الأخبار
لم يكن الرئيس نجيب ميقاتي يحتاج إلى زيارة لندن ليعرف حقيقة الموقف. فهم مباشرة أن السعوديين ليسوا في وارد التعامل مع لبنان بطريقة مختلفة، كما هو موقفهم من ملفات سوريا والأردن وفلسطين وحتى العراق. فهم، بكل بساطة، يريدون اتفاقاً جديداً مع الإدارة الأميركية يحيي ما كان قائماً مع الإدارة السابقة. وميقاتي يعرف جيداً أن عدم مشاركة محمد بن سلمان في قمة المناخ ليس بسبب انشغاله بمتابعة خسائر قواته في اليمن، بل لتعذر تأمين قمة ذات جدول أعمال واضح مع الرئيس الأميركي جو بايدن. أما المباحثات مع الفرنسيين والبريطانيين والألمان فلا تهمّه. وهو قبل أن يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية، بعث إليه مسبقاً بألا يطلب منه ما لم يعطه للأميركيين. بل كان أكثر وضوحاً في القول إنه لا يوجد في لبنان اليوم من تهتم السعودية لأمره، وإنها تريد وضوحاً في كيفية التعامل مع ملف العلاقات الأميركية – السعودية من جهة، ومصير المفاوضات الإيرانية – الأميركية من جهة أخرى، خصوصاً أن ابن سلمان الذي سارع إلى فتح قنوات اتصال مع الإيرانيين لم يجد لديهم ما يفيده. فلا هم في وارد الضغط على الحوثيين في اليمن، ولا على حزب الله في لبنان، ولا على بشار الأسد في سوريا، ولا على حماس في فلسطين.
بالنسبة لابن سلمان، صارت ساحات العمل والتفاعل ضيقة. في الأردن فشلت محاولة الانقلاب على الملك عبدالله الثاني، أو للدقة، فشلت محاولة احتواء الرجل. وفي فلسطين، لم يعد هناك من يمكنه ادعاء القدرة على مواجهة قوى المقاومة. وفي سوريا، سلّمت السعودية بأن الطرف الوحيد الموجود على الأرض محصور بحصة الأتراك والقطريين، فيما طارت كل جهود ثامر السبهان مع العشائر العربية والكرد شرق الفرات. أما في العراق، فالحصاد المفترض لنتائج الانتخابات لا يسير وفق ما تشتهيه السعودية. عملياً، لم يعد هناك من ساحة فيها من يتطوّع لخدمة المشروع السعودي سوى لبنان، فكيف ولبنان يعاني الأمرّين سياسياً واقتصادياً، ويطلب العون من أي كان؟
هذا ما تريده السعودية الآن. تريد من حلفائها في لبنان القيام بأفعال بعدما ملّت الأقوال. وهي، بالمناسبة، لا تعفي أحداً من المسؤولية. لا فريق «المستقبل» بكل تلاوينه السياسية والدينية والإعلامية، ولا وليد جنبلاط وحزبه، ولا كل الفرق المنتشرة كالفطريات على شاشات التلفزة. لكنها تعتقد أن في إمكان القوات اللبنانية قيادة المعركة المباشرة في وجه حزب الله من جهة، وفي وجه الحليف المسيحي للحزب، التيار الوطني الحر. وبعد التطورات الأخيرة التي شهدها لبنان، خصوصاً مجزرة الطيونة، وجدت السعودية أن المناخ يسمح بتوسيع دائرة الضغوط. وهي، هذه المرة، لا تقف عند خاطر أحد بما في ذلك العواصم الغربية.
عند هذا الحد، قررت المملكة شن جولة جديدة من الحرب على لبنان. وجدول أعمالها لا يتوقف عند حدود، إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة، وليس أي طرف غيرها. وما ينقل عن المسؤولين السعوديين، يتجاوز كل ما يجري تداوله حالياً من إجراءات سياسية.
في بيروت، لخصت شخصيات لبنانية على تواصل مع المسؤولين السعوديين موقف الرياض بالآتي:
أولاً: تعتبر الرياض استقالة وزير الإعلام «هدية» غير كافية، بل تريد أن تجتمع الحكومة وتصدر موقفاً موحداً ضد سياسات حزب الله.
ثانياً: هناك استياء سعودي كبير من الرئيس نجيب ميقاتي الذي يستقوي بالموقف الأميركي، وهي ترفض استقباله وكل طلبات الوساطة التي يقوم بها.
ثالثاً: يتخذ السعوديون موقفاً سلبياً من قيادات كثيرة في لبنان، بما في ذلك القيادات السنية التقليدية، وحتى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لأنها تعتبر أن المواقف التي أطلقها المفتي في محطات عدة أخيراً لم تكن على قدر ما تريده المملكة.
رابعاً: يؤكد السعوديون أنهم في صدد اتخاذ إجراءات إضافية سيعلن عنها تباعاً وسيحتفظون بها للإعلان عنها في الوقت المناسب.
خامساً: يكرر السعوديون أنهم يراهنون على الانتخابات النيابية لتغيير المشهد. وللمرة الأولى بدأوا يتحدثون عن الانتخابات الرئاسية. وهم يعتبرون أن المنافسة ليست محصورة بين جوزيف عون وجبران باسيل وسليمان فرنجية، بل هناك أيضاً سمير جعجع وسامي الجميل.
بالنسبة لابن سلمان، صارت ساحات العمل والتفاعل ضيقة. في الأردن فشلت محاولة الانقلاب على الملك عبدالله الثاني، أو للدقة، فشلت محاولة احتواء الرجل. وفي فلسطين، لم يعد هناك من يمكنه ادعاء القدرة على مواجهة قوى المقاومة. وفي سوريا، سلّمت السعودية بأن الطرف الوحيد الموجود على الأرض محصور بحصة الأتراك والقطريين، فيما طارت كل جهود ثامر السبهان مع العشائر العربية والكرد شرق الفرات. أما في العراق، فالحصاد المفترض لنتائج الانتخابات لا يسير وفق ما تشتهيه السعودية. عملياً، لم يعد هناك من ساحة فيها من يتطوّع لخدمة المشروع السعودي سوى لبنان، فكيف ولبنان يعاني الأمرّين سياسياً واقتصادياً، ويطلب العون من أي كان؟
هذا ما تريده السعودية الآن. تريد من حلفائها في لبنان القيام بأفعال بعدما ملّت الأقوال. وهي، بالمناسبة، لا تعفي أحداً من المسؤولية. لا فريق «المستقبل» بكل تلاوينه السياسية والدينية والإعلامية، ولا وليد جنبلاط وحزبه، ولا كل الفرق المنتشرة كالفطريات على شاشات التلفزة. لكنها تعتقد أن في إمكان القوات اللبنانية قيادة المعركة المباشرة في وجه حزب الله من جهة، وفي وجه الحليف المسيحي للحزب، التيار الوطني الحر. وبعد التطورات الأخيرة التي شهدها لبنان، خصوصاً مجزرة الطيونة، وجدت السعودية أن المناخ يسمح بتوسيع دائرة الضغوط. وهي، هذه المرة، لا تقف عند خاطر أحد بما في ذلك العواصم الغربية.
عند هذا الحد، قررت المملكة شن جولة جديدة من الحرب على لبنان. وجدول أعمالها لا يتوقف عند حدود، إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة، وليس أي طرف غيرها. وما ينقل عن المسؤولين السعوديين، يتجاوز كل ما يجري تداوله حالياً من إجراءات سياسية.
في بيروت، لخصت شخصيات لبنانية على تواصل مع المسؤولين السعوديين موقف الرياض بالآتي:
أولاً: تعتبر الرياض استقالة وزير الإعلام «هدية» غير كافية، بل تريد أن تجتمع الحكومة وتصدر موقفاً موحداً ضد سياسات حزب الله.
ثانياً: هناك استياء سعودي كبير من الرئيس نجيب ميقاتي الذي يستقوي بالموقف الأميركي، وهي ترفض استقباله وكل طلبات الوساطة التي يقوم بها.
ثالثاً: يتخذ السعوديون موقفاً سلبياً من قيادات كثيرة في لبنان، بما في ذلك القيادات السنية التقليدية، وحتى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لأنها تعتبر أن المواقف التي أطلقها المفتي في محطات عدة أخيراً لم تكن على قدر ما تريده المملكة.
رابعاً: يؤكد السعوديون أنهم في صدد اتخاذ إجراءات إضافية سيعلن عنها تباعاً وسيحتفظون بها للإعلان عنها في الوقت المناسب.
خامساً: يكرر السعوديون أنهم يراهنون على الانتخابات النيابية لتغيير المشهد. وللمرة الأولى بدأوا يتحدثون عن الانتخابات الرئاسية. وهم يعتبرون أن المنافسة ليست محصورة بين جوزيف عون وجبران باسيل وسليمان فرنجية، بل هناك أيضاً سمير جعجع وسامي الجميل.