«الولايات العربية الابراهيمية المتحدة»

} عمر عبد القادر غندور-البناء

 

في العام 2016 أطلق الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب خطاباً هاماً جداً قال فيه: «مستقبل اليهود والمسيحيين والمسلمين أن يعيشوا مع بعضهم البعض وجنباً الى جنب ويصلوا مع بعضهم البعض بكلّ انسجام وتناغم وسلام «!

وفي العام 2017 بادرت منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» الى تغيير المناهج الدراسية لصفوف الأول الى الرابع ومن ضمنها استبدال تعريف القدس في المنهاج الدراسي بـ «المدينة الابراهيمية المقدسة للديانات الثلاث!»

ونشر معهد أبحاث الأمن القومي في «إسرائيل» مقالاً في الثالث من أيلول 2016 تحت عنوان «الإسلام في خدمة السلام، التداعيات والأسس الدينية لاتفاق ابراهام».

وكان مجلس التعاون الخليجي أقام مكتباً حكومياً خاصاً عام 2016 وأعلن أمينه العام انّ سنة 2019 هي سنة التسامح، واستضافت الإمارات لقاء القمة بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الإمام الأكبر، وخرجا ببيان ميثاق «الاخوة الإنسانية»، ودعا الى التسامح ومناهضة التطرف.

وسيتمّ في الإمارات العربية عام 2022 افتتاح بيت «عائلة ابراهيم» ويشمل كنيساً وكنيسة ومسجداً في قاعة واحدة!

وبذلك تتحقق رغبة الرئيس ترامب عندما قررت محكمة القدس «الإسرائيلية» السماح لـ «الإسرائيليين» بالصلاة في حرم المسجد الاقصى بصوت خافت (وأشرنا في بيان سابق إلى التفاصيل).

أما «بيت ابراهيم» الذي سيجمع الكنيس والكنيسة والمسجد، فهو ترجمة لتصفية القضية الفلسطينية على وقع التطبيع الهادف الى إنشاء ما يسمّى «الولايات المتحدة الابراهيمية» دولة فيدرالية تضمّ الدول العربية في الشرق الأوسط و»إسرائيل» وإيران وتركيا والمغرب العربي وهي أكثر اتساعاً من دولة من النهر الى النهر، وتكون القيادة الفيدرالية لـ «إسرائيل» لامتلاكها التكنولوجيا الضرورية لاستخدامها في جهود تطوير الشرق الأوسط وتساعد تركيا على استيعاب المعارضة الإسلامية الاخوانية، كترجمة لـ «صفقة القرن» إذا ما نجح في ترسيخ أسسها على أرض الواقع !

ومع ذلك نحن واثقون بوعد الله الحق لقوله في سورة الاسراء «فَإِذَا جَآءَ وَعدُ ٱلأٓخِرَةِ لِيَسُ‍ُٔواْ وُجُوهَكُم وَلِيَدخُلُواْ ٱلمَسجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّة وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَواْ تَتبِيرًا (7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
Exit mobile version