الحدث

ميقاتي حوّل مشاركته في قمة المناخ إلى منصة للقاءات عالية المستوى دولياً، ولا استقالة للحكومة


شكّلت مشاركة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي

في مؤتمر التغير المناخي في أسكوتلندا مناسبة لاجراء سلسلة اجتماعات ولقاءات تتناول دعم لبنان على الصعيدين السياسي والاقتصادي، اصافة الى الازمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية .
وفي هذا السياق كتبت” الشرق الاوسط”: تجمّد في لبنان، الحراك السياسي الرامي إلى معالجة الأزمة الناشبة مع دول الخليج، بعد التصريحات المسيئة التي أطلقها وزير الإعلام جورج قرداحي، فيما حاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البحث عن الحلول في لقاءات مع مسؤولين عرب وأجانب أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمصري عبد الفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل”.
وكتبت” النهار”: وسط مخاوف من تجاوز إجراءات القطيعة الخليجية للبنان، الأطر الديبلوماسية الى إجراءات اقتصادية أشدّ صرامة، تسربت معلومات عن بعضها أمس، كانت الخشية الموازية ان تكون اللقاءات الكثيفة التي شرع فيها ويستكملها اليوم رئيس الحكومة في غلاسكو في اسكوتلندا مع عدد من الزعماء العرب والغربيين قد جاءت متأخرة عن احتواء تداعيات العاصفة المتدحرجة. ولكن ذلك لا يقلل أهمية المحاولة الحثيثة التي يبذلها ميقاتي سعياً الى وقف العاصفة أولا، ومن ثم احتواء ما أمكن من تداعياتها ووضع إطار للمعالجة إذا نجحت بعض الوساطات ولا سيما منها الفرنسية والأميركية والقطرية والمصرية في الدخول إيجابا على خط الاحتواء. ذلك ان الأجواء التي أحاطت بلقاءات ميقاتي لم تسفر بعد عن أي معطى ملموس من شأنه ان يفرمل تداعيات العاصفة الخليجية خصوصا بعدما لمح ميقاتي نفسه صباح أمس وقبل وصوله الى غلاسكو الى خشيته من “منزلق كبير” ما لم يستقل وزير الاعلام جورج قرداحي على الأقل.
وعلمت “النهار” ان معظم الدول التي توسطها لبنان لمعالجة الازمة مع المملكة العربية السعودية، لاسيما الامارات وقطر والكويت، اكدت ان اي معالجة يجب ان تبدأ اولاً باستقالة قرداحي، ليبدأ بعدها اي كلام في المعالجة. وعلم ايضاً ان سلطنة عمان اكدت وقوفها الى جانب لبنان واستعدادها للمساعدة. كذلك قطر ستبدأ بمسعى وسيزور وزير خارجيتها لبنان قريباً للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في ما يمكن ان تقوم به لتطويق الازمة ومعالجتها. وحتى الآن، فان الرهان على ان تؤدي الاتصالات الى فرملة الاجراءات التي تتخذ من المملكة وبعض دول الخليج ضد لبنان. وعلم أن لا الولايات المتحدة ولا فرنسا شجعتا على استقالة الحكومة، بل كان هناك اصرار على استمرارها، والارجح ان هذا الحزم نابع من خشية دخول البلد في فراغ على مستوى السلطة التنفيذية ما يهدد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والانتخابات النيابية، وامكان تشكيل حكومة جديدة”.
وكتبت” البناء”: تحولت مشاركة الرئيس ميقاتي في قمة المناخ إلى منصة للقاءات عالية المستوى دولياً، بحيث شملت لقاءاته بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة صندوق النقد الدولي ورئيس الاتحاد الأوروبي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون، ونقلت مصادر سياسية عن لقاءات الرئيس ميقاتي انطباعات إيجابية لجهة التضامن مع لبنان والوعود بالمساعدة على تخطي الأزمة، والالتزام بدعم الحكومة والحفاظ على الاستقرار، كما ورد في المواقف الأميركية والفرنسية المعلنة”.

ولفتت مصادر نيابية لـ”البناء” إلى أن الاتصالات المكثفة التي تجري على الخطوط الداخلية الخارجية وكذلك التي يجريها ميقاتي على هامش مشاركته في مؤتمر COP26 لم تتوصل إلى مخرج للأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية، مشيرة إلى أن أي قرار سيتخذ سيكون بالتوافق وثانياً بما تقتضيه المصلحة الوطنية والحفاظ على الوحدة الداخلية والسيادة الوطنية».
وليس بعيدا قالت مصادر معنية بالاتصالات لـ”البناء” إن “لا استقالة للحكومة”، مشيرة إلى دعم تلقّاه الرئيس ميقاتي من الرئيس الفرنسي لاستمرار الحكومة، هذا فضلاً عن أن هناك موقفاً غربياً لا يؤيد الإجراءات الخليجية تجاه لبنان، ولفتت المصادر في هذا السياق إلى تمايز في الموقف الأميركي عن السعودي، وهذا ما تظهر خلال دعوة وزارة الخارجية الأميركية المعنيين في الرياض إلى التواصل والحوار مع لبنان الرسمي.

وكتبت” نداء الوطن”: تتفاوت مواقف أفرقاء السلطة في بيروت إزاء سبل معالجة الأزمة المستفحلة مع الخليج العربي، بينما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في غلاسكو يسخّر كل لقاءاته وجهوده على هامش قمة المناخ لمحاولة تشكيل “لوبي” عربي – دولي يعينه على تطويق أزمة “الاحتباس الحراري” المحتدمة مع المملكة العربية السعودية ويجنّبه تجرع كأس الاستقالة المرّة مرّةً ثانية في مسيرته الحكومية.
وفي الداخل، تشكل “لوبي” مضاد رافض للتجاوب مع المساعي التي يبذلها ميقاتي لتبريد نار الأزمة تحت الأرضية الحكومية، حيث يتقاطع العهد مع “حزب الله” عند ضرورة عدم تقديم تنازلات “مجانية” للسعودية من قبيل الإطاحة بوزير الإعلام جورج قرداحي. إذ نقلت مصادر واسعة الاطلاع معلومات تفيد بأنّ “قوى 8 آذار لا توصد الباب نهائياً أمام إمكانية استقالة قرداحي في سبيل الإبقاء على الحكومة بعدما لمست جدية في عزم رئيسها على الاستقالة في حال بقي التعنت سيّد الموقف”، كاشفةً أنّ “الجهات السياسية المعنية بالتفاوض “على رأس” قرداحي بدت خلال الساعات الأخيرة منفتحة على خيار استقالته لكنها لا تزال تحجم عن تقديم هذه الورقة من دون مقابل، ليتركز البحث تالياً حول “الثمن” الذي يمكن تحصيله على طاولة الحوار مع السعودية لقاء المضي قدماً بهذا الخيار”.

وكتبت ” الديار”: عقد ميقاتي سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية ابرزها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما التقى مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي اكد أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريبا للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية- الخليجية. ووفقا لمصادر مطلعة، يعول امير قطر على دعم اميركي –فرنسي لتحركه الدبلوماسي لايجاد تسوية لم تنضج بعد لوقف التصعيد السعودي، وسيحتاج الامر لمزيد من الاتصالات في الساعات القليلة المقبلة بحثا عن المخرج المناسب. كذلك، اجتمع ميقاتي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي أكد حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن “الاتصالات بشأن معالجة أزمة العلاقة مع دول الخليج متواصلة لكن لا نتائج لها بعد بإنتظار الوساطات المطلوبة والقرار الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الوضع إذا أمكن”.
ورأت أن “هناك تعويلا على بعض هذه الاتصالات على ان هناك خطوات داخلية مطلوبة لم تترجم بعد. وأوضحت هذه المصادر أن أي تأخير في الحل ستكون له تداعياته وانه إذا كانت المعالجة غبر المؤسسات فذاك يعني حكما مجلس الوزراء”.
وأعربت عن اعتقادها أنه فور عودة الرئيس ميقاتي من قمة المناخ يباشر مجموعة من الاتصالات واللقاءات بشأن هذا الملف.وعليه، فالذهاب إلى المكاسرة مع المملكة ودول الخليج المتضامنة معها، تجعل الحكومة مهددة وعلى طاولة الاستقالة، الأمر الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على برنامج صندوق النقد الدولي.
وعلمت “اللواء” ان “إتصالات تجري بالوزير قرداحي وحلفائه للتمني عليه ان يأخذ مصلحة البلد بالاعتبار ويُقدِم على الاستقالة من تلقاء نفسه، لأن إقالته غير واردة لأنها تهدد بفرط الحكومة كلها ويدخل لبنان في نفق مظلم طويل. لكن الاتصالات لم تؤدِ الى نتيجة لأن منطق حلفاء قرداحي ان المشكلة مع السعودية لا تتعلق بموقف شخصي للوزير قبل توزيره، بل بالموقف السعودي من لبنان ومن الحكومة ككل بسبب السياسات اللبنانية المتبعة، وبالتالي فإن استقالته لن تغير في الموقف السعودي ولن تفتح المجال لإستعادة العلاقات الى طبيعتها”.
وكتبت” الاخبار” ان حزب الله لا يرى التطورات الأخيرة خارج سياق رد الفعل السعودي وانزعاجها وقلقها من الملف اليمني، وتصرف السعوديين على أن حزب الله يقف مباشرة خلف العمليات القاسية التي مُنيت فيها القوات السعودية بخسائر كبيرة على الجبهات. لذلك، يواصل الحزب التصّرف بعقل بارد، مؤكداً تمسكه بالحكومة، وبرفضه المطلق لاستقالة قرداحي تحت الضغط.
ويتقاطع موقف حزب الله مع موقف الرئيس بري الذي يعتبِر أن لا علاقة للأزمة بوزير الإعلام، وأن ما قاله قرداحي لا يستوجِب هذه الهجمة. لكن رئيس مجلس لا يذهب بعيداً في المواقف، إذ يبدو وكأنه ينتظِر هدوء العاصفة، علّ الفترة المقبلة تسمح بأن يبادر هو نفسه بلعب دور ما، وفق كلام مقربين منه، مع الكويتيين أو العُمانيين. وإن كانَ هذا الدور “لا يزال من المبكر الحديث فيه”. لذلك، يبقى الجميع في انتظار ما ستؤول إليه الاتصالات مع الفرنسيين والأميركيين.
أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعلى رغم إدراكه بأن الأزمة التي افتعلتها السعودية أخيراً لا علاقة لها بمواقف وزير الإعلام، إلا أنه يعتبر أن تصريح قرداحي بعدَ الأزمة كانَ يجب أن يكون أكثر حرصاً على التهدئة لا رفع السقف وإعطاء ذريعة جديدة للسعوديين. كذلك يرفض جنبلاط أيضاً استقالة ميقاتي، ويعتبر أن استقالة قرداحي لم تُعد تقدّم أو تؤخر في الموقف شيئاً. وهو يبدي اهتماماً أكثر بتهدئة الوضع داخل حزبه. وكانَ واضحاً خلال المؤتمر العام الـ 48 للحزب الذي عقد في المدينة الكشفية في عين زحلتا – الشوف، قبل أيام، أنه يريد ضبط الاندفاعة، بعدما سمِع مواقف لكوادر وناشطين ومناصرين تهاجم حزب الله وترفع السقف تعليقاً على الأزمة المستجدة مع المملكة. لذلك، أكد لهم أنه يتخذ مواقف عالية السقف ضد الحزب حين يتطلب الأمر ذلك، لكنه كان حاسماً بأنه لا يريد أن يكون هناك جو يتبنّى الهجوم الذي تريده المملكة. فهناك ربط نزاع حصل مع الحزب في عدة محطات وهذا يجب أن يستمر، فيما لمس الحاضرون أنه “لا يريد الانضمام إلى حملة توتير الأجواء السياسية في الداخل”، و”في النهاية لن يقف إلى جانب سمير جعجع في هذه المعركة”.

وأكد النائب طوني فرنجية لـ “الأخبار” أن “تيار المردة يضع المصلحة الوطنية قبل كل شيء، لذلك لو رأى أن استقالة وزير الإعلام توقف الأزمة ولو أنه لم يخطئ كان سيتشاور معه ربما، علماً أن قرداحي غير ملتزم بالتيار ويتمتع باستقلالية في الأداء والرأي”. وأضاف: “إذا كان المطلوب إضافة المذلّة فوق الجراح بمعنى استمرار القطيعة بكل الأحوال أكان مع استقالة أو من دونها، فنحن نفضل القطيعة لا المذلة، ونحن إلى جانب قرداحي في كل ما يفعله”، لافتاً إلى أن “الاستقالة هي أهون الشرور. وبإمكاننا الانسحاب والتفرّج. إلا أن المصلحة الوطنية تقود موقفنا الذي لا يفترض أن يكون ضعيفاً وجباناً حتى يخدم لبنان. فمن يخضع مرة يخضع مئة مرة، ونحن أصبحنا عرضة للابتزاز لأننا لا نتصرف كدولة واحدة بتعاضد”.

وأشارت “الديار” الى معلومات عن ابلاغ الطرف الايراني المعني بالرسائل السعودية على الساحة اللبنانية، رفض اي مقايضة او تنازل في ملفات اخرى على خلفية التصعيد الخليجي الممنهج في بيروت، وابلغ مسؤول ايراني رفيع المستوى الفرنسيين ان ما سبق وحاول السعوديون فرضه على طاولة الحوار الثنائي لن يحصلوا عليه عبر الابتزاز الامني والاقتصادي والسياسي، ولهذا “فان الكلام السعودي عن عدم الامكانية بالتعامل المثمر والمفيد مع حكومة لبنان الحالية في ظلّ إستمرار هيمنة حزب الله على المشهد السياسي، تكبير “للحجر” ومشكلة سعودية لا حل لها، اذا ما كانت صحيحة، ولا امكانية للمقايضة عليها، ولهذا على السعوديين العودة الى الهدوء لانهم يخوضون معركة خاسرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى