فادي عيد-الديار
تعتقد مصادر سياسية عليمة، وعلى علاقة وصداقة بكبار المسؤولين الفرنسيين، ولا سيما ببعض مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن المبادرة الفرنسية أو التسوية التي حصلت مع إيران وأدّت إلى تشكيل الحكومة الحالية، قد انتهت والدلالة ما صدر عن ماكرون وبعض الوزراء الفرنسيين من مواقف تصبّ في هذا الإطار، وثمة معلومات عن موقف للرئيس الفرنسي سيُعلن عنها قريباً قبيل توجّهه إلى الشرق الأوسط، وتحديداً إلى بعض الدول الخليجية، من أجل إعادة تكوين مبادرة جديدة أو تسوية شاملة للحلّ في لبنان تأتي ضمن إجماع دولي، بمعنى أنها لا تخصّ فرنسا وحدها، بل على غرار اتفاق الطائف، لأن لبنان في ظلّ ما يشهده اليوم من انقسام داخلي وقلق أمني وتدهور إقتصادي مريع، فذلك، بات يحتاج إلى إعادة إحياء هذه التسوية، وثمة أجواء بأن ماكرون، وخلال زيارته المرتقبة إلى السعودية ودول المنطقة، سيطرح أفكاراً جديدة، وبدأ، وفور انتهاء قمة “غلاسكو” بإجراء اتصالات للحدّ من تفاقم الأزمة بين لبنان والخليج، ولا سيّما أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تمنّى عليه وعلى رؤساء دول آخرين أن يبذلوا جهوداً جبارة لرأب الصدع لأن المسألة صعبة على لبنان، وتحديداً في ظل الظروف القاسية حياتياً ومعيشياً، والتي تثقل كاهل اللبنانيين.
ولا تستبعد المصادر، حصول نقاش بين الذين التقى بهم ميقاتي في قمة التغيّر المناخي من أجل إطلاق مواقف داعمة والقيام بجهود للمساعدة على إنقاذ لبنان في هذه المرحلة، بعدما باتت المبادرة الفرنسية والتسوية بين باريس وطهران في خبر كان، ولكن، تستطرد المصادر بالقول، أن ذلك سيحتاج إلى مساعٍ حثيثة، وبالتالي، المسألة ليست على النار أو أنها خلال أسابيع قليلة باعتبار ثمة ملفات في المنطقة قد تكون من الأولويات لبعض الدول، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وبالتالي، التركيز هو من خلال الدور الفرنسي، ولا سيّما أن ماكرون يعمل على تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في الشرق الأوسط ودول أخرى قبل الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، وعليه، فإن لبنان يحظى بالإهتمام الأبرز لخصوصيته السياسية والثقافية مع باريس، إضافة إلى وجود جالية لبنانية كبيرة في فرنسا ومؤثّرة جداً في أي استحقاق، وهذا ما يعوّل عليه سيد الإيليزيه خلال معركته الإنتخابية المقبلة.
ومن هذا المنطلق، يُرتقب أن تحصل خطوات قريبة جداً الأمر، الذي تعوّل عليه مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة، بحيث تشير إلى أن وعوداً جدّية أعطيت لميقاتي في سائر اللقاءات التي أجراها قبل عودته إلى بيروت، وقيل له أنهم سيعملون على التهدئة والشروع في إيجاد مخرج للأزمة القائمة في بيروت، وبالتالي، فإن الصعوبة تكمن بأن موقفاً كبيراً يجب أن يُتّخذ في الداخل ليبنى عليه في الخارج، بمعنى أن ثمة حديث عن مخرج داخلي سيبدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالإنكباب عليه من خلال لقاءاته وتواصله مع رئيسي الجمهورية ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري، ومرجعيات سياسية وحزبية، بهدف الخروج من الأزمة بين لبنان والخليج، والتي امتدّت إلى مجلس الوزراء الذي بات “على صوص ونقطة” من خلال الإنقسام الواضح بين بعض وزرائه، وهذا ما سيعمل على معالجته رئيس الحكومة خلال الساعات المقبلة، بمعنى أن الأمور معقّدة، وهناك سباق بين إيجاد الحلول والمخارج، أو مواصلة التصعيد، لذا، فإن كل الإحتمالات باتت واردة.