الكاتب : د. حسن زيد بن عقيل
شعور الولايات المتحدة بالخوف و الخطر من فقدان منطقة الخليج العربي بدأ منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان 1979 . الادارة الامريكية في عهد الرئيس جيمي كارتر قد راودها الشك في نوايا موسكو في الخليج العربي و مضيق هرمز . لذا اعلنت الادارة الامريكية ما يسمى بـ ” عقيدة كارتر ” وهي عقيدة ترى أن من حق الولايات المتحدة ان تستخدم القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في الخليج العربي الغني بالطاقة. ومن بداية عام 1980 ، كانت المنطقة في حالة اضطراب ، ابتداء من 1979 عندما قام طلاب الثورة الايرانيين بمهاجمة السفارة الامريكية في طهران و احتجاز 52 امريكيا . مرورا بالحرب العراقية الايرانية ، وقبلها كان فشلهم في الصومال ثم تدخلها في افغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر . مرورا بغزو العراق 2003 و ما لحقه من قيام الخلافة الاسلامية في جزء من العراق و سوريا و الحرب الاهلية في سوريا . هذا الوضع زاد من الأهمية قواعدها في المنطقة. فوسعت الولايات المتحدة من وجودها العسكري اكثر و اكثر. و وقعت مع كل دول الخليج اتفاقيات الدفاع الثنائية ، حتى اصبحت القواعد الامريكية عبارة عن سلسلة من المنشآت العسكرية في جميع أنحاء المنطقة. أدى غزو العراق عام 2003 والفوضى التي أعقبت ذلك ، بما في ذلك صعود تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ، إلى زيادة الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لقواعدها في المنطقة.
من خلال التوسع و انشاء شبكة من المنشآت العسكرية الامريكية في جميع أنحاء المنطقة. هذا دفع ايران و روسيا و الصين الى التقارب بعد ظهور عدو خارجي مشترك . في هذه الفترة تطورت الصناعة العسكرية الايرانية ، من بينها الصناعة النووية . هذا اخاف الكل حتى حلفاء ايران روسيا و الصين . بعدها بدأت المحادثات الشاقة مع ايران و مجموعة “5+1” (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا)، التي انتهت 2015 بما يسمى رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة ، المعروف ايضا بالاتفاق النووي . التي فرضت عقوبات و قيود قاسية على إيران تؤثر على جميع قطاعات اقتصادها. قال عنها الرئيس أوباما في آخر زيارة رسمية له للعاصمة البريطانية لندن واثناء لقائه مع مجموعة من الشباب ، ان الاتفاق النووي مع إيران، والتدابير التي اتخذها عقب الأزمة الاقتصادية في عام 2008، بأنها “أكبر إنجاز” أحرزه خلال 8 سنوات من مدة رئاسته. و في هذا اللقاء اشار الرئيس أوباما ان “مهمة تحقيق الأمن لا تقتصر على ناحيته العسكرية فقط ، وإنما تتعلق أيضاً بالرسائل التي نبعثها، وبالمؤسسات التي ننشئها، وباتباع السياسة التي نرسمها”، مشيراً في هذا الصدد إلى دور “الاتفاق النووي” مع إيران.
تحدث الرئيس أوباما ايضاً في احد خطاباته قال : رغم الخلاف العميق مع ايران الا ان الاتفاق مع طهران كان اولوية بالنسبة لواشنطن و للكثير من شركاء بلاده . و قال ان العالم اليوم أمام فرصة تاريخية لتحقيق السلم و الامن ، واشار الى ان المحور الرئيسي الذي ارتكزت عليه المفاوضات ، هو القناعة التي توصلت اليها واشنطن بأن الامن القومي سيتهدد اذا امتلكت إيران قنبلة نووية ، على حد قوله .
هذا الاتفاق لا يخدم المصالح الاسرائيلية ، فمصالحها كما حددها موقع japantimes.co.jp ” أولاً وقبل كل شيء ، اسرائيل تريد إحداث تغيير في النظام الايراني ، أو على الأقل تغيير في سلوك النظام . كما تسعى إلى تدهور الاقتصاد الإيراني بحيث لا يمكن لإيران أن تكون لاعباً إقليمياً مؤثراً. وتريد تعزيز مكانة إسرائيل باعتبارها الحليف الأكثر ولاءً و الأقوى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وإقامة علاقات استراتيجية وثيقة بين الدولة اليهودية والدول العربية المعارضة لإيران ، بما في ذلك دول الخليج – بقيادة المملكة العربية السعودية – ومصر.. وهذا ما تريد إدارة ترامب ايضا . لان ادارة ترامب وضعت الأمن و الاستقرار الإقليمي لاسرائيل الأولوية في السياسة الشرق اوسطية للولايات المتحدة الامريكية. ومعادات كل القوى المعادية لاسرائيل . هذه الادارة حققت لاسرائيل الكثير ، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل و منحتهم الجولان و الاراضي المحتلة و عدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني ” ارض وشعب و تاريخ ” .
بعد ذلك سعت الادارة الامريكية التمهيد لما يسمى بـ ” صفقة القرن ” . كان الرقم الصعب في تنفيذها ، ايران . لهذا قامت الادارة الامريكية في نشر القوة العسكرية الامريكية في الخليج الفارسي . هذا ليس مفاجئ فهي منتشرة اصلا من قبل هذا التاريخ . الجديد الطابع الاعلامي المرعب ، باعتباره “حرباً نفسية” يهدف إلى تخويف إيران و حلفائه . لكن إعلان ايران بأنها سوف تحد من الامتثال لأجزاء من الاتفاق النووي دليل إيجابي على أن نهج ترامب هذا لا يعمل.
سياسة ترامب في ايران مثل غيرها أكانت في كوريا الشمالية أو فنزويلا لن تنجح . هناك عدد من الأشخاص في إدارة دونالد ترامب ، مثل بولتون وبومبو يحاولان تسخير السياسة الامريكية الشرق اوسطية لصالح اسرائيل . لكن لا الى حرب شاملة تشتعل فيها كل المنطقة . لانه حسب قول موقع japantimes.co.jp اذا وقعت الحرب يجب على العالم أن يحسب لها احتمال “مواجهة الجحيم” بين الدولتان. اضف الى هذا لا ننسى الانقسامات والمنافسة داخل الإدارة الامريكية حول سياسة إيران و المنطقة . اذا العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران لم تحقق هدفها المعلن إعادة إيران الى طاولة المفاوضات ، بالرغم ما احدثته من آلام بحكومة و شعب ايران و تقييد نموها الاقتصادي . لكنها سوف تجر إيران إلى صراع مسلح مع الولايات المتحدة . هذا ما ادركه المجتمع الدولي. ” وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز – التي ذكرت أن الرئيس دونالد ترامب قد راجع خطة وضعها بولتون لإرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط لتهديد إيران . لكن مسؤولو إدارة ترامب واجهوا صعوبات في إقناع حلفاء أمريكا الأوروبيين بالانضمام إليهم في جهودهم ، مسيرة للحرب.
الان المجتمع الدولي أمام خيارين اما الالتفاف على العقوبات مع حفظ ما الوجه للولايات المتحدة كدولة عظمى ، هذا في كل الاحوال سوف يحصل ، الثاني المفاوضات و هذا الاصعب. الخيار الثاني يتطابق مع ماقدمه رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي السيد فولفغانغ إيشنغر ، هو عقد مؤتمر سلام دولي لتفادي خطر الحرب . اقتراح ايجابي ربما الأخير لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران . لكن السؤال الأهم هو الذي وضعه النائب البرلماني من الحزب المسيحي الديمقراطي السيد إلمار بروك : ” عن ماذا يجب التفاوض؟ ” . هذا الموضوع سنتحدث فيه و بما يمس منطقتنا .
رفض ترامب هذا الاتفاق النووي لانه لم يفرض قيود صارمة على النشاط النووي الايراني و لم يحد من برنامج الصواريخ البالستية لطهران التي تهدد إسرائيل و لن يوقف تدخلها في الدول المجاورة سوريا ، فلسطين ، اليمن . هذه المطالب الامريكية ستقابلها مطالب ايرانية محتملة اذا وافقوا على المفاوضات . من المؤكد منها تخفيف العقوبات ، ايضا من المتوقع ان يطلبوا الإيرانيين المزيد من الضمانات الأمنية واتفاق نووي إقليمي جديد يشمل إسرائيل . ومقابل التنازل عن برامج الصواريخ الباليستية الإقليمية ، سيكون مقابل خفض القوات الأمريكية في الشرق الأوسط و رسم اطار عادل للنفوذ الايراني كقوة اقليمية . اعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تقدم تنازلات لإيران ، مثل ما حصل بين عامي 2003 – 2013 حيث تحول موقف الولايات المتحدة الذي كان يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم على الإطلاق الى الاعتراف بحق إيران . بصفتها دولة موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، أي لها الحق في تخصيب محدود . ولايستبعد ان تسهل ادارة ترامب هذا بهدف فتح الطريق لصفقة كبرى مع ايران . المستبعد هو ان الإمارات العربية المتحدة أوالمملكة العربية السعودية أن تستغل هذا الوضع لأغراضها السياسية.
لو عدنا الى صحيفة واشنطن بوست أو ما صرحت به CNN نجد ان ترامب يفضل حل التوتر مع ايران عبر الجلوس على طاولة الحوار . أعرب عن غضبه عندما تم التخطيط للحرب مع ايران . ترامب على خلاف مع مستشاره جون بولتون بشأن ايران ، الذي قد يقوده الى مواجهة عسكرية مع إيران ، و بذلك يكون قد خرق تعهداته للجمهور الامريكي بتجنب الحروب المكلفة في الخارج .
نضع سؤال مهم امام التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن ، لو افترضنا ان إيران و الولايات المتحدة الامريكية ذهبا الى المفاوضات ، هذا غير مستبعد كما أشارت رئيسة الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، دانييلا شفارتسير فهي ترى بالفعل أن على أوروبا تأدية واجبها. فالولايات المتحدة الأمريكية وإيران انزلقتا في موقف المواجهة ، وهذا يعني وجب على الأوروبيين العمل أكثر مع كلا الطرفين لإقناعهما بالجلوس على الطاولة.
ناخذ عبرة من الماضي ، عندما وقع اوباما التفاق النووي مع ايران هل طلب موافقة الإمارات العربية المتحدة أوالمملكة العربية السعودية ؟ طبعاً لا ، و هكذا تم التوقيع في اوسلو؟ و اخيرا في سوتشي ؟ تم اللقاء بين بوتين و روحاني و اردوغان لمناقشة القضية السورية ؟ و لم يستشيركم احد .. يا خسارة عنتريتكم.
نشرت صحيفة الوطن العمانية عن السفير البريطاني لدى اليمن مايكل برون يوم الخميس 16 مايو 2019 ، قال المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغن أورتاغوس، أن الوزير مايكل بومبيو تحادث أمس مع سلطان عُمان قابوس بن سعيد وشكره على تعاون بلاده مع الولايات المتحدة . وقال أن الوزير والسلطان أعادا التأكيد على دعمهما القوي للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث وللعملية السياسية في اليمن . هذا يتطابق مع المصير النهائي لقوى التحالف الذي رسمه جيفري فيلتمان ( ديبلوماسي و سفير امريكي سابق ) لقد كانت الحرب في اليمن كارثة بالنسبة للولايات المتحدة. لقد أشعلت أكبر كارثة إنسانية في العالم . لقد كانت خطأً استراتيجياً أيضًا . حيث اصبح الحوثيون هم أكثر تطوراً عسكرياً وأكثر قدرة على الضرب خارج حدود اليمن مما كانوا عليه في بداية الحرب ، وتوسع النفوذ الإيراني. والعلاقة بين الحوثيين وحزب الله اللبناني قد تعمقت . تناقصت المصداقية لدا التحالف ، على أن النصر العسكري كان وشيكاً ، تغاضت الولايات المتحدة والقوى الأخرى إلى حد كبير عن عواقب التدخل. لكن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر قد ركز انتباه العالم على سلوك المملكة المتهور – بما في ذلك حربها الكارثية في اليمن.
في أكتوبر عام 2018 ، دعا مايك بومبو ، وزير الخارجية الأمريكي ، وجيمس ماتيس ، وزير الدفاع الأمريكي سابقا ، إلى إنهاء القتال وعبروا علانية موقفهم ، على الرغم من تأخره ، عن دعمهم لمحادثات السلام التي اقترحتها الأمم المتحدة. و قال ” لا يوجد سوى وسيلة سريعة واحدة للمملكة العربية السعودية لإنهاء هذه الحرب بنتائج عكسية ، وهي وقف حملتها العسكرية من جانب واحد وتحدي الحوثيين للرد بالمثل “.
و قد بلور الموقف الامريكي – البريطاني من حرب اليمن بوضوح اكثر دانييل بيمان ( الاكاديمي و الاستاذ في جامعة جورجتاون و مدير البحوث في مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكينغز.) قال على موقع ” foreignaffairs ” إذا كانت واشنطن ترغب في مواجهة النفوذ الإيراني ، فعليها عكس المسار – إنهاء دعمها الكارثي للتحالف الذي تقوده السعودية وإلقاء ثقلها وراء محادثات السلام. إن مضاعفة الجهود العسكرية لن يؤدي إلا إلى تعزيز الصعود الإقليمي لإيران. و هذا رأي مايكل نايتس هو زميل في برنامج الزمالة ” ليفر” في معهد واشنطن ، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج ، و رأي السيد كينيث بولاك هو خبير في الأمن القومي والشؤون العسكرية والخليج الفارسي. عمل سابقًا مدير شؤون الخليج الفارسي في مجلس الأمن القومي ، و آخرين .
الخطأ القاتل ان قيادة التحالف لاتؤمن بجدلية التطور ، هي تحمل عقلية متحجرة ، صعب عليها ادراك الامور من حولها ، مثلا هي تعرف ان خارطة الصراع تغيرت . إذا أي مرجعيات الثلاث التي تتحدث الشرعية عنها كأساس للاتفاق و المصالحة الان . لذا رغم امتلاك التحالف معدات تقنية عالية التطور ، الا انه لم يحقق بعد النتيجة المرجوة . السبب في ذلك ، كما ارى : اولا ، افتقار التحالف ” الشرعية ” الى حلفاء في الداخل اليمني و يفتقر الى استراتيجية عسكرية و سياسية واضحة ، اضف الى ذلك انخفاض مستوى أو عدم وجود التنسيق المناسب فيما بينهم . ثانيا بعد ان عزز الحوثيون ” أنصار الله ” سيطرتهم على شمال اليمن .منذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، وهو حليف سابق للحوثيين ، لا يوجد الان منافس يمني واحد واضح يتحدى حكم الحوثيين في شمال اليمن . لذا قدم الشماليون التأييد و الولاء عمليا للحوثي ، مع احتفاظ العناصر المتواجدة في صفوف الشرعية على تحالفهم مع هادي ” شكلياً ” للاستفادة من الاموال المتوفرة لدى الشرعية . وظلوا أذرع للحوثيين في صفوف الشرعية . هذه الاذرع الحوثية مثل بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام و شيوخ القبائل و القادة العسكريون من اصول شمالية و آخرين . عملت هذه الاذرع على تفتيت الشرعية و تمزيقها الى جماعات متناحرة ، منها ما هي مسلحة و غير مسلحة ، بما في ذلك المتطرفون الاسلاميون . في الاخير ستمنى الشرعية و التحالف بهزيمة نكراء .
الكل يعرف ان المجتمع الدولي الان و منهم الولايات المتحدة و بريطانيا ، قد اشرت الى ذلك اعلاه . تحت امر الواقع و الضغط الدولي سوف يتغير موقفهم ، هذه حتمية تاريخية . قد عبر عنه جيفري فيلتمان ( ديبلوماسي و سفير امريكي سابق ) حيث قال لا يوجد سوى وسيلة سريعة واحدة للمملكة العربية السعودية لإنهاء هذه الحرب بنتائج عكسية ، وهي وقف حملتها العسكرية من جانب واحد وتحدي الحوثيين للرد بالمثل. بمعنى آخر رفع الراية البيضاء . هكذا ، في الاخير ، مصير التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في حالة جنح الامريكان و الايرانيين الى المفاوضات.
اما اذا اشتعلت الحرب هذا امر آخر . واضح ، ان القوى المتحاربة هي ايران و اذرعها ” العراق ، سوريا ، حزب الله ، حماس و المقاومة الفلسطينية ، انصار الله ، الخلايا الشيعية النائمة و المنتشرة في دول مجلس التعاون الخليجي ” من جهة ، هذه الاذرع قد اختبر قدرتها القتالية الامريكان و حلفائه . ومن جهة اخرى امريكا و اسرائيل . اما منطقة شبه الجزيرة ” دول مجلس التعاون + اليمن ” فهي ساحة المعركة فقط . اما الدول المنتشرة عليها لاحول لها و لا قوة الا بالله . قياداتها سوف يكونون خلال الحرب في فنادق الخمس نجوم في اوروبا ، الله يهدأ روعهم ، يتابعون الاخبار عبر وسائل الاعلام . و المنتصر سوف يرسم خارطة المنطقة و هم خارج الخارطة .
في الاخير اقول لقوى التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن ، ان خارطة الصراع المسلح في اليمن و المستمر و الى اليوم ، قد تغيرت . في عام 2015 كانت بين طرفين ، الطرف الاول : أنصار الله و الجيش الموالي للرئيس السابق على عبدالله صالح و القبائل الشمالية . الطرف الثاني : قوات الرئيس عبدربه منصور هادي ، الذي يتم دعمة على الارض و من الجو من قبل قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية . الان تغيرت خارطة الصراع . اضف الى هذين الطرفين يوجد في اليمن ، عدة اطراف منهم متشددون من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب و الجماعات الارهابية التابعة للدولة الاسلامية ، و الافغان العرب التابعة لحزب التجمع اليمني للاصلاح . و هناك أيضا قوى مسلحة من ” الحراك الجنوبي ” الذين يطالبون باستقلال المحافظات اليمنية الجنوبية منذ عام 2007 . و تنظيمات اخرى تابعة لدولة قطر و تركيا و الامارات . لذا انصح التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن ان يغير خططه و يجب ان يعرف ان الشعب اليمني ظهر و سند الامة العربية و الاسلامية لا عدو لهم .
اما الرهان على الحرب الايرانيه – الامريكية ، رهان خاطأ . هذه الحرب تحضر لخدمة اسرائيل فقط . حرب من اجل تهيئة مناخ سياسي لتمرير صفقة القرن . الغرب و امريكا لن يسمحا للسعودية أو لاي دولة في الشرق الاوسط تكون منافسة لاسرائيل . لذا اليمن بالنسبة للتحالف الغربي – الامريكي – الروسي هو الوحيد المؤهل ليقف الند بالند في مواجهة كل دول مجلس التعاون و حرب السبع سنوات اثبتت ذلك . و بوادر ذلك نشهده من خلال سلوك المبعوث الاممي و الامريكي الى اليمن ، و تقربهم من الحوثيين .