كتب الأستاذ حليم خاتون:
(سوف تغزو السعودية اليمن… سوف ينتصر اليمن…
وسوف تنتهي بهذا الانتصار، حقبة بني سعود في الجزيرة العربية…)
كانت هذه خلاصة مقابلة جرت قبل سنين كثيرة من شن التحالف السعودي الإماراتي الأميركي البريطاني الفرنسي الألماني لهذه الحرب العدوانية القذرة ضد شعب اليمن…
شعب عجزت عن إخضاعه كل الإمبراطوريات التي غزت شبه الجزيرة العربية…
غزوات انتهت دائما إلى الهزيمة وجر أذيال الخيبة والإندحار…
أما هذه الخلاصة، فتعود إلى الكاتب والمحلل السياسي المصري الكبير، محمد حسنين هيكل قبل سنوات كثيرة فعلا من هذه الحرب…
رحم الله هيكل الذي أوصى أن تتم الصلاة على روحه في حضرة الحسين في القاهرة…
بالحديد والنار، وإرهاب وهابيي ما قبل داعش والنصرة، واستناداً إلى فكر ظلامي يعود إلى القرون الوسطى يمثله ابن تيمية، ويقوم على تكفير الآخر، مهما اختلفت هوية هذا الآخر دينياً أو مذهبياََ…
بالحديد والنار وهذا الإرهاب الوهابي، استطاع بنو سعود اقتلاع كل خصومهم وعلى رأسهم عائلة الشريف حسين الهاشمية التي كانت تعرضت لخداع بريطاني يقوم على الاعتراف بالشريف ملكاََ على كل العرب…
هل يُنهي اليمن الحقبة السعودية الثانية، بعد أن كانت الخلافة العثمانية هي من أنهى الحقبة السعودية الأولى بعد اعتقال جد محمد بن سلمان الأول، وإعدامه في الآستانة…
كل الدلائل تشير إلى انحسار تأثير بني سعود… وإلى اندحارهم على كل الجبهات، وفي كل البلاد التي حاولوا إيذاءها…
الانتماء إلى مجموعة العشرين الكبار لا تعني شيئا، لأن وجود السعودية في هذه المنظومة ينحصر فقط بكونها كيس مليء بالمال والذهب تقوم اميركا وبريطانيا وحتى فرنسا بالسحب منه حين تشاء لخدمة مصالحها التي لا تختلف عن مصالح الكيان الذي قامت هذه الدول مجتمعة بعملية غرسه على أرض فلسطين التاريخية…
أما روسيا والصين وغيرها من الدول، فهي تكتفي من شبه الجزيرة العربية بالفُتات الذي يتركه لها الغرب…
هل يمكن لدولة بني سعود الخروج من هذا المأزق اليمني؟
لقد احتاج اقتلاع الجاهلية الأولى في شبه الجزيرة العربية إلى تدخل إلهي عبر الرسول، وخاتم النبيين محمد، فإلى ماذا تحتاج عملية اقتلاع الجاهلية الجديدة المنتشرة هناك خلف الدروع المالية الضخمة التي تحميها…
يبدو أن اقتلاع الجاهلية الجديدة في تلك البقاع تحتاج إلى تدخل إلهي جديد، لذا أرسل الله إليهم أنصاره من أهل اليمن…
“المال والبنون” هم أساس كل الخطايا في القرآن، كما في تعاليم السيد المسيح…
هل فكرت شعوب الجزيرة العربية بذلك، يوم خرج سفهاؤها وقاموا بالتطبيع مع مغتصب أرض فلسطين؟
إذا كان بنو سعود ومعهم بنو زايد قد حاولوا تدمير سوريا وفشلوا ويريدون الانتقام من القوة الأساسية التي أفشلت كل مخططاتهم وهي محور المقاومة المدعوم من إيران، فما هو سبب جنون حكام الكويت الجديد المتجدد على الساحة؟
من المفهوم أن يلتحق طغاة البحرين بالسعودية، فهم كلبها الأليف المدلل في المنطقة…
لكن أن تأتي الطعنة في الظهر من الكويت… رحم الله العقل بعد موته في رؤوس آخر من ظننا أنهم من حكماء العرب…
على كلّ، ليس هنا مربض الفرس.
السعودية التي كانت قبل سنين تذبح بظفر خنصرها، صارت اليوم أكثر هشاشة مما يظن الكثيرون…
حتى عندما كانت لا تحتاج إلى أكثر من بضعة صواريخ زيادة على ما أرسله أنصار الله الى عمق الجزيرة لإنهاء ذلك الدور الخبيث… كان هناك دوماً حرص على محاولة إعادة الرشد الى تلك الرؤوس الفارغة ليس إلا…
كان الحرص دوماً، ان لا تضعف هذه الكيانات الهامشية ويزيد ارتماؤها في الحضن الأميركي…
لذلك كان الرد يأتي دوما بعد ارتكاب المجازر…
أما بعد الإمعان في ارتكاب هذه المجازر، وبعد الإمعان في ارتكاب الخيانة وخدمة مصالح أعداء هذه الأمة…
لن يسمع شعب اليمن أية دعوة لهذا الحرص بعد اليوم…
هذا الحرص الذي لم يجدِ سابقاً، لن يجدِ مستقبلاً بكل تأكيد…
يبدو أن كامل شبه الجزيرة العربية سوف يتعرض لهزة سوف تفرض نهاية هؤلاء…
من يقرأ المقالات الكثيرة التي بدأت منذ الأمس تظهر ليس فقط في الكويت، بل حتى في قلب السعودية، والتي لم تتأخر في وصف هذه الحرب العدوانية بالعبثية…
من يقرأ تلك المقالات التي برغم أنها لم تتجرأ على الدفاع عن الوزير اللبناني جورج قرداحي، ولم تتجرأ على التعاطف مع انصار الله في اليمن، فهذا من المحرمات في تلك البلاد التي تفتقر إلى الديمقراطية والتي تخشى غضب الشقيقة الكبرى، حتى لو كانت على خطأ ومعصية…
من يقرأ تلك المقالات بالرغم من
كل تلك الرقابة… يجد أن الخليجيين يكتبون ويصفون هذه الحرب فعلاً بالعبثية…
لا يتجرأون على وصمها بالعدوانية والكفر ومناصرة الصهاينة والغرب ضد اهل الجزيرة الأصليين… فيكتفون بأقل الإيمان، قول شيء من الحق، في حضرة سلطان جائر…
الوزير قرداحي كان القشة التي قصمت ظهر البعير السعودي، فراح يتلوى ويجعر علّه يحصل على ولو استقالة تهين بلد الأرز الذي أذاقها مرارة الخيانة وارتكاب العهر السياسي…
لكن جورج قرداحي ليس سعد الحريري، وليس محمد نجيب ميقاتي، وليس بالتأكيد فؤاد السنيورة أو غيره من لاعقي مؤخرة بن سلمان….
قُبلة جورج قرداحي التي يراه ضميره وعقله وقلبه قبل أن تراها العينين…
قُبلة جورج قرداحي تلك موجودة على أرض لبنان، وتجاه شعب لبنان…
عندما صعد الوزير قرداحي إلى بكركي، استمع بصبر وإيمان وهدوء الى كل كلمة قالها له البطرك الراعي عن أن المهم هو مصلحة لبنان… وبالتالي، وجوب الإستقالة…
بهدوء، أجاب الرجل الكبير المقدار… قال إنه مستعد للإستقالة فوراً إذا تعهد البطرك بأن السعودية سوف تتوقف عن التآمر على لبنان…
كان الوزير قرداحي على الاستعداد التام للتضحية بذاته على مذبح الوطن لو حصل فقط على ذلك التعهد بوقف مؤامرات بني سعود وكلابهم الداشرة في شبه الجزيرة العربية…
لم يستطع البطرك ضمان بني سعود وتلك الكلاب، فهو يعرفهم جيداً… ويعرف الخبث واللؤم الذي ورثوه عن آكلة الأكباد، هند السفيانية…
سوف يذكر التاريخ بالتأكيد أن رجلا من لبنان اسمه جورج قرداحي صارع ثوراََ هائجاََ ومجموعة كلاب مستكلبة…
لم يخَف جورج من منشارهم ولا خاف من انيابهم السامة بطعم الزيت الأسود يسيل مع لعابهم…
صارعهم جورج قرداحي، وارداهم إلى قعر جهنم…
جورج المسيحي أظهر لآل الصباح في الكويت كم هم كذابون في إسلامهم…
إذ كيف يُعقل لمسلم أن يكون على نفس سفينة الخيانة والتطبيع…!!!!
شكراً جورج قرداحي، اليوم لم نربح المليون… اليوم، بفضلك، وبفضل صمودك الرائع ربحنا كل الكون، لأننا ربحنا الوطن…
اليوم ينزوي كل أتباع الذل في الظلمات يأكلون من احشائهم، ويشربون من دمائهم… لأن الندم لم يعد ينفع…
لن يسامحهم الرب لأنهم كانوا يدرون ماذا هم يفعلون…