علي ضاحي-الديار
كشفت السعودية بشكل واضح نواياها وقراراتها المقبلة على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، والذي عبّر بشكل واضح وفي طيّات كلامه المبطّن، ان الامر ابعد من استقالة الحكومة او وزير الاعلام جورج قرداحي، حيث تريد السعودية ومن ضمن طيّات كلام فرحان، انها تريد تغيير سلوك لبنان ونظامه السياسي نحو «الحياد» وتحميل حزب الله وايران مسؤولية كل ما يجري في لبنان والمنطقة وحتى اليمن.
وتنطلق اوساط واسعة الإطلاع في «الثنائي الشيعي» من رسائل فرحان وعبره على لسان ولي العهد السعودي، ان السعودية ماضية في تصعيدها ومن ضمن خطوات اقتصادية ومالية وديبلوماسية عبّرت عن بعضها، ونفذت بعضها، بالاضافة الى حملة تشويه وتخوين وشتائم بحق قرداحي وعائلته وحتى رموز وطنية ومقاومة في لبنان، وصولاً الى خطوات لتعميمها على باقي دول مجلس التعاون الخليجي، والتي استجابت لضغوطات السعودية كالكويت والبحرين والامارات، بينما تمايزت قطر وعُمان، في حين كان لافتاً عدم صدور اي موقف عن الاردن ومصر بشكل رسمي.
وتكشف الاوساط ان استقالة قرداحي طويت، بعد ان كانت مطروحة كمخرج، ولكن قرداحي طلب من البطريرك الماروني بشارة الراعي ضمانات كي تكون الاستقالة ذات جدوى، وهي ان تكتفي السعودية بها وينتهي التصعيد، وان يطلق حوار بين لبنان والسعودية برعاية فرنسية لحل النقاط العالقة والتي تتذرع بوجودها السعودية. وتشير الى ان سلسلة من المشاورات جرت بين الرؤساء الثلاثة والقوى المعنية بالحكومة من جهة وداخل قوى 8 آذار والتحالف مع «الثنائي الشيعي» من جهة ثانية، خلصت الى ان الافق مسدود.
وحتى الساعة لم تتجاوب السعودية مع المساعي الاميركية والفرنسية، تضيف الاوساط، وتتجه الى مزيد من التصعيد، ولن تكتفي وفق ما ابلغت الوسطاء انها غير معنية، لا باستقالة الحكومة او رئيسها او قرداحي، بل المهم «كفّ» يد حزب الله وسلاحه عن الدولة في لبنان، ومنع تدخله في اليمن وهذه سقوف تعني ان السعودية تريد ان تسيطر على القرار السياسي للدولة وللحكومة، وان تتحكم بكل تصريح او موقف لبناني وهذا امر لن يقبل به فريقنا ولا بشكل من الاشكال.
وتؤكد الاوساط ان تغريدة وزير الاشغال علي حمية عن الندية والتمسك بالسيادة ورفض الوصاية السعودية او الاملاءات منها من اي دولة اخرى، وكان سبقها حسم قرداحي لموقفه بعدم الاستقالة، وهذا يؤشر الى انطلاق المواجهة السياسية والديبلوماسية من جانب تحالف «الثنائي الشيعي» و8 آذار، والتي ستتخذ اشكالاً مختلفة للحفاظ على السيادة والتمسك بالكرامة الوطنية، ومنع اي اعتداء الى اي مواطن او وزير او نائب.
وتشير الاوساط الى ان تغريدتي وزيري الصحة فراس الابيض والبيئة ناصر ياسين، اتتا رداً على تغريدة حمية، وهذه التغريدات تأتي من باب الانحياز الى السعودية، حيث كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزيرين ياسين والابيض، اي المكون السني في الحكومة، في جو الاستقالة في الساعات الاولى بعد اعلان الحكومة ووزارة الخارجية السعودية عن خطواتها التصعيدية، لولا تدخل فرنسا لثني ميقاتي عن هذه الخطوة، وكذلك فعلت واشنطن لاعتقادها ان خطوة مماثلة من شأنها ان تفجّر البلد وتطير الانتخابات!
وتقول الاوساط ان المرحلة المقبلة، ستشهد مواجهات سياسية حامية داخل الحكومة وخارجها، ومما لا شك فيه ان الحكومة اهتزت مجدداً من داخلها وتضرر التضامن الوزاري بعد تأييد عدد من مكوناتها الرضوخ لطلبات السعودية والانحياز لتهديداتها، وطالبوا باستقالة فورية للحكومة ولقرداحي!