“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
تعيش قيادات تيار “المستقبل” حالة من الضياع شبه التام، وحالة شلل على مستوى التنظيم، خصوصاً على مستوى هيئة الرئاسة والمكتب السياسي ومنسقّيات المناطق التي تعمل بشكل جزئي في الوقت الحالي، بمعنى انعدام أي نشاط تنظيمي منسّق مع القيادة. وهذا الواقع ينسحب على نواب “التيار الأزرق” أيضاً، والذين لم يتبلّغوا حتى اليوم من الرئيس سعد الحريري أي موقف يتعلّق بترشيحهم أو عدمه، حيث أن معظم هؤلاء النواب يتّكلون على علاقتهم الشخصية مع الأمين العام للتيار أحمد الحريري، خصوصاً من تجمعهم معه علاقات تجارية، وذلك، على اعتبار أن الأخير هو الوحيد الذي التقى الرئيس سعد الحريري في الآونة الأخيرة.
وعلم أن أوساطاً قيادية في تيار “المستقبل” تتحضّر لمرحلة ما بعد سعد الحريري، في ضوء مؤشّرات على أن الأخير لن يكون مرشّحاً للإنتخابات النيابية المقبلة، بحيث سيكون لاعباً غير أساسي في الحياة السياسية اللبنانية، كما عُلم أنه لم يتم إبلاغ هذه الأوساط بأي قرار رسمي في هذا الشأن، ولكن ذلك واضح وفق معطيات تدلّ على أن فريق عمل الحريري يتفكّك بدءاً من تغيير قائد حرسه الرائد تمام برجاوي، الذي عُيّن في شعبة المعلومات، إلى صرف أكثر من نصف حرس بيت الوسط، وصولاً لمعطيات تفيد بأن الوزير السابق باسم السبع يبيع أملاكه في الضاحية الجنوبية ويسعى لمغادرة لبنان، إضافة إلى أن الوزير السابق غطاس خوري بات مستقراً بشكل دائم في الولايات المتحدة الأميركية. وكذلك، فإن المستشارين العاملين في مكاتب الحريري الإقتصادية والشؤون الدولية وغيرها إما غادروا إلى الخارج لإيجاد فرص عمل جديدة، أو يسعون إلى ذلك.
وأشارت المعلومات، أنه وحتى اللحظة، فإن كل التحضيرات اللوجستية للإنتخابات لا تزال مجرّد خطة على الورق فقط، أي ما من حراك لماكينات إنتخابية ميدانياً، وذلك على خلفية عدم توفّر الأموال لهذه الإنتخابات، رغم اجتهاد بعض القياديين في “التيار” لرفع المعنويات، مستندين على بعض نتائج انتخابات نقابية جرت مؤخراً، كانتخابات أطباء الأسنان في الشمال، وذلك، من أجل التأكيد على أن تيار “المستقبل” لا يزال بخير. وتضيف المعلومات، أن الحريري مقيم بشكل دائم في الإمارات وهو متفرّغ للعمل التجاري، بعد أن تم دعمه من قبل السلطات الإماراتية، وبالتالي، فإن لقاءاته اقتصرت على عدد ضئيل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من المقرّبين، أبرزهم عمته النائبة بهية ونجلها أحمد الحريري، الوحيدين المصرّين على إقناعه بضرورة استمراره في الترشّح، وإجراء ورشة تنظيمية في التيار. وفي هذا الإطار، علم أن الرئيس الحريري أبلغ إبن عمّته أحمد بضرورة عدم تشغيل الماكينات الإنتخابية، في ضوء انعدام وجود الأموال اللازمة لذلك، طالباً منه تفكيك هذه الماكينات.
وإثر عودته من الإمارات، عقد أحمد الحريري خلوة تنظيمية للمكتب التنفيذي في التيار، والذي يترأسه شخصياً، ويضم منسّقي المناطق والمهن والمصالح والقطاعات وغيرهم مع مسؤول الإنتخابات المركزي بحضور نائب رئيس تيار “المستقبل” جان أوغاسبيان، وعلم بأن هذه الخلوة التي كان الهدف منها التحضير للإنتخابات، لم تخرج بخطوات تنفيذية، واقتصرت على إبلاغ المجتمعين أولاً أن لا حلفاء لتيار “المستقبل” في الإنتخابات المقبلة، ولا سيما “القوات اللبنانية”، وبالتالي، كان الهدف من هذا اللقاء هو شدّ العصب، ومحاولة رفع المعنويات، وطُلب من أعضاء المكتب التنفيذي نقل هذه المعنويات لمناطقهم وقطاعاتهم ومنسقياتهم.
في المقابل، سُجّل غياب الرجل الأقوى لدى سعد وهو أحمد هاشمية، ورُبط هذا الغياب بتراجع دور الرئيس الحريري، الأمر الذي سيأتي لصالح تعزيز موقع أحمد الحريري.
وختمت المعلومات بالإشارة إلى أنه وفي حال عودة الحريري، فإن ما سيقوم به لن يكون إعلان الترشّح للإنتخابات، بل ستكون زيارته قصيرة ولأيام معدودة، يعود بعدها إلى الإمارات، وتقول المعلومات أن السبب هو على خلفيات مالية وصحية وسياسية إقليمية تحول دون عودته للعب الدور الأبرز في السياسة المحلية.