سقوط ميداني لمأرب وصافر… والسعودية تطيح «الاخوان» لتوحيد الجنوبيين زحمة مفاوِضين في صنعاء: تسليم مأرب على الطاولة
الأخبار- رشيد الحداد
امتدّت التفاهمات التي تعقدها صنعاء مع قبائل مأرب، لتشمل قبيلة عبيدة، ما من شأنه أن يمهِّد لسقوط المدينة بالكامل بيد «أنصار الله»، ومن دون قتال. واقع حتَّم عزلة على حزب «الإصلاح» داخل المدينة، ليندفع إلى شنّ حملة اعتقالات واسعة استهدفت مواطنين يتحدّرون من محافظات واقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، بتهم التعاون مع الحركة، بالإضافة إلى نشر ميليشياته وتعزيز تحصيناته عند أطراف المدينة السكنية، استعداداً لحرب شوارع
هذا التوافد القبلي، جاء بعد تكليف حكومة صنعاء اللجنة القبلية المكوَّنة من كبار زعماء قبائل مأرب الموالين لـ«أنصار الله»، بالتواصل المكثَّف مع قبائل عبيدة المؤيّدة لـ«التحالف»، في أعقاب سقوط الجبهة الجنوبية بشكل كامل، والتحام قوات صنعاء في ثلاث جبهات رئيسية في محيط المدينة، ونجاح اللجنة القبلية في تسليم مديرية جبل مراد طوعاً. وقالت المصادر إن التفاهمات القبلية اتّسعت، خلال الأيام الماضية، لتشمل قبيلة عبيدة، فيما كُلِّفت مجموعة من المشائخ بالتواصل مع مشائخ عبيدة لتجنيب أراضي القبيلة وممتلكاتها صراعاً باتت نتيجته محسومة. وتتّخذ المفاوضات مع عبيدة، والمنعقدة في وادي عبيدة، طابعاً سرّياً، خشية تعرُّض هذه القبائل للانتقام من جانب «التحالف».
وفي السياق ذاته، وصل عشرات المشائخ من قبائل مراد وذو محمد في العبدية والجوبة، ومن قبائل مديريات بيحان وعين ومرخة في محافظة شبوة، إلى صنعاء. ومع اتّساع نطاق الحديث عن مبادرة مأرب في أوساط قبائل عبيدة وقبائل شبوة، أخيراً، ازدادت عزلة حزب «الإصلاح» قبلياً وشعبياً في هذه المدينة، ليردّ عبر شنّ حملة اعتقالات واسعة استهدفت مواطنين يتحدّرون من محافظات واقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، بتهم التعاون مع «أنصار الله»، ونشْر ميليشياته عند أطراف المدينة السكنية التي عزَّز تحصيناتها استعداداً لحرب شوارع. وأفادت مصادر مطّلعة، «الأخبار»، بأن الانتشار الأمني في مدينة مأرب جاء عقب إقدام مجهولين على طبع شعارات تابعة لحركة «أنصار الله» على جدران عدد من الأحياء السكنية، ما أثار هلع ميليشيات «الإصلاح» التي لا تتمتّع بأيّ حاضنة شعبية وقبلية في المدينة، أو في مديرية وادي عبيدة التابعة لقبيلة عبيدة، إحدى أهمّ قبائل مأرب. ووفق مصادر محلية في مأرب، لجأ «الإصلاح» إلى «الدعاية السوداء» لإثارة مخاوف سكان المدينة من دخول الجيش و«اللجان الشعبية» إليها، فضلاً عن تحريضه ضدّ الحركة في المساجد. وردّاً على ذلك، نفى عضو لجنة الوساطة في مأرب وأحد أبرز مشائخ قبيلة عبيدة، محمد عبد العزيز الأمير، تلك الشائعات، مؤكداً، في حوار بثّته قناة «المسيرة» الناطقة باسم «أنصار الله»، أواخر الأسبوع الماضي، أن «الدعاية التي تثير مخاوف المواطنين الموجودين في مدينة مأرب ووادي عبيدة غير صحيحة». كما طمأن المقيمين في المديريتَين، والذين قدِموا من خارج مأرب، إلى عدم تعرضّهم لأيّ أذى، وأضاف: «إن أردتم البقاء في مأرب، فنحن أهلكم ونرحّب بكم. وإن أردتم العودة إلى مناطقكم، فأنتم في أمن ودماؤكم دماؤنا».