“ليبانون ديبايت”
تزدادُ الأجواء “تلبُدّاً” في سماء العلاقات اللبنانيّة السعودية والخليجيّة مع تأخرّ أيْ خطوات أو إجراءات لبنانيّة لإزالة ما أدّى إلى تعكر هذه الأجواء، كما أنّه تُنذر بمزيد من الخطوات التصعيديّة من الجانب العربي الخليجي قد تصل بعد قطع العلاقات ومنع الإستيراد من لبنان إلى منع التحاويل الماليّة من اللبنانيين في الخليج إلى ذويهم في لبنان كما قد تُمنع طائرات من الهبوط في السعودية وربما دول الخليج.
هذا المشهد “السوداوي” رسَمه المُحلل السياسي نضال السبع الذي أكّد في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ “لبنان فَشل بالتعاطي مع العلاقات اللبنانية السعودية، وهو قد خرج عن السياق العربي والقرارات العربيّة لا سيّما ما يتعلَّق بموضوع اليمن، فالسعودية لم تتدخل في اليمن إلّا بعد إجماع عربي”.
وإذْ يُبرِّر الموقف السعودي لِجهة أنّ “من صدر عنه الكلام هو وزير بالحكومة اللبنانية رغم أنّ كلامه جاء قبل توّليه منصب وزير الإعلام، لكنّ الحلقة التي صدر فيها الكلام المرفوض بُثَّت منذ أيّام قليلة وليس قبل تشكيل الحكومة لذلك يتحمَّل مسؤولية ما قاله”.
ويَكشف أنّ “المشكلة كان يُمكن تَلافيها وحلّها، لأنّ الجانب السعودي كان يَنتظر من الرئيس نجيب ميقاتي موقفاً جديّاً، ولكنّه إعتمد منطق تدوير الزوايا ممّا أزعج الجانب السعودي، كما أنّ كلام الوزير جورج قرداحي لاحقاً بأنه لم يُخطئ ولم يعتذر زاد الطين بلة”.
وإذْ رفض ما قالوه بهذا “الصدَّد عن تدخل بالشؤون اللبنانية”، سأل: “أين كانت السيادة عندما تشكلت حكومة بتفاهم فرنسي إيراني أو أين كانت عندما يحضر مسؤول أميركي اجتماع خليّة الأزمة أو أيْن السيادة من شروط صندوق النقد الدولي؟”.
وتحدَّث عن “إجراءات خطيرة قد تتخذها السعودية في شكل تصاعدي على سبيل التعاملات الماليّة أيْ توّقف اللبنانيين في السعودية عن تحويل الاموال لذويهم في لبنان، وَوقف طيران الشرق الأوسط عن الهبوط في المطارات السعودية”.
لذلك يُطالب السبع “الإسراع بإتخاذ إجراءات أبرزها وقف التصريحات المُسيئة إلى السعودية، لا سيّما ما صدر عن وزير الخارجية، بشأن إستقالة الوزير القرداحي، الحوار مع الجانب السعودي لمُعالجة التراكمات وإزالتها”.
ويُذكِّر بما “أبلغه الجانب السعودي إلى النائب جبران باسيل عند مُرافقته رئيس الجمهورة خلال زيارته للسعودية عام 2016، بأن السعودية ستُسهل تشكيل الحكومة وتدعمها ولكنّ المطلوب من لبنان أنّ لا يتدخل أي طرف في الحكومة اللبنانية في المعارك الإقليميّة وخاصة اليمن أي حزب الله، وأنْ لا يتحوَّل لبنان إلى منصّة إعلامية للهجوم على اليمن، تسليم مطلوبين سعوديين يرفض لبنان تسليمهم، وقف تدفق “الكبتاغون” إلى السعودية من لبنان، لكنّ أيّ من هذه الأمور لم تَحصل.
ويَلفُت إلى “محاولات إقصاء السعودية عن المشهد اللبناني وهي التي دعمته طيلة سنوات بالمليارات، فلا يُمكن معاملة السعودية بإستخفاف كما فَعل الرئيس ميقاتي”.
وإذْ تخوَّف من “إجراءات إضافيّة قد تتخذها السعودية بإبعاد آلاف من اللبنانين، سأل: “هل سيؤمن ميقاتي الوظائف للمُبعدين؟”.
وإعتبر أنّ “من واجب الحكومة اليوم إعادة بناء الثقة مع الخليج والمُبادرة بالإجراءات التي ذكرها”.