ٍَالرئيسية

تراشق عنيف بين عون وبري والوعود الحكومية للموظفين بلا «رصيد» نصرالله يرسم خارطة الطريق ورد قبلان على جنبلاط بموافقة الثنائي الشيعي

رضوان الذيب-الديار

 

الافق مسدود، والازمة مفتوحة على كل الاحتمالات، ومساعد امين عام الجامعة العربية حسام زكي غادر متشائما، «وخالي الوفاض « وليس بيده اي شيء يبلغه الى الرياض سوى استحالة الحل الذي حمله منها باستقالة او اقالة الوزير جورج قرداحي وكل ما سمعه من الرؤساء لا يخرج عن «الانشائيات» العربية عن علاقات الاخوة والتضامن الى اخر المعزوفة، وحسب المصادر المتابعة فان وزراء ٨ آذار وتحديدا حزب الله ابلغوا الموفد العربي عبر الوسطاء رفضهم لاي حل يمس كرامة الوزير قرداحي ويدعو الى استقالته او اقالته او الاعتذار عن مواقفه المحقة، وهذا الاستعصاء في الحل سيرفع سقف المواجهات والنزاعات في لبنان مع تخوف المصادر من تكرار المرحلة التي سادت ما بين ١٩٨٥ الى ١٩٨٩ وما شهدته من حالات جنون وفوضى قبل الوصول الى التسوية الكبرى واتفاق الطائف، وربما المرحلة الحالية تقتضي نفس السيناريو و ادخال تعديلات باتت اكثر من ضرورية على الطائف بعد ٣١ سنة على توقيعه، ولذلك فان لبنان وحسب المصادر بحاجة لتسوية عربية ودولية باتت سبل نجاحها متوافرة اكثر من السابق بعد تعافي سوريا من ازماتها، وبدايات هذا التعافي اثمرت عن زيارة وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد الى دمشق على راس وفد رفيع ولقائه الرئيس بشار الاسد وكبار المسؤولين، علما ان الدعوة لزيارة الامارات كان قد تلقاها الرئيس الاسد من ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد اثناء الاتصال الهاتفي بينهما منذ اكثر من شهر ونقلها امس شخصيا وزير خارجية الامارات عبدالله بن زايد، وسيلبي الرئيس الاسد الزيارة قريبا حسب مصادر سورية، «وكانت» الديار «اشارت الى دعوة الاسد لزيارة للامارات في عدد الخميس الماضي» وتشير المصادر الى ان وزير الخارجية الاماراتي نقل الى الاسد المواقف العربية الداعمة للانفتاح على دمشق وعودة العلاقات الطبيعية معها، وتؤكد المصادر ان سبحة الزيارات ستتوالى وستشمل وزراء خارجية مصر والاردن والجزائر والبحرين والكويت وتونس ومسؤولين سعوديين خلال الاسبوعين القادمين، وان سوريا ستحضر مؤتمر القمة العربي القادم في آذار رغم معارضة قطر، علما ان قادة الاجهزة الامنية السعودية خالد الحميداني، والاماراتي طحنون بن زايد، والمصري اللواء عباس كامل، والاردني وكذلك مديرعام الامن العام اللواء عباس ابراهيم زاروا دمشق في فترات سابقة، وقيموا الاوضاع وكيفية مواجهة القوى الارهابية بتنسيق مشترك وتعاون امني، واشادوا بالجيش السوري وتفقدوا محاور القتال في حلب وشمال سوريا.
وحسب المصادر، ان هذه التطورات تأتي مع اضخم انسحاب اميركي من الحسكة عبر مغادرة ٢٧٠ الية اميركية الى العراق ووصول تعزيزات كبيرة من الجيشين الروسي والسوري الى المناطق الكردية وهذا ما سيمنع اي هجوم للجيش التركي على مناطق قسد، كما ان هذه التطورات تزامنت مع وصول وفد كردي الى دمشق وبدء المفاوضات الجدية لاول مرة كما قال مسؤول كردي.

والسؤال الاساسي، هل تنعكس المناخات العربية الايجابية على لبنان الذي يسبح عكس التيار حاليا جراء اوضاعه المعقدة جدا؟ وهل تتحرك سوربا لتخفيف الاحتقان على الساحة اللبنانية نظرا لعلاقاتها الممتازة مع ايران وحزب الله، والجيدة مع الامارات وخطوطها المفتوحة مع الرياض؟ علما وحسب المصادر ان زيارة الوفد الاماراتي تركت ارتياحا في الشارع السوري لجهة التفاؤل بفك الحصار، حيث ستعلن الامارات عن سلسلة مشاريع كبرى في دمشق وحلب وكل المحافظات السورية وسيفتح ذلك الباب للاستثمار العربي؟ كما ان الزيارة حظيت بغطاء عربي وبتنسيق كامل مع مصر والعراق والسعودية، هذا بالاضافة الى ان كل الخطوات الايجابية تجاه دمشق حصلت بضوء اخضر اميركي اعطي للملك الاردني عبدالله الثاني اثناء زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس بايدن وتصريحه لـ cnn عن فتح صفحة جديدة مع سوريا كونها عامل الاستقرار الاول للمنطقة واعلان الملك الاردني موافقة واشنطن على خطوات الانفتاح والالية التي ستعتمد للتخفيف من» قيصر».

طحنون بن زايد الى ايران
وفي المقابل اكدت المصادر ان خطوات الامارات الايجابية تجاه سوريا تشمل طهران، في ظل معلومات مؤكدة عن انجاز التحضيرات لزيارة رئيس جهاز الامن الوطني الاماراتي طحنون بن زايد «الرجل الاقوى في الامارات» الى طهران قريبا لمناقشة الملفات الصعبة، علما ان زيارة طحنون ليست الاولى لكنها تاتي في ظل توقف المفاوضات الايرانية السعودية، وقد تفتح نافذة ضوء في العلاقات الخليجية الايرانية المحكومة الان بالتطورات الميدانية والتوازنات الجديدة مع التقدم العسكري النوعي للحوثيين في مارب ومناطق الطاقة والسيطرة على ممرات البحر الاحمر والوصول الى الحدود السعودية وهذا اكبر تحول استراتيجي في الخليج حسب المسؤول الاميركي ديفيد شينكر ويشكل هزيمة لبلاده والرياض كما قال،داعيا الى التفكير» في ما بعد مارب».

كلمة نصرالله وخارطة الطريق
اما في الشأن الداخلي، فالانظار متجهة كلها اليوم الى الضاحية الجنوبية وما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم شهيد حزب الله عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وكلام السيد هو الاول له بعد الازمة مع المملكة العربية السعودية، وسيحدد خارطة الطريق وموقف حزب الله والثنائي الشيعي ومحور المقاومة من التطورات، ومن الطبيعي ان يكون النقاش ما بعد كلام السيد مختلف عما سبقه جذريا، مع تاكيد اكثر من مصدر ان مواقف سماحته ربما شهدت تصعيدا ضد سياسات السعودية الذي تخوض حربا مكشوفة ضد حزب الله في كل الساحات وابعد من الحكومة اللبنانية واقالة قرادحي الى طرح موضوع الصواريخ الدقيقة للحزب ودوره في المنطقة.

تصريحات جنبلاط ورد قبلان المغطى من الثنائي الشيعي
وفي ظل الاوضاع الداخلية الصعبة، طغى على المشهد السياسي خلال الساعات الماضية موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ضد حزب الله وايران والمكون الشيعي، وخلف تساؤلات عن توقيته والعبارات القاسية التي استخدمها وما هي الرسائل من ورائها والمعطيات التي وصلت له لكي يبدل من مواقفه بين اسبوع واخر؟ خصوصا ان جنبلاط تصدى في مؤتمر عين زحلتا الاشتراكي لكل الاصوات التي حاولت الهجوم على الحزب وهذا ما نقلته وسائل الاعلام؟ فهل خضع جنبلاط للضغط السعودي الخليجي؟ هل وصلت له معلومات عن اجراءات ضد اللبنانيين في الخليج كما يروج عن وقف اعطاء الكويت تاشيرات عمل للبنانيين؟ هل تلقى معلومات عن تبدلات اميركية في المنطقة تجاه ايران قد تتدحرج نحو الحرب؟ هل وصلته معلومات عن عملية اسرائيلية كبيرة ضد حزب الله؟ فرضت عليه تموضعا جديدا مع السعودية ضد ايران وحزب الله؟ رغم ان الشيخ نعيم قاسم اعتبر كلام جنبلاط الاخير دون ان يسميه مجرد استدراج عروض مالية قبل الانتخابات النيابية، وحسب المصادر فان كل الاسئلة عن مواقف جنبلاط الاخيرة مشروعة وتصب في اتجاه معرفة «رياحه» الجديدة ورصدها؟ وهل هناك مغادرة الوسطية باتجاه محور معين؟ ام تصريحه جاء» فشة خلق» على الاوضاع القائمة والمأزق مع الخليج، رغم ان قيادات اشتراكية نفت كل هذه السيناريوات واكدت ان موقف رئيس الحزب ليس تموضعا جديدا مع محور ضد اخر او اصطفافات جديدة او خلق توترات مع حزب الله كما حصل بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري بل صرخة جنبلاطية موجهة لحزب الله تحت عنوان « كفى».

لكن المصادر المتابعة في هذا المجال تكشف، ان كلام جنبلاط ترك استياء في عين التينة اولا قبل حارة حريك، وادى الى رد عنيف من المفتي الشيخ احمد قبلان وتذكيره بالتاريخ الحربي لجنبلاط دون ان يسميه والذي لايقارن بالتاريخ المشرف لحزب الله، وحسب المصادر فان المفتي قبلان من المقربين جدا من الرئيس بري والمحسوبين عليه ولا يمكن ان يصدرعنه كلاما عالي السقف بحق جنبلاط دون موافقة وغطاء الرئيس بري، وتضيف المصادر، ان نبرة جنبلاط العالية وكلامه ضد ايران لا يقاس بكلام قرداحي عن السعودية، فلماذا لايطلب الرئيسان عون وميقاتي من جنبلاط الاعتذار من طهران حرصا على العلاقات معها، كما يطالبان قرداحي بالاستقالة او الاقالة تتفيذا لرغبة السعودية.

وفي المعلومات، ان جنبلاط وصلته اصداء استياء بري على عكس ما روجته قيادات اشتراكية بان موقف المفتي قبلان غير منسق مع بري ويعبر عن موقف حزب الله فقط.

على الصعيد الدرزي
اما على الصعيد الدرزي وتداعيات كلام جنبلاط على الاوضاع العامة، فان قياديا درزيا جزم ان جنبلاط تموضع مع السعودية والخليج ضد طهران وسيظهر ذلك خلال مواقفه الجديدة و»معلوماتي» ان الرياض وجهت دعوة لجنبلاط لزيارتها وسيلبيها، مستبعدا ان يؤدي ذلك الى توترات داخل البيت الدرزي كون المعارضة الدرزية ستتعامل مع كلام رئيس التقدمي الخلافي بمبدأ الحفاظ على الاستقرار الدرزي العام، وهذا النهج يمارسه الثنائي الشيعي في مقاربة خلافاتهما الداخلية وسقفه «وحدة الشيعة واستقرارهم»,، وهذا ما سيسري ايضا على الصعيد الدرزي لجهة حفظ التنوع وحق الخلاف والتباينات، مع التمسك باستقرار الوضع الدرزي الذي يشكل الاولوية لجنبلاط وارسلان ووهاب.

تراشق عنيف» بالواسطة «بين عون وبري
وفي الملف الحكومي فان كل الاتصالات لعقد جلسة لمجلس الوزراء لم يكتب لها النجاح في ظل موقف الثنائي الشيعي بربط اجتماع الحكومة باقالة القاضي طارق البيطار، وهذا لن يتحقق نتيجة دعم الرئيس عون وجبران باسيل للقاضي البيطار، وهذا الخلاف الدائم بين الطرفين، انفجر عبر اعنف تراشق بين الرئيسين عون وبري بالواسطة عبر محطة otv التابعة للتيار الوطني الحر ومحطة nbn التابعة لحركة امل التي اتهمت عون بتقسيم القضاء وبث الروح الطائفية فيه واستغلاله لمصالح انتخابية، كما اتهمت عون بانه كان يعلم بوجود «النيترات» ولم يتحرك؟وانه فشل في حماية الدستور والسهر على امن البلد، كما شنت المحطة هجوما على رئيس «الشلة « القضائية سهيل عبود «كما سمته»، واتهمته بانه الحامي لتجاوزات القاضي طارق بيطار، واضافت المحطة، «الحلم بالرئاسة لا يكون بالفبركات القضائية والمماحكات» وسألت المحطة عبود « عن السبب في كف يد القاضي حبيب مزهر الذي لم يرتكب اي خطأ « واعتبرت المحطة، ان القاضي عبود يدير معركة البيطار وتحريفاته، وقد ردت قناة otv بهجوم مضاد ووصفت الحملة على الرئيس عون بالمسيئة جدا للرئاسة الاولى ودورها وموقعها، كما رد المكتب الاعلامي في بعبدا على مقدمة المحطة وتضمن رده كلاما عنيفا ضد بري دون ان يسميه: «لماذا اعتبر من سارع الى الرد على تغريدة رئيس الجمهورية نفسه معنياً بها، فما اورده الرئيس عون كان كلاماً في المطلق لم يستهدف احداً، لا بالاسم، ولا بالصفة.»

ليضيف البيان «تغريدة الرئيس عون جزء من تربية شكلت حِكم الامام علي واقواله إحدى قواعدها الاساسية والتي يمكن الاستشهاد بها في تلقين تعاليم الاخلاق.. ليس في التغريدة اي مدلولات طائفية، فلماذا محاولة إضفاء ابعاد طائفية على وجهة نظر لا خلاف دينياً عليها.

التمادي المشبوه والمكرر في اللعب على الوتر الطائفي أهدافه واضحة القصد ولا تحتاج الى تفسير.. لماذا اعتبر من ردّ على التغريدة بأن المقصود هو التحقيق في جريمة مرفأ بيروت فيما هناك قضايا أخرى عالقة امام القضاء منها أحداث الطيونة – عين الرمانة؟

ما قاله الرئيس عون في تغريدته ليس نصف الحقيقة بل الحقيقة كلها».

هذا وحملت التغريدات العنيفة ببن الطرفين «عشرات الالغاز»، وكشفت عن عمق الخلافات بين عون وبري التي تجاوزت كل السقوف والمستمرة حتى نهاية العهد.

الاوضاع الاقتصادية والاسعار على ٢٥ الفا للدولار
المشهد السياسي السوداوي ليس افضل حالا من المشهد الاقتصادي الصعب والمخيف المترافق مع موجة غلاء غير مسبوقة محليا وعالميا وتأكيدات خبراء الاقتصاد ان التجار يبيعون السلع الغذائية المواطنين على سعر صرف الدولار بـ ٢٥الفا وسط غياب للاجهزة الرقابية ودون اي حس انساني، وبالتالي من حق الناس ان تسأل، اين البطاقة التمويلية المستحيلة حتى الان؟ اين الـ ٩٠دولارا للمعلمين شهريا؟ هل سيتم اعطاء نصف راتب اضافي هذا الشهر؟ هل سيتم رفع فاتورة الاستشفاء ودخول المستشفيات للمضمونين وتعاونية موظفي الدولة، لان اي مواطن يريد دخول المستشفى عليه ان يدفع الملايين» فوارق «للاطباء واصحاب المستشفيات؟ اين اموال المودعين ؟ هل سينفذ ميقاتي وعده باعطاء ١٤ ساعة كهرباء يوميا؟ كلها اسئلة للحكومة مصحوبة بانذار لميقاتي من النقابات وموظفي القطاع العام والمعلمين بضرورة تنفيذ وعوده قبل انتهاء فترة السماح للحكومة اواخر الشهر، والا فان البلاد ستشهد موجة اضرابات مفتوحة ستشمل كل القطاعات، هذا مع العلم، ان رابطة موظفي القطاع العام تراجعت عن الاضراب المفتوح بعد الاجتماع مع ميقاتي، ووافقت ان يقتصر العمل على يوم واحد في الاسبوع لانجاز معاملات المواطنين حتى نهاية الشهر فقط، بالمقابل تنتظر الحكومة تنفيذ العقود مع صناديق النقد الدولية والتي يحتاج اقرارها الى اجتماعات حكومية مستحيلة قبل حل موضوع القاضي طارق البيطار في تحقيقات المرفأ واتهامه بالانحياز لفريق ضد فريق.

الانتخابات النيابية
اما على صعيد الملف النيابي الانتخابي فان نشاط الاحزاب متوقف كليا لجهة التحضيرات اللوجيستية وتوزيع الاموال وكشف احد قادة الاحزاب الاساسية لمعاونيه «الجميع لا يريد الانتخابات وهي مكلفة جدا واقول بصراحة «لا نستطيع تحريك اموالنا في المصارف الخارجية كونها مراقبة، واي مبلغ حتى ولو كان الف دولار يخضع لعشرات الاسئلة عن كيفية الصرف ومراقبته ولأية اسباب، وواشنطن تريد فرض تقنين مالي على كل المنخرطين بالانتخابات خارج المجتمع المدني لقناعتها بان الانتخابات ستحدث تغييرا نوعيا في الاكثرية الحاكمة لصالح مشروعها وهذا رابع المستحيلات، وبالتالي فان مصلحة الجميع تكمن في عدم اجراء الانتخابات النياببة، على ان ينتخب المجلس الحالي رئيس الجمهورية الجديد، وهذا ما سيفجر اشتباكا سياسيا كبيرا في البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى