جماعة الإخوان المسلمين ومساعدوها: مقابلة مع جون روسوماندو
سارة برزوسكيويتش
جون روسوماندو هو محلل في مركز السياسة الأمنية، مركز أبحاث مقره واشنطن، وباحث سابق في المشروع الاستقصائي حول الإرهاب، نشر مؤخرًا كتابًا بعنوان «حيلة الربيع العربي: كيف خدعت جماعة الإخوان المسلمين واشنطن في ليبيا وسوريا؟». يتناول كتابه بالبحث والتحليل النهج المعقد الذي اتبعته إدارة أوباما تجاه القوى الإسلاموية في الشرق الأوسط.
سارة برزوسكيويتش: ما رأيكَ في نهج إدارة أوباما تجاه الإسلامويين؟
جون روسوماندو: لقد كان متسرعًا ومؤسفًا. وتُظهر رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية أن مستشار الأمن القومي الحالي جيك سوليفان أبلغها بأن قادة الإخوان المسلمين؛ مثل علي الصلَّابي، كانت لديهم اتصالات مع تنظيم القاعدة في ليبيا خلال انتفاضة فبراير 2011. كما أبلغها سيدني بلومنتال [صديق السيدة كلينتون ومستشارها] أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر كانت لها صلات وثيقة بالجهاديين خلال الربيع العربي. لكن ذلك لم يمنع إدارة أوباما من الاحتفاء بأعضاء الإخوان، ودعم تطلعاتهم الانتخابية.
لقد انخدعت إدارة أوباما بالروايات السياسية، واعتقدت دون تمحيص أن جماعة الإخوان المسلمين، وغيرها من الجماعات الإسلاموية، تتشاطر القيم الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان. لقد لعب الإسلامويون لعبة دلالية ذكية، وكانت إدارة أوباما من السذاجة بمكان بحيث لم تفهمها.
سارة: لقد أوضحتَ في كتابك أن إدارة أوباما رأت في جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلاموية التي تسعى إلى الحصول على مناصب سياسية منتخبة ثقلًا موازنًا للقاعدة. ماذا تعني هذه الدينامية، وهل تستخدمها الحكومات الأخرى في استراتيجياتها السياسية؟
جون: لقد كانت هناك رواية أكاديمية راسخة تقول إنه إذا تمكّن الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص من تمكين الأحزاب السياسية الإسلاموية، فإن ذلك سيقوّض الجماعات الإرهابية؛ مثل تنظيم القاعدة. وكان كوينتان فيكتوروفيتش؛ البروفيسور السابق في كلية رودس، الذي قدم المشورة للرئيس باراك أوباما باعتباره مدير قسم الانخراط العالمي في مجلس الأمن القومي بدءًا من يناير 2011، من المؤيدين الرئيسيين لهذا الطرح. وقال في أعماله الأكاديمية إن السماح للإسلامويين بدخول الحكومة من شأنه أن يخفف تشددهم ويبعدهم عن الإرهاب.
وقد شملت دراسة الحالة التي أعدها قبل مجيء أوباما إلى البيت الأبيض إدراج جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان الأردني، ولكن حتى تلك الحالة تجاهلت الصلات الوثيقة التي تربط قادة الإخوان المسلمين الأردنيين بحركة حماس.
لقد رأينا أنشطة مماثلة فيما يتعلق بكيفية رد فعل الحكومة البريطانية على الربيع العربي في البداية، جنبًا إلى جنب مع الفرنسيين. كان لدى العديد من الإسلامويين الليبيين الذين لعبوا أدوارًا بارزة في الانتفاضة الليبية علاقات وثيقة، إما مع المديرية العامة للأمن الخارجي في فرنسا أو جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية، وفقًا لمصدر استخباراتي إيطالي موثوق عملت معه.
كما وجدت رواياتٌ مماثلة لتلك التي أيّدها الدكتور فيكتوروفيتش قبولًا واستحسانًا في الأوساط الأكاديمية الأوروبية التي لديها تأثير على الحكومات الأوروبية.
سارة: كيف تُعرّف الإخوان المسلمين؟
جون: جماعة الإخوان المسلمين هي حركة عالمية تسعى إلى إعادة تأسيس الإمبراطورية الإسلامية العالمية المفقودة المعروفة باسم “الخلافة” وأسلمة العالم. وتعتقد أنها هي وحدها التي تتبع صحيح الإسلام، ومن ثم فإن المسلمين الذين لا يتبعونها ليسوا مسلمين بما فيه الكفاية. وما الاتهامات بـ”كراهية الإسلام” ضد المسلمين الذين لا يسيرون على خطاها إلا طريقة غير عنيفة لفضحهم. وقد دفع الاعتقاد بأن قادة الدول الإسلامية من غير الإخوان المسلمين غير مسلمين بشكل كافٍ أعضاء الإخوان إلى الانتفاض ضد الحكام غير الثيوقراطيين، كما حدث في سوريا في عام 1982 وعام 2011. وبالمثل، شارك قادة الإخوان المسلمين في المقاومة المسلحة ضد معمر القذافي في الثمانينيات والتسعينيات، ومرة أخرى في عام 2011.
أود الإشارة إلى أن أعضاء الإخوان المسلمين يخضعون لفترة من التلقين والإعداد قبل الانضمام إلى الجماعة. ويلتزمون بالسرية، لا سيما في الغرب وفي الدول التي يتعرضون فيها للاضطهاد. وغالبًا ما يخفون عضويتهم عن من هم خارج جماعة الإخوان المسلمين. علاوة على ذلك، يتعهد جميع أعضاء الإخوان المسلمين بطاعة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، التي تعتبر السلطة العليا للحركة الدولية، حسب لائحة النظام الأساسي للجماعة. ويوجد مجلس شورى ومكتب إرشاد يساعد المرشد العام في تحديد أهداف الجماعة.
سارة: أفهم أنك تعتقد بأن ثمة أخطاء حاسمة قد ارتكبت من قبل. هل يغير جو بايدن هذا المسار؟
جون: من الواضح أن الشخصيات نفسها التي أدارت التواصل الفاشل مع جماعة الإخوان المسلمين (أنتوني بلينكن، ويليام بيرنز، جيك سوليفان، كولن كال، ولويد أوستن) قد عادت. فلقد أتاحوا لنشطاء الإخوان الوصول إلى إدارة أوباما أو أشرفوا على تدريب وإعداد آخرين مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين ممن يعتنقون أيديولوجيات لا يمكن تمييزها عن حركة طالبان. وهكذا، لقد مكنوا الإسلامويين، ومهدوا الطريقَ لصعود داعش.
سقوط كابول لم يكن مفاجئًا، فقد شهدناه من قبل. لقد حذرت من هذه المجموعة من المسؤولين عندما عادوا إلى السلطة في يناير؛ لأنهم لم يتعلموا أي شيء مما سبق على ما يبدو. فقد احتضنوا حركة طالبان، وكانت لديهم الجرأة للقول إنهم يمثلون نسخة “جديدة ومحسّنَة”. في الوقت نفسه، أثبتت حركة طالبان أنها لا تزال على علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة، وشبكة حقاني، وأعدمت معارضين سياسيين، وأساءت معاملة النساء.
سارة: ما الذي يعنيه التطبيع مع الإسلامويين؟
جون: التطبيع مع الإسلامويين يعني معاملتهم كعنصرٍ سياسي آخر، وليس كعنصر إجرامي إرهابي، كما هم. وعندما يصل الإسلامويون إلى السلطة، فإن الحرية والديمقراطية التعددية ستكون أولى الضحايا، تليها حقوق المرأة وحرية الفكر وحرية الدين.
الإسلامويون يحكمون بالأكاذيب والترهيب. وبالتالي، فإن التطبيع معهم يعني تطبيع كل شيء يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، ووثيقة الحقوق الأمريكية، ووثيقة الحقوق البريطانية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن.