقدما أيضاً نسبة لعام 2018، وهذه الزيادة بلغت 60 بالمئة، فالرقم هذا العام تخطى 45 الفا، بينما كان في الإنتخابات السابقة 24719 مغترباً، في أميركا الشمالية فالزيادة هذه المرة ليست كبيرة، وهي حوالى 20 بالمئة، أما في باقي القارات، وتحديداً أميركا الجنوبية، فالأرقام المسجلة هذا العام لا تزال أقل من تلك التي سُجلت عام 2018، بينما في استراليا فالرقم ارتفع حوالى 1000 مغترب عن المرة الماضية.
إن هذه الأرقام تُلزم التوقف عندها، إذ تُشير مصادر سياسية متابعة إلى أن بعض مجموعات الحراك الشعبي وتحديداً تلك التي تمتلك التمويل، تعول على المغتربين للحصول على مقعد أو اثنين، لذلك هي تعمل ليل نهار على تسجيل فئة محددة من المغتربين، وتحديداً المسيحيين ليكون لهم دورهم في دوائر معينة. وفي هذا السياق تولّت هذه المجموعات تمويل حملات إعلامية على وسائل الإعلام، وحضّرت فرقاً توزعوا في عواصم أوروبية وعالمية.
أرادت هذه المجموعات النظر بعين واقعية للاستحقاق الانتخابي، فهي تعلم أن المنافسة على المقاعد الشيعية لن تكون مجدية، والمقاعد السنية هناك من سيُنافس عليها كالمخزومي في بيروت على سبيل المثال، لذلك تصبّ اهتمامها أكثر على المقاعد المسيحية حيث يمكن لها عبر المغتربين أن تصنع فارقاً، لذلك نرى أن التسجيل في أوروبا يبلغ أرقاماً كبيرة، بينما تفشل الاحزاب المسيحية الكبرى في جذب المغتربين في أستراليا التي شكلت الانتخابات الماضية ملعباً للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
وترى المصادر أن اهتمام المجموعات في أوروبا جعل الفرق العاملة على خط الانتخابات، إلى جانب بعض البعثات الدبلوماسية، يتصلون بأنفسهم بالمغتربين لتسجيلهم، على اعتبار أن لا شيء لديهم ليخسرونه بحال سجّلوا، بشرط أن لا يكون هناك أي احتمال لأن يكونوا في لبنان يوم الاستحقاق، وبحال أرادوا المشاركة بالإقتراع فستكون الفرصة سانحة أمامهم، لأن ما بعد 20 تشرين الثاني تنتهي لعبة المغتربين، وتبدأ لعبة جذب المسجلين فقط.
إن الأرقام المسجلة، ستكون بحسب المصادر مؤثرة في دوائر معينة، ويمكن القول هذه المرة أنه بحال زادت نسبة اقتراع المغتربين عن 50 بالمئة، فسيكون للاغتراب فرصة المشاركة الفعالة بإيصال نائبين الى ثلاثة نواب، وهو ما تعوّل عليه هذه المجموعات.