خاص “لبنان 24″
كان لافتا قبل اسبوعين قيام البطريرك الماروني بشارة الراعي بزيارة مطولة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره في عين التينة، في بداية جولة شملت ايضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واختتمها بزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون.
وكان لافتا ايضا قول الراعي بعد الزيارة” لا أزور صديقا فحسب بل ايضا أزور رئيسا للمجلس النيابي هو شخص مسؤول ولديه الحلول ورؤية ويعرف من أين هي الطريق، لذلك انا هنا والزيارة عادة تحصل في الايام الصعبة وأمام هذا الظرف الصعب لا يمكن ان أبقى في بكركي وأتكلم بالهاتف، انما يجب ان نلتقي وجها لوجه”.
بالامس برزت بوادر تباين حاد في الموقف بين بكركي وعين التينة ، على خلفية الملف القضائي المتعلق بانفجار مرفأ بيروت والجدل بشأن قرارات القاضي حبيب مزهر.
ففي عظة قداس الاحد قال الراعي “مع تعطيل الحكومة يتعطل عمل القضاء وبعض القضاة يعززون الشك بالقضاء من خلال مشاركتهم في تعطيل التحقيق في تفجير المرفأ أو تعليقه أو زرع الشكّ في عمل المحقق العدلي.أمام ما نرى من تجاوزات قانونية، نتساءل هل اصبح بعض القضاة عندنا غبّ الطلب لدى بعض المسؤولين والاحزاب والمذاهب؟».
رد عين التينة لم يتأخر كثيرا ، ففي مقدمة نشرتها المسائية ردت محطة ال NBN التلفزيونية بطريقة غير مباشرة على الراعي قائلة: “سيوف من نوع آخر يستلها البعض من غمدها الطائفي المقيت ليشن حملة على قاض عبر تسطير مضبطة اتهام باطلة بحقه لا لشيء سوى لأنه قام بما يمليه عليه القانون وضميره على حدّ سواء في ملف انفجار المرفأ.
جوقة من الأدوات الطائفية المشبوهة تم تحريكها ليس بسحر ساحر بل بفعل فاعل وعن سابق تصور وتصميم لمجرد ان القاضي حبيب مزهر كف يد المحقق العدلي طارق البيطار…القضاء هو حصن العدالة الأخير… لا تلوثوه بطائفيتكم… لا تخسروا الميزان…”
مصادر مطلعة اشارت الى ان اتصالات ستجري اليوم على خط بكركي- عين التينة لتوضيح المواقف ومنع التباين من ان يأخد متسعا اكبر، خصوصا في ظل اصرار الراعي، ان المبادرة ” غير المعلنة” التي تحدث عنها الراعي خلال جولته لا تزال تعتبر الاطار المناسب للخروج من المأزق السياسي والحكومي الراهن.