الكاتب : د. شريف نورالدين
منازلة بحر عمان البارحة بين الحرس الثوري الإيراني والقوات البحرية الاميركية المعتدية، ما هي إلا رسالة لكل المنطقة قبل الأميركي، إذ يؤكد بها الإيراني على دوره وحقه فيه بحماية مياهه البحرية، بل وكل مجاله الحيوي الى أبعد نقطة تطاله قبضته…
هي الرسالة أيضا للسعودي، بالتأكيد الايراني مجددا على استرجاع حقوقه من النفط والسيطرة على الناقلة الاميركية، ومن خلال ما جرى بالمواجهة برد سريع وحاسم…
لا شك هو استعراض جديد لقوة إيران البحرية بعد الصاروخية والطائرات المسيرة على القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة…
هي الرسالة التي تجيب عن تساؤلات معركة مأرب ، والتي بات محسوما فيها حسم المعركة للحوثي، وما هي إلا ايام معدودة، (وغدا لناظره قريب)، هو الجواب العسكري الإيراني بالرد على كل ما يطرح حول وضع مأرب وما تبقى من اليمن و بحر ومضيق(وهيهات ما المضيق) بعد التحرير، والسؤال أين يصبح الخليج وعلى رأسهم رأس أل سعود…
هي الرسالة الأقوى لاميركا وإسرائيل، لما تستعد له الأخيرة من أجواء حرب، لضرب مفاعل ايران النووية وغيرها…
هي الرسالة الابرز لحلفاء أميركا في الخليج، لكشف الفشل الأميركي وضعفه في الدفاع عن نفسه، فكيف بحماية الأخرين…
هي الرسالة الأعمق، في شأن المفاوضات الإيرانية السعودية البعيدة المنال على ما يبدو في الوقت الحاضر، والتي يحاول بها السعودي ربط ملف لبنان باليمن وبالخصوص في مأرب، وهذا ما فعله من اختلاق أزمة كبيرة من وجهة نظره مع لبنان، من خلال حجته ومطيته على كلام الوزير قرداحي، لكن الإيراني قد أجاب على السعودي في المفاوضات سابقا، بأنها لا تقرر عن أحد، وكل من حزب الله والحوثي وغيره من حلفاء هم من يقررون…
نعم! ان القوى الموحدة من أقصى اليمن فالعراق وسوريا ولبنان حتى فلسطين والمياه والبحار في منطقة شرق الاوسط، قد دخلت مرحلة عصر جديد وانتصار جدا وشيك…
لبنان وما أدراك ما لبنان، هو بحد ذاته رسالة ولا يحتاج رسائل دعم، لكن مبارك الدعم الإيراني له، ولا شك الجواب قد أتى عابرا البحار لكل المحور، لا استسلام لا تنازل ولا تهاون…
استقالة قرداحي اليوم، هي بمثابة اعتراف بالسعودية، انها صاحبة الحق ما عاذ الله، وايضا هو انكسار لشوكة المقاومة وكل إنجازاتها وانتصاراتها، لما لا؛ وام المعارك في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط صناعة وفبركة السعودي…
ايها العقلاء من أصحاب القرار، لا تتخذوا من المواقف المغرضة المسيئة من الطائفية ورؤوس حميتها وبعض من شعبه والمتخاذلين مطية، لاسترضاء الأخرين والتنازل عن كرامتكم، في سياق لعبة السياسة…
هي معركة المقاومة، التي لا تتجرأ عن أي معارك قد خاضها السعودي في حربه على لبنان منذ حرب عام ٢٠٠٦ وما قبل، إلى معركة البارد والجرود والإرهاب المولود من رحمها والمدعوم من نفطها ومال جيوبها…
هذا هو لبنان الجديد لبنان جورج قرداحي ومن يمثل، فاستقالته؛ استقالة كل الوطن، والخضوع للسعودي وغيره هو خضوع كل الاحرار في لبنان وأكثر، لأنها معركة واحدة في وجه الغطرسة والتكبر والجبروت السعودي…
ما نفع الأوطان دون سيادة؛ يا أصحاب السيادة خلافاتكم وجهة نظر مختلفة، بين سيادي مقاوم وتابع متخاذل، وهذا لن يتغير فيكم وبكم، هي الدائرة التي تحيط بلبنان منذ قرن وتحكمه بين انحياز وارتكاز على نقطة الضعف في قوته كما تدعون، وهذا ما جعلكم تستفيدون وتتفردون في حكم لبنان والهيمنة عليه بطرح الشعارات المتألهة لديكم الظالمة لكل الوطن ولاكثرية مواطنيه…
لا خيارات؛ أما العيش على أساس الشراكة الحقيقية وليست الاوهام، أو كل يحكم نفسه بنفسه على أساس الفدرالية وهو ما يعيش عليه لبنان “منذ القرون الوسطى”، أو فلتصبر كل طائفة على أخرى وهذا قد استنزف وانتهى زمانه، او نهايتها الحرب الكبرى والفصل من اليمن إلى إسرائيل، فتنتهي معها فصول الكراهية والحقد والابتزاز مع نهاية الأخرين(والصديق والعدو من الاشاارة والاطاحة يفهم)…
لا بد انه انتهى زمن التسويات على حساب الوطن والكرامة، لذلك كلمة الفصل هي كلمة الوزير وقبل ذلك المواطن اللبناني جورج قرداحي دون منازع في معركة الكرامة من اعتداء سعودي جديد على لبنان…
فلترحل السعودية وكل التابعين الزاحفين واللاهثين والمهرولين المذلولين وراءها…
هي كلمة واحدة! الرد على الاستعلاء باستعلاء والمهانة بالإهانة…
نعم هو يوم آخر، من ايام العزة والكرامة، تقاطع مع موقف وموقع قرداحي ومن خلفه…
نعم! أ هو وقت نهاية المهزلة، من تعجرف واستعلاء ومهانة من اي كان، لابتزاز لبنان وشعبه…
نعم! كفى لحكومة لبنان خضوع واستذلال، لأنها تهين وتذل كل الوطن ومن أصحاب الكرامات والإشراف فيه…
لا انتخابات ولا وطن دون الكرامات، والاستقالة عنوانها، بل كل عناوين الشرف والايباء وبناء الوطن والاحياء…
هي استقالة أكبر من وطن، وأهم من قطن، وعنفوان كل من فطن، واستمرار كل زمن في حياة ومصير الأمم في تاريخ لبنان الجديد والحاضر المجيد والمستقبل العتيد…
والتهذيب ليس شعر وأدب وأديب!!!!!!
ليست الوطنية احساس وحبيب، وهو قول معيب، بل هي فكر وثقافة وتربية واحتساب وانتماء وانتساب واكتساب…