الأخبار
منذ تأسيسها ، تقود «رابطة فلسطين ستنتصر» حملة تعبئة واسعة للإفراج عن العضو الفخري جورج عبد الله. تكشف لنا مواصلة اعتقاله في فرنسا عن دور الإمبريالية الفرنسية في هذه المنطقة من العالم، وخاصة في لبنان وفلسطين. مرة كل شهر، يلتقي به العديد من أعضاء رابطة فلسطين ستنتصر في «سجن لانيميزان». وفي كل شهر، نلتقي بمقاتل عربي عازم ومتحمّس في مواجهة تطورات النضالات المستمرة. بالنسبة إلينا ،إن دعم جورج عبد الله يمثل دعم الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد الإمبريالية.
أسير الثورة الفلسطينية
«رابطة فلسطين ستنتصر» هي منظمة تدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته. ندعم النضال من أجل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ونحشد من أجل الإفراج الفوري عن 4650 أسيراً فلسطينياً. ومن بين هؤلاء الأسرى في السجون الصهيونية، يعدّ جورج عبد الله رمزاً مهماً مسجوناً في قلب المراكز الإمبريالية. إن دعم قضية جورج عبد الله والأسرى الفلسطينيين ليس فقط قضية من قضايا العدالة أو حقوق الإنسان. إنه أولاً وقبل أي شيء دعم سياسي لمن هم في طليعة المقاومة ضد الإمبريالية والصهيونية الذين يجسدون السبيل الوحيد لتحرير الشعب الفلسطيني: طريق المقاومة.
مقاتل عربي محبوس
في السجن، لم يتوقف جورج عبد الله عن كونه ما هو عليه: مقاتل مناهض للإمبريالية ومفكر ثوري وشيوعي عربي. على هذا النحو، انضم في عام 1999 إلى منصة جمعت العشرات من السجناء السياسيين الثوريين، ولا سيما الأناركيين والشيوعيين والمعادين للفاشية. وهو لا يكفّ عن تأكيد دعمه لنضالات الشعوب ضد الإمبريالية والصهيونية، ولا سيما الشعب الفلسطيني واللبناني. من خلال تصريحاته ورفضه لصواني الأكل، يجلب المقاومة إلى قلب نظام السجون الإمبريالي. يؤيد إضراب بلال كايد عن الطعام ويطالب بالإفراج عن أحمد سعدات (يقول عنه إنه «جنرال أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين») ويؤيد المسيرات الكبرى من أجل العودة: كل تضامنه في خدمة النضال. بحكم رؤيته السياسية الواضحة ومكانته كزعيم، يؤدي دوراً مهماً في إعادة بناء اليسار الفلسطيني والعربي.
حملة متنامية للإفراج عن أقدم سجين سياسي في أوروبا
لقد بُنيت التعبئة في فرنسا أولاً لكسر الأوميرتا عن تاريخ جورج عبد الله وفك عزلته. بعد أكثر من 15 عاماً من الحملات الدؤوبة، كانت هذه الخطوة الأولى ناجحة جزئياً. جورج عبد الله لم يُنس. يكتشف عدد متزايد من الناس فضيحة الدولة هذه كل عام. في تولوز، نعمل على نشر المعلومات المهمة والعمل على التعبئة من أجل توسيع حركة التضامن. كما يؤدّي إطلاق وثائقي «فدائيين ــــ كفاح جورج عبد الله» دوراً رئيسياً في تكثيف الدعم لهذا الشيوعي اللبناني المسجون في فرنسا. منذ عام 2010، يقام حدث سنوي كبير في تشرين الأول (أكتوبر) أمام أبواب سجنه في لانيميزان. يوم السبت 23 تشرين الأول 2021، تجمّع أكثر من 1000 شخص من جميع أنحاء فرنسا وأماكن أخرى أمام أبواب السجن حيث يتم احتجازه كرهينة. في الوقت نفسه، أصبح الدعم الدولي أكثر أهمية، ولا سيما بفضل العمل الأساسي الذي تقوم به «الحملة اللبنانية لتحرير جورج عبد الله» وكذلك «شبكة صامدون الدولية» ومئات اللجان حول العالم. اليوم، تطالب أكثر من 400 شخصية سياسية حول العالم بالإفراج عنه مثل أنجيلا ديفيس، نعوم تشومسكي، موميا أبو جمال ومارسيل خليفة. لا شك في أن حملة الإفراج عن جورج عبد الله أصبحت من أهم الحملات للإفراج عن معتقل سياسي.
دعم المقاومة وبناء المستقبل
أصبح جورج عبد الله اليوم رمزاً للنضال الذي لا هوادة فيه ضد الإمبريالية والصهيونية والأنظمة العربية الرجعية. الشيوعي العربي المسجون في فرنسا يجسد هذا الرابط الضروري والحيوي في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار بين النضال في لبنان وفلسطين وفرنسا. لقد مكّن تأكيد هويته السياسية ودعمه الثابت للمقاومة المستمرة من تسييس جيل جديد من النشطاء على جانبَي البحر الأبيض المتوسط. في فرنسا، أصبح الكثير من الناس مسيّسين من خلال تاريخه ونضاله. يشدد الجيل الذي ولد في الثمانينيات أثناء اعتقاله أو الجيل الذي ولد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (بعد إمكانية إطلاق سراح جورج) على أن دعم جورج عبد الله لا يضعف، بل على العكس يتجدد ويتشكل إلى جانبه. ولا شك في أن ظهور هذا الجيل من الشباب المعادي للإمبريالية هو أكبر انتصار سياسي لجورج عبد الله، بالإضافة إلى تمكنه منذ أكثر من 37 عاماً من فرض شرعية قضيته في مواجهة سجانيه. لكن سجنه لمدة 37 عاماً يضع الحركة المناهضة للإمبريالية بأكملها في فرنسا ولبنان وفلسطين في مواجهة سجل إنجازاتها. من الضروري إعادة الآن بنائها، من أجل جورج ومن أجل المقاومة.
* «رابطة فلسطين ستنتصر»، عضو «شبكة صامدون الدولية»