انفجار حتمي بين المقاومة و”اسرائيل” ؟
لافتا كان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، وخصوصا ذكره “لحرب الجليل” وهي الحرب التي يستعد إليها العدو الاسرائيلي. وأشار نصرالله إلى أن ّ “هناك مناورات شبه فصلية في منطقة الشمال للجيش الاسرائيلي الذي يضع فرضيات وهي أن المقاومة ستدخل الى الجليل وهذا دليل أنّ الاسرائيلي يتوخّف من حرب جديدة، كما أن ّلدى كيان العدو قلق وجودي من قوة المحور الذي يزداد تقدما وانتصارات ويحاول التنفس من خلال فتح العلاقات والتطبيع مع بعض الدول العربية”.
وبناء المعطيات الاقليمية والعسكرية يمكن التنبؤ بحرب جديدة قد تقع بين المقاومة والعدو الاسرائيلي خصوصا وأن هذا الأخير في حالة تأهب دائم ويحاول استخدام التطبيع مع الدول العربية كوسيلة لتقوية وجوده.
هذا ومنذ حرب الـ2006 وحتى اليوم، لا تزال التوقعات بنشوب حرب جديدة بين لبنان و”اسرائيل” قائمة، خصوصا وأنّ الصراع بين البلدين لم ينته، مع استمرار الخروقات الاسرائيلية اليومية لمياه وبحر وجو لبنان. نتج عنها اسقاط “حزب الله” أكثر من مرّة لطائرات مسيرة اسرئيلية في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية.
الحرب الثالثة بين لبنان واسرائيل محتمة ؟
امّا اليوم وبعد 43 عاما على استمرار الصراع الطويل مع العدو الاسرائيلي، تخرج تقارير اعلامية وأمنية اسرائيلية لتنذر بحتمية نشوب حرب ثالثة بين اسرائيل ومحور المقاومة، والقضية مسألة وقت… وهو ما يؤكّد عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بنيت الذي لفت في خطابه الأخير إلى انّ لبنان يواجه أزمة اقتصادية حادّة ، و الجيش الإسرائيلي يقف على أهبة الاستعداد لمواجهة التطورات في هذا البلد المنهار وسط تخّوف مما اسماه “امتداد سلطة حزب الله وايران”. وكلام بينيت ترافق مع خطابات تصعيدية لقادة وضباط عسكريين اسرائيلين حول حتمية نشوب حرب ثالثة اسرائيلية على لبنان والتي ستلقّب بـ”حرب الشمال الكبرى “.
فهل نحن على موعد مع حرب اسرائيلية على لبنان؟ وما قد يكون موقف الجيش الروسي المنتشر في سوريا في حال وقعت هذه الحرب؟
في هذا الاطار يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد ناجي ملاعب في حديث لموقع “الديار” أنه “ليس صدفة أن تعمد مؤسسة اعلامية أميركية إلى نشر كيفية تسلّح “حزب الله” وأنواع صواريخه، فهذا الاهتمام يعني أن هناك ما يتحضّر للبنان، وقد رافق هذا الكلام الاعلامي مناورات عسكرية اسرائيلية واستعدادات عسكرية أكثر من المعتاد حيث هناك حالة تأهب للجيش الاسرائيلي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والعدو عادة ما يقوم بمناورات دورية إلا أنه هذه المرة له حضورا مكثّفا على الجبهة الشمالية”.
روسيا ستحيّد نفسها
وعن الموقف الروسي في حال وقوع الحرب يقول إنّ “روسيا ووفق السياسة المعلنة تحترم الامن القومي لجميع الدول وبالذات الامن القومي الاسرائيلي ورأينا تنسيقا متكاملا بين العدو الاسرائيلي والجيش الروسي في سوريا فيما يخصّ الضربات الجوية الاسرائيلية للأراضي السورية حيث لم يعترض الجيش الروسي العمليات الاسرائيليىة في سماء سوريا”.
ويوضّح العميد ملاعب أنّ “الدفاع الجوي السوري من أقوى الدفاعات ( الـ S300 ـوهي صواريخ متطورة جدا ومتنقلة يمكن إخفاؤها) حيث اضطرت اسرائيل إلى قصف الاراضي السورية من الجولان بدفاعات أرضية خوفا من قصف دفاعاتها الجوية، والدفاع الجوي السوري لديه خبراء عسكريين روس، واستخدام هذه الدفاعات الجوية البعيدة المدى يخضع لموافقة غرفة العمليات الروسية”.
الحرب ركن وجودي من أركان اسرائيل
بدوره يرى الخبير والمحلل العسكري أمين حطيط في حديث لموقع “الديار” أنه “لمعرفة ما إذا كان هناك من حرب محتملة بين لبنان واسرائيل يجب الأخذ بعين الاعتبار أمرين، أولا، طبيعة اسرائيل ونظرتها للحرب وثانيا الامكانات وظروف الذهاب إلى الحرب”.
واستنادا إلى الشق الاوّل يلفت حطيط إلى أنّ “اسرائيل كيان قائم على الحرب، أي أن ّ الحرب هي أساس وجودها وبقاءها، وبالتالي تكون دائما في حالة حرب أو في حالة الاعداد للحرب، لذا عدو اسرائيل او خصمها ينبغي عليه أن يكون في حالة تأهّب دائمة وينتظر حرب من قبلها لأنّ الحرب ركن وجودي من أركان اسرائيل”.
أمّا فيما يخصّ الشق الثاني فيشير إلى أنه “في هذه الظروف القائمة نستبعد الحرب في هذه الفترة، إلى أن تتغير الشروط، فاسرائيل اليوم لا تستوفي شروط الحرب”.
3 شروط لقيام اسرائيل بحرب
وعن ماهية الشروط يقول “الشرط الاول أن تمتلك القوة العسكرية القادرة على تحقيق الانجاز المحدد وهو نزع سلاح “حزب الله”، واسرائيل لا تملك القوة العسكرية التي تمكنها من تحقيق هذا الانجاز. والشرط الثاني هو امتلاك القدرة الدفاعية التي تمكنها من استيعاب ردة فعل الخصم، فيما “حزب الله” يملك قوة نارية لا تستطيع اسرائيل احتواءها وبالتالي لا تستطيع أن تدافع عن الجبهة الداخلية، لذا الشرط الدفاعي غير متحقق. والشرط الثالث هو القدرة على وقف الحرب في حال انطلقت، واسرئيل عاجزة عن ذلك لانها لا تضمن ضبط الحرب وابقائها في ميدانها دون أن تتوسع. وبناء على ما سبق يظهر أن ّ شروط الحرب غير متحققة، لذا هناك استبعاد لوقوع حرب ثالثة بين لبنان واسرائيل”.
ويشدد حطيط على أن ّ “حزب الله” منع الحرب على لبنان لانه عطّل على اسرائيل امكانية تحقيق أهدافها وتأمين شروطا للحرب”.
ايران تعتمد الاستراتيجية الدفاعية لا الهجومية
وعن احتمال ذهاب ايران لحرب في المنطقة في حال لم تصل مفاوضات الاتفاق النووي إلى حلحلة أجاب “هذا الكلام غير موضوعي، فايران قوية من دون حرب، وهي لم تعتمد في تاريخها على الاستراتيجية الهجومية بل ارتكزت على الاستراتيجية الدفاعية، والعمليات الهجومية التي يشارك فيها “حزب الله” يقوم بها من باب الدفاع ضد عدوان ما، حيث أنّ استراتيجية المقاومة الاساسية هي دفاعية، ومن يملك الاستراتيجية الدفاعية هدفه منع خصمه من القيام بعدوان ومصلحته بناء معادلة ردع تمنع الحرب”.
ويعتبر حطيط أنه “في حال اندلاع حرب بين “حزب الله” واسرئيل لن يتدخل الجيش الروسي الموجود في سوريا وسيقف على الحياد ولن يدعم أي طرف، وهو طبعا لن يحارب اسرئيل، وسبب دخوله إلى سوريا كان بحجة محاربة الارهاب وليس الدخول كطرف بالمواجهة الاسرائيلية السورية، او أي مواجهة أخرى”.