الديار
نشرت صحيفة «ذي هيل» (The Hill) مقالا للسفير الأميركي السابق في كازاخستان وجورجيا ويليام كورتني يرى فيه أن التحركات العسكرية الروسية وانتقادات الكرملين اللاذعة لأوكرانيا تثيران أسئلة عديدة حول أهداف موسكو، كما تثيران قلقا بشأن ما يحمله المستقبل للمنطقة.
وذكّر كورتني -الذي يعمل حاليا في مؤسسة «راند» (RAND Corporation)- في مقاله بالصحيفة بأن ضم روسيا شبه جزيرة القرم بعد استيلائها عليها وغزوها شرقي أوكرانيا قوبل برد غربي قوي كان من مظاهره المساعدات العسكرية الغربية الكبيرة لأوكرانيا، وحشد لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المنطقة، وفرض عقوبات غير مسبوقة من قبل الغرب على روسيا.
وقال إن هناك أسبابا عديدة تدعو للقلق بشأن ما قد يتمخض عنه الوضع؛ فقد أفاد موقع بوليتيكو (Politico) في الأول من تشرين الثاني الجاري بأن صور الأقمار الصناعية أظهرت «حشدًا للوحدات المدرعة والدبابات والمدفعية ذاتية الدفع» في روسيا بالقرب من بيلاروسيا، كما نقلت وحدات من الدبابات كانت قرب موسكو إلى الحدود الروسية – الأوكرانية.
وصرح جيك سوليفان المستشار الأمني للرئيس الأميركي جو بايدن بأن الولايات المتحدة تتشاور مع حلفاء وشركاء حول ما يجري هناك.
كما أثارت تحركات عسكرية أخرى في أيلول الماضي قلق الغرب، حيث أجرت روسيا وبيلاروسيا تدريبات عسكرية ضخمة «أقوى بكثير» مما كانت عليه قبل 4 سنوات.
وحشدت روسيا قوات كبيرة بالقرب من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم خلال الربيع الماضي، مما أثار قلق القيادة الأميركية في أوروبا التي قابلت الخطوة الروسية برفع مستوى تأهبها.
ويرى السفير السابق أنه رغم تلك التحركات فإن نوايا الكرملين بشأن أوكرانيا لم تتضح بعد، ووصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي في وقت سابق الشهر الجاري التحركات الروسية بأنها ليست «ذات دافع عدواني».
لكن شبكة «سي إن إن» (CNN) ذكرت أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز أعرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لموسكو في وقت سابق من الأسبوع الجاري عن قلق بلاده «الجدي» بشأن الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
كما حذر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في العاشر من تشرين الثاني الجاري موسكو من ارتكاب «خطأ فادح» في أوكرانيا، حسب مقال ذا هيل.
ويختتم الكاتب بأن موسكو ربما تسعى فقط من خلال تحركاتها العسكرية تلك إلى ثني الغرب عن تقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، لكن مزيدا من التصعيد الروســي ضد أوكرانيا قد يجر الدول الغربية لاتخاذ إجراءات أقوى بحقها، وقد تعطي الإجراءات التي اتخذها الغرب ضد روسيا عام 2014 فكرة عن تلك التي يمكنه اتخاذها مجددا لجعل روسيا تدفع ثمنا باهظا جراء تهديداتها.