حصار على المقرّببن من سعد الحريري في السعودية

لا استقالة ولا اعتكاف… والعمل الوزاري سينحصر باللجان الوزاريّة

 

رضوان الذيب-الديار

لا حلول في الافق، وصيغة المخرج التوافقي لم تتبلور بعد، والرئيس نجيب ميقاتي عند موقفه باستقالة او اقالة قرادحي، واخراجه من الحكومة باي طريقة مدعوما من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يفضل “اخراجا مشرّفا “، بالمقابل ترفض كل قوى ٨ آذار هذا الطرح، وتتمسك بوزير الاعلام في ظل قناعتها بعدم ارتكابه اي خطأ رسمي يستدعي خروجه من الحكومة . ولم تسفر الخطوط المفتوحة بين الافرقاء عن مخرج ما.

وهنا يطرح السؤال، هل يُقدم ميقاتي على الاستقالة ؟ الجواب حسب المصادر، ان رئيس الحكومة لن يُقدم على هذه الخطوة، وابلغ المقربين منه والقوى السياسية بعدم الاستقالة او الاعتكاف، كما انه اعطى وعودا لواشنطن وفرنسا والمجتمع الدولي بالعمل على اجراء الانتخابات النيابية مقابل وعود بتخفيف الضغوط السعودية، ولذلك لم يعد القرار بيد رئيس الحكومة. بدورها، فان قوى ٨ آذار ابلغت ميقاتي تمسكها بحكومته، لكن ذلك لايعني قبولها المس بوزير الاعلام مهما كانت التبريرات، وحسب المصادر، فان الحل سيأتي في النهاية على طريقة لاغالب ولامغلوب، والمخارج ستكون توافقية لكنها تحتاج لبعض الوقت، كون الاتصالات ما زالت في المربع الاول ، وسيبقى عمل الحكومة بالطريقة المعتمدة حاليا ، والاستعاضة عن مجلس الوزراء باجتماعات اللجان الوزارية .

وتشير المصادر، ان لبنان يعيش ظروفا خطيرة ويدفع حاليا ثمن الانقسامات العربية والدولية. فالسعودية تريد استعادة التوازن المفقود مع ايران من الساحة اللبنانية ، وستضغط بكل قواها وعلاقاتها على حزب الله وتاليا على الدولة اللبنانية ، وفرض شروط قاسية ابعد من استقالة قرادحي للتحكم بمفاصل القرار اللبناني، كما انها تطالب بوقف قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين ومنع اي نشاط سياسي لهم من بيروت، وصولا الى طرح قوة ودور حزب الله في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل الساحات والتخفيف من هذا الدور ، ومن الطبيعي ان تدغدغ المطالب السعودية واشنطن لزيادة الضغط على البلد .

وتؤكد المصادر على خطورة الاوضاع في اليمن مع التدخلات الدولية الكبيرة وامتدادها وتأثيرها على كل الساحات العربية ومن بينها لبنان ، وهذا ما يزيد الضغوط عليه ويمدد الازمة الخانقة ، وحسب المصادر فان المعارك في اليمن ليس لها من سقوف “يا قاتل يا مقتول” ولا نهاية لها في الافق المنظور الا بانتصار احد الطرفين ، وهذا ما ظهر مع اعلان الحوثيين التقدم باتجاه حضرموت والمهرة وشبوة بعد السيطرة على مأرب والوصول الى مشارف المناطق الجنوبية، وما سيرفع من حدة المعارك ايضا وجود آبار النفط في المحافظات الثلاث ، وربما استدعى ذلك تدخلا عسكريا للقوات الاميركية والبريطانية للسيطرة على هذه الآبار وتدحرج الامور نحو حرب شاملة ستصيب لبنان بشظايا كبيرة. وهذه التطورات، تضيف المصادر، يجب ان يُدركها ميقاتي جيدا و لا يُسمح لاي فريق بالتراجع حاليا . علما ان الحوثيين هددوا الرياض بان قصف منشآت النفط في مأرب وبلحاف وشبوة، سيتم الرد عليه بقصف شركة “ارامكو” النفطية السعودية .

وفي المعلومات المؤكدة حسب المصادر ، ان الاتصالات الايرانية – السعودية “تراوح مكانها”، وهي عند نقطة الصفر حتى الآن، فالسعودية تريد وقف حرب اليمن اولا ومن دون شروط، بينما الايرانيون يردون ” لا سلطة لنا على الحوثيبن” ويطالبون بجواب عن كيفية مقتل السفير الايراني السابق في لبنان ابادي ، اثناء تأديته مناسك الحج مع الحجاج الايرانيين،والجواب لم يأت حتى الان ؟ ولذلك فان التفاوض ببن الرياض وطهران بالنار حاليا، وسينعكس على لبنان حتما، ولو كان مطلب استقالة قرادحي لبنانيا او بناء لرغبة الرئيس عون وميقاتي لتمّ سريعا، لكن المطلب سعودي بامتياز ، ولهذا السبب لن يغادر قرادحي الساحة .

وتدعو المصادر ميقاتي الى التعامل مع التطورات “بميزان الذهب” لكي يحمي حكومته ، اما الرضوخ للشروط السعودية وتبني وجهة نظر الرياض سيشلان الحكومة ويقسّمانها الى محاور، ولا قدرة لحكومة ميقاتي على تنفيذ الشروط السعودية القاسية في ظل اصرار الرياض ايضا على وضع ملف الصواريخ الدقيقة لحزب الله على طاولة البحث، والا فان الحصار سيشمل كل اللبنانيين وبالتحديد ميقاتي وكل القيادات السنية قبل غيرها. وتكشف المصادر ، عن اجراءات وعمليات تضييق وحصار على كل من ” يلوذ لسعد الحريري بصلة” وحرمانه من” نعمة ” التلزيمات، مع الطلب من البعض تصفية شركاتهم ، والا اتخذت عقوبات بحقهم ، وفي المعلومات ، ان ابرز المقرّبين للحريري خضع لعقوبات منذ اشهر في الرياض قبل العقوبات الاميركية .