ٍَالرئيسية

جنبلاط يبيع تصريحاته الأخيرة للسعودية

وليد جنبلاط

صرح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ولـيـد جـنـبـلاط منذ يومين، بمواقف داخلية شكلت مفاجئة للكثير من المتابعين وللقوى السياسية اللبنانية. توحي بأنه يقدم استثماراً جديداً ما عند السعودية.

فجنبلاط منذ ما بعد أحداث السابع من أيار العام 2008، رغم ما به لبنان والمنطقة من أحداث، خصوصاً سوريا خلال الحرب عليها في 2011، قد حافظ على تصريحات هادئة نسبياً باتجاه حزب الله طيلة هذه الفترة، خرقها بعض المرات عندما كان الامر يتعلق بكسارات فتوش.

لذلك فإن من المهم الرد على هذه المواقف، خصوصاً في هذه الفترة العصيبة والمصيرية، التي يمر بها لبنان. كي لا يتحول هذا الخطاب الجديد، الى سلوك توتيري على الأرض، يدرك جنبلاط أكثر من غيره أنه سيكون أكثر الخاسرين فيه.

أبرز المواقف والرد عليها

_ سبب تعطيل الحكومة الحالية عن أدائها لمهامها، هو ما وصفه بـ”التصريح السخيف” لوزير الإعلام فيها.

وهذا ما يشكل مغالطة كبيرة، فالحكومة تؤدي مهامها بشكل طبيعي ما عدا انعقاد جلسات مجلس الوزراء، المتوقفة بسبب الازمة التي تسببت بها انتهازية قاضي التحقيق العدلي في جريمة مرفأ بيروت طارق البيطار. أما تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي، فلا علاقة له بذلك. مع الإشارة هنا الا أن جنبلاط بنفسه كان قد صرح بما يشبه تصريح الوزير القرداحي عن عبثية حرب اليمن.

_ اتهامه لأحد المسؤولين الكبار في حزب الله (المقصود هو نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم) بأنه أطلق تصريحًا غير مسؤول ومدمر من خلال الطلب من السعودية الاعتذار. طالباً من الحكومة المبادرة لإقالة الوزير القرداحي، وتقديم الاعتذار للرياض.

وهذا ان دل على شيء، فيدل على حرص الحزب على الكرامة الوطنية بعكس جنبلاط، الذي تعود أن تكون المصالح المادية هي المعيار في السياسات.

_ اتهام الحزب بخوض حرب بالوكالة في اليمن، وتهديد مصالح اللبنانيين هناك.

وهذا يشكل افتراءً كبيراً، يعتمد بشكل تام على السردية السعودية، التي ما زالت كما هي منذ بدء حروب الستة مع حركة أنصار الله، ولاحقاً في تحالف عدوان الـ 2014، ربما لتبرير هزائمها هناك.

فالحزب لا يقاتل ولا يخوض حرباً هناك، والدليل عدم ارتفاع شهداء له هناك طيلة هذه السنوات. ومن جانب آخر، فإن الحزب لا يخفي دعمه لهذه القضية المحقة والتي يراها واجباً إنسانياً عليه في الدرجة الأولى.

_ اتهامه لإيران بأنها تحاور السعودية تحت النار، وفي هذا الموقف يقف جنبلاط في طرف الجلاد، الذي لا يترك يوماً يمر على اليمن، دون أن ينفذ عشرات الغارات والمجازر.

_ وصفه للمشاريع الإيرانية بأنها “كذب”، وأن ما استقدمه الحزب من دعم بالمازوت قد توزع على قسم محدد من اللبنانيين.

وهنا انفضح كذب جنبلاط، فالمشاريع الإيرانية قُدمت بطريقة رسمية للحكومة، الملزمة بالرد عليها وفق قواعد العلاقات الدولية. فلا يمكن لإيران فرض المساعدة من جهة، أو تخطي الحكومة وتوجهها في ذلك، احتراما لمبدأ سيادتها.

أما من ناحية توزيع المازوت على قسم محدد من اللبنانيين، فإحراق خزان المازوت في بلدة “غريفة” الشوفية هو أكبر شاهد على ذلك.


الكاتب:الخنادق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى