مصباح العلي
بات من الملموس العجز الرسمي عن بلورة موقف تجاه العلاقة مع السعودية ما يجعل الوضع العامة في دوامة قاتلة كون لبنان لا يحتمل العبثية التي باتت نهجا سائدا في السياسة،كما أن تعطيل المؤسسات الدستورية يضع لبنان امام حائط مسدود.
يراهن اكثر من طرف سياسي على مستجدات في الإقليم قد تتأخر وتتعثر، والسعودية التي ليست بوارد سماع تبريرات حيال ما تعتبره تهديدا لامنها القومي وضرب مصالحها الحيوية ، تفتح باب الحلول الجدية على قاعدة تثبيت حلول نهائية بعيدا عن الترقيع والالتفاف على مطالبها. وشكلت عبارة “طفح الكيل” مفتاح النقاش الأساسي أمام جميع الوسطاء الذين دخلوا على خط الازمة.
أمام هذا المشهد المربك ، يصح القول بأن وضع لبنان كاحداث مسرحية “بانتظار غودو” للاسكتلندي صموئيل بيكيت حيث ينشغل شخصان في حوارات جانبية وأحداث داخل القطار بانتظار غودو الذي لم يأت في النهاية. فكل ما يجري مجرد هوامش فيما اصل العلة تحديد موقع لبنان من الاصطفاف الإقليمي الحاد.
كل الاقتراحات عن التوجه شرقا أقرب إلى “مغامرة سياسية انتحارية”،حيث أن السياسة الخارجية لمطلق اي بلد تقوم على رعاية المصالح الحيوية للدولة، فكيف الحال بدولة عاجزة ومفلسة باتت تعيش على المساعدات وبرامج الدعم من الغرب؟ثم هل يحتمل نسيج لبنان تبديل انتمائه العربي وهويته الثقافية والحضارية باحلاف سياسية وعسكرية وبقوة الامر الواقع؟ التساؤلات الوجودية ليست نابعة من عصف فكري بقدر ما تفرض نفسها أمام حدة الانهيار وسرعة التدهور على الصعد كافة في لبنان.
ما يزيد من عناصر القلق هو ما يصفه زعيم سياسي ب “المراهقة السياسية المفرطة” ، حيث ان فريقا سياسيا يسعى للاستثمار حتى في الفراغ الدستوري بعد تعطيل المجلس النيابي والتهرب من اجراء الانتخابات النيابية وتاليا الاستحقاق الرئاسي، ما يفرض بقاء رئيس الجمهورية عند نهاية ولايته، وبالتالي فرض تسوية لإعادة تقاسم السلطة على اسس جديدة توصل إلى تغيير جذري في هوية لبنان ودوره في المنطقة.
ويختم هذا الزعيم بالسؤال” ماذا تنفع كل هذه السيناريوهات عندما تتحلل كل اسس الدولة ومقوماتها
المصدر: خاص “لبنان 24”