“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني
لم تعد جميع الطرق بالنسبة إلى “حزب الله”، تؤدي إلى “الطاحون”، فهذه المرّة اختلفت بالنسبة إليه الطريقة التي كان يٌقيس فيها المسافات بينه وبين خصومه والمساحات المسموح المناورة ضمنها. وبين اعتراضات الداخل حول طريقة تعاطيه مع الأزمات والملفات كافة وبين الإجراءات الوقائية الخارجية التي تُتخذ احتجاجاً على طريقة التعاطي هذه، يرى “الحزب” نفسه مُلزماً بالذهاب حتى النهاية بهجماته المُضادة، لإنقاذ نفسه ممّا يصفه بـ”الحرب” المتعددة الأوجه، التي يرى بأنها تُخاض ضده في لبنان، بعد العجز عن مواجهته في الخارج.
هذا الكلام، الذي يستند إليه “حزب الله” ويسير على أساسه في طريقة مُعالجته للأزمة الواقعة حالياً بين لبنان ودول الخليج، والذي يُلمس من خلاله وجود قرار بالتصعيد ،وهذا ما سيؤكده أمينه العام السيد حسن نصرالله خلال كلمته غداً الخميس، تُحيله أكثر من جهة لبنانية، إلى قرار إيراني قد اتُخذ في هذه المرحلة، لتحويل لبنان إلى ساحة صراع إقليمية، مثله مثل العراق واليمن وسوريا. وأكثر من ذلك، فإن “الحزب” قد وضع خلال اشتباكات “الطيونة”، “حجر الأساس” لهذا الصراع الذي قد يتحوّل بلحظةٍ ما، من صراعٍ سياسي إلى صراع مُسلّح، يقضي تماماً على لبنان الدولة والمؤسسات وبالتالي تحويل المؤسسة العسكرية إلى شاهد زور، تماماً كما حصل خلال فترة الحرب الأهلية.”
وبرأي هذه الجهات، أن “هناك قراراً قد اتخذه محور “الممانعة” باستعادة النظام السوري دوره الذي خسره بعد خروجه من لبنان بالتنسيق والتكامل مع طهران، ومن هنا تأتي عملية تخريب العلاقات اللبنانية ـ العربية وتحديداً الخليجية، والتي لن تكون الخليّة التابعة للحزب في دولة الكويت أخر محاولات “الحزب” لتخريب هذه العلاقات، وذلك تعبيداً للطريق أمام عودة النظام السوري. ويبقى الخوف الأكبر، من تماهي بعض الدول الكُبرى مع هذا المخطّط الذي قد تكون أولى خطواته السياسية، استجرار الطاقة عبر سوريا وما سوف يستتبع هذه الخطوة من رفع عقوبات ضد النظام السوري.”
بالنسبة إلى “حزب الله”، فإن حساباته تختلف تماماً عن حسابات بقيّة الأطراف اللبنانية التي تجمعها خصومة وربما عداوة بمحور “الممانعة”، إذ أن ما يحصل بالنسبة اليه، هو “نتاج الأزمة التي تغرق بها السعودية في اليمن أولاً، وثانياً هو نتاج اخر لما حصل في “الطيونة”، أي بمعنى أن “الحزب” يعتبر بانه لو نجح “مُخطّط” الطيونة ودخل لبنان بحرب أهليّة، لكانت المواقف مُغايرة تماماً لما هو حاصل اليوم، أو أقلّه لكانت خصومة بعض الدول، تحوّلت إلى مشاركة فعليّة بهذه الحرب عبر دعمها لحزب “القوّات اللبنانية”.
وتُضيف المصادر المُقرّبة من “حزب الله”: كان يُمكن ان يُعالج كلام الوزير جورج قرداحي ب”الدواء” المُفترض وليس عبر الإجراءات التي تمّ اتخاذها، لأن الأمور تُعالج بأسبابها إذ كان يُمكن أن يخرج وزير الإعلام السعودي بكلام يلوم فيه نظيره اللبناني ومن ثم تأخذ الطرق الديبلوماسية مكانها في حلّ الأزمة، لكن المشكلة أن الطرف الآخر، قرّر مُعاقبة كل اللبنانيين وليس وزيراً أو جهة حزبيّة. وهذا وحده كاف للتأكد من أن المشكلة الأساس هي مع “حزب الله” حيث أن عجزهم عن مواجهته أدّى إلى مُعاقبتهم للبنانيين.”
وبحسب المصادر نفسها، فإن نصرالله سيُخصّص الجزء الأكبر من كلمته غداً، للمحور المتعلق بالأزمة الحالية، وسيتحدث عن “المحاور” وعن العلاقات العربية وطبيعة المقاطعة لقطر وسوريا وكل من لا يسير بالطريق الذي ترسمه السعودية. والمؤكد أن سقف الكلمة سيكون مُرتفعاً خصوصاً وأن كل المبادرات والمساعي بين الخارج والداخل، لم تؤد إلى حلحلة في الأمور، وكأن المطلوب، رأس حزب الله.”