السيناريو السعودي لأزمة لبنان
} رنا العفيف-البناء
تصعيد يلوح في الأفق بعد قرارات السعودية بحق لبنان بالقطيعة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، معلنة الحرب على حزب الله، وتململ خليجي يفرض مناسك السياسة السعودية للضغط على الحكومة بالاستقالة .
أبرز المعطيات المحيطة بهذه التطورات يمكن تلخيصها بالعناصر التالية…
أولاً: الموقف السعودي لا يزال يستهدف لبنان وخط الدفاع الأول عنه (حزب الله) الذي انتشل لبنان من ركام الحصار الاقتصادي الأميركي الذي فرضه لإضعاف لبنان وتركيعه لمصالح «إسرائيل» بشتى الطرق الملتوية بما أنها هي المستفيد الوحيد من هذه الحملة المغرضة، وهذا ما اعترف به وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بقوله إنّ الاستهداف هو للمقاومة متحدثاً عن «هيمنة» الحزب على لبنان!
ثانياً: باعتبار أنّ السعودية كانت في السابق تفكر بقطع العلاقات السياسية مع لبنان بطريقة مختلفة وشاملة، وقامت بنبش سياسة الماضي لسرد ملفات تتعلق بإيران لأسباب إقليمية معلقة بالاتفاق النووي مع واشنطن وعدم تقدّم الحوار السعودي الإيراني في ملف اليمن، ليقع الاختيار على لبنان بزجّه في قلب المعادلة الإقليمية ولتتحكم باستراتيجية الخطاب الإعلامي السياسي العالمي بالحرب على اليمن لمنع أيّ وسيلة إعلامية في العالم العربي من فضح جرائمها الوحشية على اليمن كنوع من أنواع حرب كتم الأفواه…!
ثالثاً: هناك محاولة انتقام سياسي من لبنان غير مشروط يعرقل العمل بالربط الكهربائي بين سورية ولبنان، بما أنّ هناك توافق إحداثيات متطابقة حصلت مؤخراً من الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكرّرة على سورية وصولاً إلى الأحداث الأمنية في لبنان.
وهناك أيضاً سبب مهمّ يتعلق بالملف الاقتصادي اللبناني السوري بما أنّ افتعال الأزمة السعودية يضرب مفاصل الدولة اللبنانية اقتصادياً، وهذا بمثابة إيحاء وشلل سلبي تعتبره السعودية سيد الموقف بانسداد العملية الدبلوماسية كنوع من التهويل.
رابعاً: العقاب السياسي الذي تمليه السعودية في الوقت الحاضر هو مخطط له سابقاً ورسالة واضحة المعالم تأخذ على عاتقها كلّ من يحاول الاقتراب من حزب الله، وما تفعله السعودية كانت قد فرضته واشنطن على لبنان وتصدّى له حزب الله بكسر حصارها وانتصر بذلك، فأيّ رهان هذا دخلته السعودية مع المقاومة؟ وما هي الإغراءات «الإسرائيلية» التي قدّمت لها لتقدّم لـ «إسرائيل» هدية إذ لم يكن بالمجان لتدخل في المواجهة مع قوة التعاظم الإقليمي في المنطقة؟